طالبت مجموعة من المشرفين التربويين بضرورة أن يهتم مسيرو منظومة الإشراف التربوي وأصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم السعودية بالربط بين إداراتهم المختلفة وإدارات الوزارة الأخرى، بهدف توحيد الجهود، وتسريع تفعيل القرارات التعليمية الصادرة من الوزارة، مشددين على أن البعد العملي بين الإدارات يؤدي في نهاية الأمر إلى البطء في التطوير الذاتي للعملية التعليمية. وشدد مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الخرج سعود الزهراني على أهمية أن يعمل الإشراف التربوي كمنظومة متكاملة مع الإدارات الأخرى للإسهام في تسريع إصدار القرارات التربوية التي من شأنها تطوير العملية التعليمية، إضافةً إلى أن الربط المباشر بين الإدارات يفعّل أيضاً إصدار البرامج التخطيطية للمشرف والمعلم والوزارة. وأوضح خلال مشاركته في جلسات اللقاء ال15 للمشرفين التربويين في السعودية المنعقد حالياً في جدة، أن من أهم المهمات التي يجب أن يضطلع بها الإشراف التربوي هي إعداد برامج تدريبية معدة للمعلمين تعمل على تطوير مستواهم العلمي والعملي، وتقوِّم إنتاجهم وطريقة إلقائهم الدروس على الطلاب، لافتاً إلى أن المعلم مثل الطالب يحتاج بشكل متواصل للتقويم والتدريب والتطوير. وواصل الملتقى أعماله أمس الإثنين في جدة لليوم الثاني على التوالي، إذ شهدت جلساته التي بدأت في الثامنة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر عدداً من النقاشات الساخنة حول الكثير من المشكلات التعليمية والتربوية التي تهم الوسط التعليمي، على أن يختتم جلسات نقاشاته اليوم الثلثاء بإصدار عدد من التوصيات التي تصب في صالح العملية التعليمية. من جانبه، لفت المدير العام للتربية والتعليم في مكةالمكرمة إبراهيم بصفر إلى أهمية تطوير الإجراءات التنظيمية لتطوير بيئات التعلم، وتحديد المفاهيم الخاصة بتلك البيئات وتنوعها، وتنوع آلياته التعليمية في الميدان، إضافةًً إلى تحقيق بيئات تعلم جاذبة، وتأسيس متطلبات مدارس المستقبل. وأشار خلال مشاركته في أعمال الملتقى إلى ضرورة الاهتمام بتحرير جميع المصطلحات التي تمكن التربويين من تحقيق بيئة تعليمية متطورة، من شأنها أن ترقى بمفهوم التنمية المهنية، وتنمية قدراتها والقضاء على النمطية، والربط بين الجانب الأكاديمي والمهني لمواكبة المستجدات التقنية والتربوية. يذكر أن محافظة جدة تستعد لتوديع 250 تربوياً من مسؤولي الوزارة ومديري التربية والتعليم ومديري الإشراف التربوي ومكاتب التربية في مختلف مناطق ومحافظات السعودية متفائلين بما دار في أوراق وورش العمل التي شهدت يوم أمس بحث محور تحديد مفهوم بيئات التعلم. من جهته، أوضح المدير العام للإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور خالد الخريجي، أن ما تم طرحه في اللقاء يشكل نموذجية حقيقية في التفاعل مع واقع الميدان التربوي ومقتضيات المرحلة الحالية، ملمحاً إلى أن كل ما دار سيكون محل اهتمام وعناية من اللجنة العلمية، وسيصب في مصلحة المشرف التربوي، مشدداً على أن الجلسات اهتمت بتحقيق معاني الانتماء، وتعزيز مستوى الرضا الوظيفي، فضلاً عن أنها ناقشت مكونات بيئة التعلم، وأنواع بيئاته التقليدية والمدمجة بالتقنية، والكاملة الدمج، والعوامل المؤثرة في بيئات التعلم التربوية والفيزيائية والاجتماعية، ونظريات التعليم السلوكية والمعرفية والبنائية.