أخيرا، عادت الأوضاع إلى طبيعتها في سوق «البلاكبيري» وتنفس الشباب الصعداء، أمس، بعد الإفراج عن خدمة «ماسنجر بلاك بيري» ليستفيد منها 700 ألف مستخدم بينهم 600 ألف شاب دون ال 25 وذلك بعد إعلان هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أمس، استمرار الخدمة، والتراجع عن القرارين السابقين اللذين قدمت من خلالهما مهلة للشركات المشغلة لاستيفاء جميع الشروط والضوابط وهو ما تم أخيرا مع شركة ريسيرش إن موشن الكندية بالاتفاق على تركيب ثلاثة خوادم لنقل البيانات والاتصالات من السعودية وإليها لكي تعمل بالإضافة إلى خوادم الشركة الموجودة في كندا. وقالت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيان وزعته، أمس «نظرا إلى التطور الإيجابي في استكمال جزء من المتطلبات التنظيمية من قبل مقدمي الخدمة فقد قررت الهيئة السماح باستمرار تقديم خدمة البلاكبيري ماسنجر». وأضافت الهيئة أنها قررت «مواصلة العمل مع مقدمي الخدمة لاستكمال ما تبقى من متطلبات تنظيمية». ورفض المتحدث باسم الهيئة سلطان المالك إعطاء مزيد من التفاصيل. حفاوة من جانب آخر، احتفت شركة زين بإعلان استمرار الخدمة بطرح البلاكبيري بسعة غير محدودة، وذكر الرئيس التنفيذي ل «زين السعودية» الدكتور سعد البراك أن إتاحة خدمة البلاكبيري بسعات غير محدودة يؤكد سعي الشركة الدؤوب إلى تقديم كل ما من شأنه خدمة العملاء الكرام، وضمان تميزهم وتفردهم من خلال تزويدهم بأحدث الخدمات ضمن أرقى أداء، وأفضل الأسعار. اطمئنان ولم يبدِ الشاب سلطان العنزي أي تحفظ على تركيب الشركات المشغلة للخدمة في السعودية «سيرفرات» خاصة تمكن من عملية المراقبة: «لا يهمنا كثيرا، فاستخداماتنا للجهاز محدودة وما يهمنا هو التواصل فيما بيننا وتوزيع النكات». مشيرا إلى أنه لم يتأثر كثيرا من تهديدات هيئة الاتصالات بشأن إيقاف الخدمة لأنه يعتبر نفسه منضما حديثا ل «عائلة البلاكبيري». وأكد ثقته الكاملة في عودة الخدمة منذ الإعلان عن إيقافها بسبب الأعداد الكبيرة من المستخدمين لهذه الخدمة، مبينا أن الشركة لن تضحي بأكثر من 700 ألف مستخدم من أجل أمور لا ينظر لها بأهمية كبرى: « لا مانع من أن تفرض المراقبة على هذه الأجهزة، فلا يوجد لدينا ما نخاف منه، بالتالي ما يهمنا هو عملها واستمراريتها». قلق ويضيف محمد الحيدري: «عندما سمعت بخبر توقف الخدمة تحطمت، ولم يعد لحمل الجهاز أي داعٍ، وقلت في نفسي: لمَ لا أبيع الجهاز وأرتاح». وأشار إلى أنه غير مقتنع بفرض رقابة صارمة على هذا النوع من الأجهزة: «جميعنا شباب واستخداماتنا محدودة، لكن نرفض مبدأ الرقابة لمجرد الرقابة، إن كان هناك ما يستدعي فلا مانع من ذلك». وأكد الشاب عبدالرحمن نبيل أنه ضد استخدام السيرفر الذي سيستخدم في المتابعة: « لا أؤيد هذه الفكرة لأنني لا أحب أن يطلع أحد على خصوصياتي». سعادة وأكد عدد من المتعاملين في سوق الاتصالات بالسعودية ارتفاع مبيعات «البلاكبيري» خلال ال 24 ساعة الماضية، وجاء ذلك مواكبا لقرار هيئة الاتصالات، وأشار البائع أحمد عبدالله إلى أن السوق توقفت تماما عندما شاع خبر إيقاف الخدمة الأسبوع الماضي، ما أشاع حالة من الخوف والترقب والقلق، ولم يتجرأ أي من أصحاب المحال على شراء الأجهزة المستعملة فيما أوقف البعض عمليات استيراد أجهزة جديدة. وأكد أن السوق عادت، أمس، إلى طبيعتها بعد الإعلان عن استمرار الخدمة، مشيرا إلى أن بعض مستخدمي «البلاكبيري ماسنجر» يقولون إنهم ليس لديهم ثقة في استمرار الخدمة فيما لا يزال بعض المستخدمين متخوفين من ذلك، وعاد مؤكدا أن السوق بدأت تنشط تدريجيا، لكن الحركة لم تكن كما هي قبل صدور القرار الأول من قبل الهيئة. تخوف ويضيف حامد محمد أن تأكيداتهم أمس للزبائن باستمرار الخدمة لم تقنع الزبائن: «حضر لنا عدد كبير من الأشخاص يعرضون أجهزتهم خوفا من الإلغاء، مبدين عزمهم على القيام بذلك قبل الإيقاف الكلي، فيما لم تجد تأكيداتنا أذانا صاغية». موضحا أن الشباب متخوفون من إلغاء الخدمة في أي وقت مستقبلا. وأكد أشرف محمود «بائع» أن المبيعات انخفضت 50 % على مدار أسبوع، وعادت، أمس، وبنسبة معقولة جدا: «نحتاج إلى أن يقتنع الجميع بأنه لا إيقاف للخدمة ليعود الناس للشراء ونعود إلى تحقيق المكاسب»، موضحا أن حالة الركود الأخيرة أضرت بعمليات البيع: «الجهاز الذي كان يباع بألفي ريال بيع بنصف ثمنه، لكن أملنا كبير في تحقيق مكاسب خلال الفترة المقبلة» .