نلمس جميعاً مدى المعاناة التي يعيشها معظم الخريجات جراء عدم التعيين وتأخر ذلك سنوات عدة في كثير من الأحيان، وبالذات لبعض التخصصات. لا شك في أن الجميع يحرص على أن تؤمِّن الخريجة مستقبلها من طريق دخل شهري ثابت يعينها بإذن الله على الحياة والمساهمة في إعالة أسرة أو مساعدة زوج لا يستطيع الإيفاء بالالتزامات وحده. وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى أهمية أن تقوم وزارة الخدمة المدنية بتحديد مدة زمنية معينة للمرأة العاملة، لتفسح المجال لفتاة أخرى تكون في أمسّ الحاجة إلى شغل هذه الوظيفة، بينما تتفرغ المرأة العاملة التي أحيلت إلى التقاعد لزوجها وأولادها وتقوم برسالتها الأولى والأساس والأهم وأقصد بذلك الاهتمام بأسرتها وتلبية حاجات زوجها وأولادها، إضافة إلى تفرغها لقضاء حاجات أفراد أسرتها وتوفير متطلباتهم في المنزل بدلاً من الاعتماد الكلي على الشغالة الأم البديلة. كلنا ندرك أنه بعد تقاعد المعلمة والمرأة العاملة، الذي أتمنى أن يكون بعد خدمة 20 عاماً فقط، أقول بعد التقاعد سوف يودع في حسابها شهرياً مبلغ يساعدها وأسرتها، حتى وإن كان أقل من راتبها الشهري أثناء عملها، وما من شك في أنه سيكون رافداً مهماً لها أولاً ولأسرتها في مواجهة ظروف الحياة وغلاء المعيشة. كم أتمنى أن يصدر قرار بإحالة أي امرأة عاملة إلى التقاعد بعد أن تمضي 20 عاماً من الخدمة والعطاء، لأنها حينئذ تكون قد قدمت عصارة جهدها وأهم وأحلى سنوات عمرها في العمل وآن لها أن تستريح وتعود إلى أسرتها وزوجها وأولادها وبيتها، وفي الوقت ذاته تفتح هي بتقاعدها المجال لفتاة خريجة جديدة قادمة بكل نشاط وحيوية للعمل والمشاركة في بناء وتطور ورقي هذه البلاد بكل طموح وحماسة لتسهم في دفع عجلة التنمية قدماً إلى الأمام ولتسهم في تربية الأجيال إن كانت معلمة وخدمة هذه البلاد الغالية في مجالها ان كانت طبيبة أو ممرضة أو أي وظيفة كانت. أعتقد بأنه لو تم تطبيق هذا المقترح سوف تتحقق الفائدة المرجوة للجميع خصوصاً فتح المجال لتوظيف الآلاف من الخريجات ومساعدتهم مادياً ومعنوياً بدخولهن مجال العمل. من هذا المنطلق فإني آمل من المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي تكوين لجنة مشتركة تضم إليها قطاعات حكومية أخرى في مقدمها وزارة المالية لدرس هذا الاقتراح، ليس من الجانب المادي فقط، بل حتى من الجوانب الأخرى الاجتماعية والأمنية، خصوصاً بعد أن لاحظ الجميع نشوء جيل مختلف لم يعرف التربية الحقيقية التي تقوم عليها الأم، وإنما نشأ على أيدي خادمات الله وحده يعلم بثقافتهن وأخلاقهن. عبدالعزيز الدباسي - بريدة