التدهور الاقتصادي العالمي يتواصل، وعلى رغم تعافي اقتصاديات دول الخليج فإن الخطر لا يزال محدقاً وماثلاً أمام كل دول العالم لموجة كساد حادة وشديدة، وقد بدأت بوادرها تظهر بوضوح شديد، وعلى رغم كتابة كثير من المحللين بأن الاقتصاد الأميركي بدأ يتعافى إلا أن الحقائق تقول عكس ذلك، ففي العام الماضي كان عدد البنوك التي أعلنت إفلاسها 140 بنكاً أمام ما نشهده هذا العام من أرقام مخيفة، إذ مازلنا في بداية العام وقد أعلن 72 بنكاً إفلاسها خلال هذه الفترة، يعني ذلك أن كل ثلاثة أيام هناك بنك يعلن إفلاسه، وإذا كانت هذه الحقائق بهذا الشكل، أضف إلى ذلك ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، فإن ذلك يقود إلى كارثة محدقة. لقد ظهرت بوادر التدهور في أوروبا جلية وواضحة، إذ كانت اليونان هي أول الدول الأوروبية استغاثة من السقوط، وقد حاولت دول منطقة اليورو مساعدتها بقدر المستطاع، ولكن ضخ أموال إضافية ليس هو الحل الجذري للمشكلة، لذلك فقد تبعت ذلك بإجراءات تقشفية شديدة لن تستطيع الصمود أمامها، أضف إلى ذلك أن الاقتصاد الألماني أصبح هو الآخر يعاني من الانهيار، وقد تم إعلان ذلك رسمياً بضرورة مواجهة الأزمة الاقتصادية بشتى السبل، ولكن فعلياً لا يمكنهم فعل شيء، إذ إن الانهيار كان سريعاً ولا يزال متواصلاً، إن تعافي الاقتصاد يحتاج إلى فترة من الزمن حتى يبلغ درجة التعافي التي ينشدونها، ولكن الواقع الآن يقول غير ذلك، كما أن الأزمات الكثيرة التي تمر بهم حالياً كبدتهم خسائر فادحة تحملتها شركات الطيران قبل أيام. كل هذا التدهور المريع في هذه الدول، التي تسمى بقادة الاقتصاد العالمي، سينعكس سلباً على بقية دول العالم، خصوصاً دول العالم الثالث التي أصلاً منهارة اقتصادياً، ويكمن الحل للخروج من هذه الأزمة الطاحنة في تطبيق الاقتصاد الإسلامي والبُعد من الربا والنهوض بالتنمية في شتى المجالات، خصوصاً الزراعية وتكامل دول المنطقة للمحافظة على الثبات في هذه المرحلة الخطرة والحرجة في الوقت نفسه.