عفواً... هناك فرق! نتفق جميعاً على التعريف الأمثل للنفاق، ونعلم جيداً أن أحد جنبات هذا الداء الخبيث هو ذكر الآخر بما ليس فيه للحصول على مصالح خاصة، ولكن البعض يخلط بينه وبين الكلمة الطيبة التي قد نجامل بها الآخرين لكسب ودهم واستدرار عطفهم لتقريب القلوب وتطويع المتحجر من العقول، ماذا سيعود علينا من وراء الكلمات التي تنشر روح التآلف والتراحم بيننا وبين بعضنا البعض سوى إرساء دعائم رسالة الخالق التي تندرج تحت أحد المسببات الأساسية للخلق وهي رسالة (لتعارفوا)، وقد تكون الكلمة الطيبة وسيلة للحصول على مصلحة عامة أو جني ثمار الحلو من الكلمات في صورة منفعة عالية أو رسالة غالية، فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام في الأيام الأولى للدعوة وقت الأذى والتعذيب لكل من يجاهر بصلاة أو عبادة يرسل رسالة لمطعم بن عدي - رجل كافر لديه نخوة الرجال ومروءة العرب وأحد سادة قريش - ووضع رسولنا الكريم بالرسالة أطايب الكلمات وأرق المحفزات التي حركت نخوة الرجل واستحثت مروءته وذكر ما فيه من خصال القيادة والريادة والشرف، واستطاع أن يحصل على جواره لهم وجعله يتوعد من يمسهم بأي أذى بالويل والثبور. لا مانع من أن ننزل الناس منازلهم ونعطيهم أكثر من حقهم من أجل مصلحة عامة أو غاية سامية ينهل من ورائها الجميع. ولكن علينا فقط أن ندرك الخط الفاصل بين ممالأة الآخرين للحصول على نفع شخصي وبين كسب ود أشخاص لاستحضار الخير للعموم. مهندس طارق القرم - الرياض [email protected] أن تكون كاتباً أن تكون كاتباً في عالمنا العربي، يعني أن تتحوّل عصارة فكرك، وثقافتك، وروحك إلى... (سُفرة)، يتناول عليها العرب موائدهم الشهيّة، أو يلفّون بها (عرائس) فلافلهم الغنيّة بالتوابل والطحينة. لو تذكر كلّ كاتب صُحافيّ هذه الحقيقة المؤلمة، لتوقّف عن سلّ قلمه كلّ مساء، ظانّاً أنّه سيُغيّر العالم بهذا القلم «السّحريّ»، ويجعل العالم مكاناً أفضل (بحسب مفهومه الخاص لل «أفضل» طبعاً)! ما من شيء سحريّ في هذا العالم، ولا شيء يُجدي في عالمنا العربي، وهذا ما يُثبته تاريخنا الجغرافي، وجغرافية تاريخنا. فالأنبياء مرّوا من هنا، ونحن... لم نزل «نحن»! ولكنّنا لم نزل نكتب، وسنظل نكتب، وعلينا أن نقتنع، ونعترف، أنّنا نكتب لأنّنا خُلقنا هكذا! فالكاتب يُخلق كاتباً، كما يُخلق الطويل طويلاً، والقصير قصيراً، والمتخلّف... مُتخلّفاً. أحمد زهدي قرقناوي - جدة