يفتتح اليوم (الخميس) قادة مجموعة الدول الصناعية والنامية الرئيسية، المعروفة بمجموعة العشرين، ثالث قمة لهم خلال عشرة أشهر، في الوقت الذي يعرب فيه هؤلاء القادة عن تفاؤل حذر بأن العالم قد تمكن من تجنب كارثة اقتصادية وأن هناك دلالات على بدء التعافي الاقتصادي في غالبية دوله. وسيجتمع قادة مجموعة العشرين في مدينة بتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية على مدى يومي الخميس والجمعة لتقييم التقدم الاقتصادي الذي حصل في الأشهر القليلة الماضية، وتقرير ما ينبغي عمله لتعزيز التعافي الاقتصادي والتخطيط لنمو مستدام. وتشارك المملكة العربية السعودية، بصفتها عضوا في مجموعة العشرين، بمسؤولين من قطاعي الصيرفة والمال، في القمة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد حضر قمتي واشنطن ولندن لمجموعة العشرين في نوفمبر وأبريل الماضيين. ورغم ظهور دلالات على بوادر التعافي الاقتصادي، فإن إمكانية حدوث الكارثة الاقتصادية التي واجهت زعماء مجموعة العشرين حين التقوا في قمتهم الأولى في واشنطن في نوفمبر الماضي لا زال شبحها يخيم على أذهان هؤلاء القادة. وقال الرئيس باراك أوباما في بيان أصدره قبل انطلاق أعمال القمة بيومين، إن "اقتصادنا كان في حال سقوط غير منضبط قبل عام. وتوقع بعض الاقتصاديين حدوث كساد عظيم آخر في بلادنا، وكانت هناك حاجة ماسة لاتخاذ خطوات فورية لإنقاذ الاقتصاد." الإجماع الآن بين المسؤولين الأميركيين على الأقل هو أن التعافي في الاقتصاد قد بدأ، غير أنه وكما أبلغ وزير المالية الامريكي تيموثي غايتنر جلسة في الكونغرس هذا الشهر، فإنه "لا زالت أمامنا طريق طويلة قبل أن يترسخ التعافي الحقيقي" للاقتصاد الأمريكي. ولكنه قال إن شهر سبتمبر 2009 هو "شهر مختلف تماما عن حال الذعر والهلع التي ميزت شهر سبتمبر العام 2008." وبالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، توقعت شركة جدوى للاستثمار السعودية في نشرتها لشهر سبتمبر الجاري أن من المرجح أن يشهد اقتصاد المملكة تعافيا اقتصاديا كبيرا هذا العام. وقال كبير المحللين الاقتصاديين في الشركة براد بورلاند إن هناك مؤشرات على "أننا تجاوزنا الأسوأ الآن بالنسبة للاقتصاد وبناء على فرضياتنا فإن الظروف الخارجية للاقتصاد ستواصل التحسن .. ونتوقع تعافيا مستداما للاقتصاد في الربع الأخير من العام." وستبني قمة بيتسبرغ على خطط العمل التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات سابقة لمجموعة العشرين – سواء في قمم القادة أو في الاجتماعات التي عقدها المسؤولون الماليون والمصرفيون لدول المجموعة – وذلك في محاولة لتقوية زخم التعافي الاقتصادي ولتنسيق تخفيف الإجراءات الطارئة التي وضعتها دول المجموعة لمواجهة حدوث انهيار مالي كامل، بما في ذلك ضخ هذه الدول ما مجموعه 5 تريليونات دولار في اقتصادات بلدانهم على هيئة سلال تحفيز اقتصادية. وكان قد تم اختيار بتسبرغ مدينة مضيفة لقمة مجموعة العشرين هذه كنوع من الاعتراف بالنهوض والتحول الاقتصادي الذي حققته هذه المدينة في السنوات القليلة الماضية. وقد نوه الرئيس أوباما بهذه المدينة في إشارته إلى أسباب اختيارها عاصمة لهذه القمة، بقوله إن بتسبرغ "تمثل مثالا جريئا على كيفية توفير الوظائف الجديدة وإقامة الصناعات الجديدة مع انتقالها إلى اقتصاد القرن الحادي والعشرين. وكمدينة حولت نفسها من مدينة لصناعات الحديد إلى مركز للصناعات التقنية المبتكرة – بما في ذلك الصناعات الخضراء والتعليم والتدريب والأبحاث والتطوير – فإن بتسبرغ ستوفر لنا خلفية جميلة ومثالا قويا يحتذى."