نرى في مباريات كرة القدم كثيراً من المشاحنات والمشاجرات التي تصل في كثير من الأحيان إلى درجة انسحاب البعض بقوله لن أكمل المباراة ولن ألعب مرة أخرى. تلك المقولة وهذا السلوك غير مقبولين في حال من تصدوا للعمل العام والتطوع لخدمة الآخرين. هؤلاء لديهم رسالة أسمى وأرفع بكثير من هوى الأنفس وكلمات التقدير والإعجاب التي قد تصبح في عداد المنسية سهواً من قبل الآخرين. فالأجر والثواب هما المرادان من وراء تلك الأعمال التي نسعى فيها لخدمة الآخرين وأخص بالذكر أصحاب الحاجة من أرامل ويتامى ومكلومي الكوارث والأزمات. وأذكر أحد الأصدقاء الذي سخّر نفسه لنفع غيره في العمل العام التطوعي، وقد توقف تماماً عن تلك الرسالة، وبسؤاله عن سبب ذلك أفاد بأنه سمع من كلمات التجريح ما يكفي ولم يجد ما يثلج صدره من الإطراء. وتظهر النفس البشرية بما فيها من هوى وتتوقف الرسالة تماماً بسبب مشاحنات ومشاجرات بين أشخاص وأشخاص، وكلنا ذاهبون وسيأتي غيرنا ولن يبقى لكل منا سوى ما فعل من أجل الآخرين وسيجد كل منا ما عمل حاضراً ولن يظلم ربك أحدا. وأقول في الأخير.. مدوا أيديكم معاً لإرساء معاني تلك الرسالة السامية وترسيخها في أذهاننا جميعاً لنعلو بها فوق الأنا والأشخاص، لنجني حلو الثمار من وراء العمل العام ومنفعة الآخرين. مهندس طارق القرم - جدة [email protected]