كيف نعلو للرسالة الأسمى؟ نرى في مباريات كرة القدم كثيراً من المشاحنات والمشاجرات التي تصل في كثير من الأحيان إلى درجة انسحاب البعض بقوله (لن أكمل المباراة ولن ألعب مرة أخرى). تلك المقولة وهذا السلوك غير مقبولين في حال من تصدوا للعمل العام والتطوع لخدمة الآخرين. هؤلاء لديهم رسالة أسمى وأرفع بكثير من هوى الأنفس وكلمات التقدير والإعجاب التي قد تصبح في عداد المنسية سهواً من قبل الآخرين. فالأجر والثواب هما المرادان من وراء تلك الأعمال التي نسعى فيها لخدمة الآخرين وأخص بالذكر أصحاب الحاجة من أرامل ويتامى ومكلومي الكوارث والأزمات. وأذكر أحد الأصدقاء الذي سخّر نفسه لنفع غيره في العمل العام التطوعي، وقد توقف تماماً عن تلك الرسالة، وبسؤاله عن سبب ذلك أفاد بأنه سمع من كلمات التجريح ما يكفي ولم يجد ما يثلج صدره من الإطراء. وتظهر النفس البشرية بما فيها من هوى وتتوقف الرسالة تماماً بسبب مشاحنات ومشاجرات بين أشخاص وأشخاص، وكلنا ذاهبون وسيأتي غيرنا ولن يبقى لكل منا سوى ما فعل من أجل الآخرين وسيجد كل منا ما عمل حاضراً ولن يظلم ربك أحدا. وأقول في الأخير.. مدوا أيديكم معاً لإرساء معاني تلك الرسالة السامية وترسيخها في أذهاننا جميعاً لنعلو بها فوق (الأنا) والأشخاص، لنجني حلو الثمار من وراء العمل العام ومنفعة الآخرين. مهندس طارق القرم - الرياض [email protected] موقف محرج في يوم من الأيام حصل لي موقف مع إحدى الصديقات المقربات إلى نفسي إذ وجدت منها نفوراً كبيراً أثار استغرابي بعجب، وكان الموقف لا يستحق كل ذلك النفور الذي حصل منها، وخصوصاً أن معرفتي بها قديمة ومواقفي معها بفضل الله مشرفة لم تلجأ لي في يوم من الأيام إلا وتجدني أمامها بكل ما يقدرني الله عليه وهذه صفات من يحترم الصداقة والزمالة ولكني تفاجأت بلوم من النوع الثقيل واتهامات وتذكير بأيام زمان والمواقف، وليس هذا نكراناً لها أو جحوداً ولكن الشيء بالشيء يذكر وبما أن الموقف لا يستحق كل هذه الزوبعة لأنها تعلم أن من شغلني عنها تعب والدتي الذي شغلني حتى عن نفسي وما ذلك عليها بكثير لأنها أعطتني من حنانها وحبها ما يعجز لساني لوصفه، ووالله لو جمعت من غصون الشجر أقلاماً ومن ماء الأنهار أحباراً لأكتب لها ما في قلبي من جميل لها ما استطعت الوفاء بحقها ولا بجميلها، كما قال تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما». أرسلت إليها هذه الكلمات: من أنت من أنت يا من في القلب تقديرك / من أنت لعلي كثيرة انسياني هل أنت من وضع الحب في كفي / والأمل والإخلاص في كفي الثاني / هل أنت من يسهر الليل إلى فجره / من أجلي يناجي النجوم والحطاني / وهل أنت من يعد الثواني والدقائق / ويسابق بخطاه الزمان ليلقاني / هل أنت من نسى الأهل والخلان من أجلي / وتذكر كيف يودعني ويلقاني / بل أنت من يتكلم عن شيء يجهله / يا من تذكرين الصديق وتنسبن المعاني / بل أنت ممن يسخر بقلوب البشر / ويضن أن الصداقة شيئا ثاني / والكلمات السابقة قصدت بها والدتي رحمها الله تعالى، لأنها هي التي تستحق مني كل شيء من دون حدود. لطيفة عبدالله - الرياض [email protected]