من الرائع بالنسبة إليك أن تظهر أمام الملايين وتدلي أمامهم برأيك في قضية تلامس اهتمام الكثيرين منهم،وأن تتمتع بمساحة لا بأس بها من الحرية في الإفصاح عن ما يدور في ذهنك وتود إيصاله لهم،وقد تنهال الإطراءات ورسائل المديح عليك..ولكن ماذا لو أنك تماديت في التعبير عن رأيك في قضية أو أي شخص كان؟ إن ذلك يحدث كثيراً في البرامج الحوارية الرياضية والتي تلاقي إقبالاً كبيرا من قبل المشاهدين صغاراً وكباراً،فتلاحظ حرص الكثير من قادة الرأي في الساحة الرياضية من رؤساء أندية وكتاب رياضيين ولاعبين سابقين على الظهور في إحدى تلك البرامج سواء كضيوف في الأستوديو أو عن طريق الاتصالات الهاتفية. ولكن هناك من لا يكتفي بالظهور وتقديم ما يفيد المشاهد بل تجده (ينشر الغسيل) ويتهم "فلان وعلان" ويشتكي من هذا ويشتم ذاك عبر ذلك البرنامج، ومن الطبيعي أن يتسبب ذلك بارتفاع الأصوات والتجريح والاستهزاء بين المشاركين بالبرنامج،فيتخيل إليك بأن البرنامج قد أصبح ساحة معركة وتنافس بين المشاركين من أجل إثبات وجهة النظر بواسطة (الصراخ) وانتقاء الألفاظ المؤذية،فالبقاء للأقوى! لعل سياسة برنامج الاتجاه المعاكس قد فتحت الباب أمام القنوات الأخرى بتهيئة الجو (المشحون) بين الأطراف وذلك من أجل التلميع والإعلان للقناة الفضائية،ومن جانب آخر فإن مرض الشهرة، والسير على مبدأ خالف تعرف، والاصطياد بالماء العكر جميعها قد تكون أسبابا وجيهة (في نظره) تدفع أحد قادة الرأي إلى الاتصال بأحد البرامج الحوارية الرياضية ومداخلة أحد الضيوف واتهامه بشيء لم يقم به!وعدم الاكتفاء بذلك بل بالتلفظ على الضيف بألفاظ قد يترفع عن إطلاقها شخص قاصر،وذلك كما حدث مؤخرا بعد اللقاء الكروي الذي جمع بناديي الهلال و نجران في برنامج تحليلي للمباراة عرض على قناة الأي ار تي الفضائية. الإعلام فضاء واسع ورحب لبث الآراء والهموم، ولكن ليس من الظواهر الصحية أن ينتهز شخص ذلك في القيام بتصرفات صبيانية كالشتم والتجريح أمام الملأ، فالإعلام مرآة تنعكس من خلاله ثقافة الشعوب، فأين آداب الحوار والرقي في ثقافتنا؟! والرسالة موجهة إلى القائمين على القنوات الرياضية.