واصل المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي المنعقد في مقر غرفة التجارة والصناعة في جدة تحت شعار"شراكة اجتماعية لتنمية مستدامة"فعالياته لليوم الثالث على التوالي. إذ استعرضت الدول المشاركة في المهرجان يوم أمس الثلثاء في الحلقات العلمية المصاحبة، تجاربها في مجال المسؤولية الاجتماعية والشراكة المجتمعية. وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن أحمد آل طاوي، أن معارض الدول المشاركة جاءت مواكبة لهذه التظاهرة الاجتماعية ومجسدة لشعار المهرجان"شراكة اجتماعية لتنمية مستدامة"، مركزةً على برامج الأسر المنتجة التي تعد من أهم دعائم الاستقرار النفسي والاجتماعي للمجتمع وأفراده، ويهدف المهرجان من خلال عرضه هذه المنتجات إلى تعزيز مشاريع هذه الأسر وتكريسها وتشجيعها على نحو يعود بالنفع والخير عليهم. وأضاف أن تركيز المهرجان على برامج الأسر المنتجة وبعض المواضيع المتعلقة بالمستفيدين في وزارات الشؤون والتنمية الاجتماعية بدول المجلس واليمن، يهدف إلى زيادة التوعية والتثقيف لكل مفردات التنمية والشراكة الاجتماعية والأسر المنتجة ومعروضاتها، لتترجم دلالاتها التنموية التي تتبناها دول المجلس، وذلك لكون الإنسان المواطن هو الشريك الأساسي في تحقيق التنمية المستدامة ونهضتها. وفي سياق متصل، استعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة تجربتها في تحويل رغبة العمل الأهلي والقطاع الخاص في ممارسة المسؤولية الاجتماعية إلى عمل منظم ومقنن ومنتج. وتطرقت إلى إسهام وزارة الشؤون الاجتماعية الإماراتية في تجسير الفجوة بين الأطراف المعنية بالتنمية المجتمعية وبين متطلباتها، كما أشارت إلى إطلاق مبادرة"مجتمعي مسؤوليتي"وذلك لإعلاء ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتحفيز القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية والأفراد للمشاركة الفاعلة في التنمية المجتمعية. في حين شددت مملكة البحرين على أهمية تطبيق مفاهيم ومحاور سياسة التنمية الاجتماعية بتأسيس البنية المؤسسية للشراكة مع المجتمع المدني وذلك بافتتاح المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية تعزيزاً لمبدأ الشراكة مع المجتمع المدني وأيضاً إطلاق صندوق تمويل العمل الاجتماعي وبرنامج المنح المالية بهدف وضع الموارد المالية اللازمة لتعزيز مبدأ الشراكة الفعلية بين الحكومة والمجتمع المدني وبين القطاع الخاص وتشجيع الإبداع، إضافة إلى أن المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية بمملكة البحرين يمثل أحد إنجازات وزارة التنمية الاجتماعية الرائدة ويأتي إضافة جديدة في مجال التنمية الاجتماعية الهادفة إلي تحسين أداء المنظمات الأهلية. بعد ذلك، استعرضت التجربة السعودية من خلال برنامج الأسر المنتجة وتسويق منتجاتها ومفهوم البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي للأسرة ومعالجة عوامل التصدع الأسري الناتجة من الحاجة وتنمية طاقات وقدرات أفراد الأسرة واستثمارها في مجالات اقتصادية بسيطة تعمل على زيادة دخل الأسرة وتنمية الإمكانات والموارد البيئية المتاحة واستثمارها وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية بتنمية الاتجاه والسلوك الإنتاجي لدى أفراد الأسرة ككل وإتاحة الفرصة للعمل لكل فئات المجتمع ممن لديهم القدرة والرغبة في الإنتاج، والحفاظ على الصناعات الحرفية والبيئية مع العمل على تطوير استخدامها، وتحويل الأسرة المستهلكة للمساعدات إلى أسرة قادرة على الإنتاج، والاستفادة من الأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً، وتقديم الدعم المعنوي للأسر من خلال عمليات الإرشاد الأسري، وعرض تجربة مشروع هدية من الأحساء التمحور حول إنشاء مركز متخصص في إنتاج الهدايا من الحرف اليدوية، إضافة إلى تجميع بعض المنتجات اليدوية من المجتمع المحلي في هذا المركز، ليتم في ما بعد التسويق لها في منافذ تسويق غير تقليدية. وكشف المتحدث السعودي تجربة التسويق الإليكتروني التي تتلخص فكرتها في فتح منفذ تسويق جديد يمكن البرنامج من تسويق منتجاته بحسب التقنية الحديثة وذلك عبر الشبكة العنكبوتية مواكبة للتقنية المعاصرة واستفادة من معطياتها الإيجابية. وطرحت دولة عُمان ورقة عمل بعنوان"مراكز الوفاء الاجتماعية التطوعية"كنموذج للشراكة الاجتماعية بين الحكومة والقطاع الخاص، لافتة إلى أنه عبارة عن مؤسسة اجتماعية تقدم خدمة نهارية تشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية يتم تأسيسه، إما بمبادرة من الوزارة في إطار تشجيع العمل التطوعي في مجال خدمة المعاقين أو بناء على طلب الأهالي.