تتدفق عشرات البحوث لعدد من العلماء والأطباء والمهتمين بالشأن الفقهي والطب، للمشاركة في مؤتمر الفقه الإسلامي الثاني تحت عنوان:"قضايا طبية معاصرة"، والذي تنطلق فعاليته مساء اليوم السبت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وسط تساؤلات من المراقبين حول ما ستؤول إليه النقاشات والآراء بين المشاركين في شأن أهم القضايا الطبية المعاصرة وبيان الحكم الشرعي فيها. وفي ظل الخلاف الذي يدور بين الفينة والأخرى في أوساط المجتمع الإسلامي حول بعض القضايا الطبية المعاصرة، قامت الجامعة بتوجيه الدعوات إلى"3 آلاف شخص شملت كل من له علاقة بالطب في المملكة وخارجها، ولم تقتصر الدعوة على الرجال، فهناك العديد من النساء المشاركات في إثراء محاور المؤتمر من خلال العديد من البحوث المميزة"بحسب مدير الجامعة، الذي قال إنه:" يأمل الجميع أن تخرج بإضافات جديدة للدراسات الفقهية الطبية بإسهامات الفقهاء والأطباء المتخصصين". وما بين الأقوال المختلفة والمتعددة والراجحة في أقوال العلماء، وما نصت عليه مفاهيم الشريعة الإسلامية، سيتم استعراض أكثر من 120 بحثاً، فيما أشار وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالله الخلف إلى أن محاور المؤتمر ستشمل:"المحور الأول: التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة، وأحكام التداوي قواعد وضوابط، وأثر التداوي في الصلاة والصيام التداوي بالمحرمات، أحكام صناعة الدواء، أما المحور الثاني: فسيناقش قضايا الأجنة والجينات وتشمل البنوك الطبية بنوك الأجنة، بنوك الحيامن المنوية، بنوك البويضات والجينات، وكذلك الأجنة من حيث تحديد جنس الجنين، تحسين النسل، إسقاط العدد الزائد من الأجنة الملقحة صناعياً، إنعاش الخدج، مشيراً إلى أن المحور الثالث سيتناول"العمليات التجميلية من خلال الضوابط الشرعية للعمليات التجميلية، وأنواع وصور العمليات التجميلية عمليات تجميل الوجه، شفط الدهون والحقن التجميلية، التقشير وعمليات الليزر التجميلية، زراعة الشعر وإزالته التجميلية، تجميل الثدي، فيما يركز المحور الرابع على أخلاقيات المهنة التي تشمل الامتناع عن إسعاف وعلاج المريض، وإيقاف الإنعاش القلبي الرئوي DNR، وقبول الهدايا والهبات من شركات الأدوية والتموين الطبي، والدعاية والإعلان الطبي، وسيتناول المحور الخامس: الخطأ الطبي من حيث: حقيقته، أسبابه، الآثار المترتبة عليه، تطبيقات معاصرة لمعالجته". وفيما ينتظر هل تسهم البحوث في ردم وترميم رقعة الخلاف بين العلماء والدعاة في القضايا الطبية المعاصرة، أم اتساع ناحية المحظورات، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سلميان أبا الخيل، أن هذا"العصر برع فيه أطباء وخبراء حذّاق في عالم البيولوجيا، فأسْدوا خدمات منقطعة النظير، وقدموا جهوداً علمية لم يكن لسلفهم بها عهد، ولا يشق لهم غبار في عالم صناعة الأدوية والاهتداء إلى طرق علاج جديدة بوسائل طبية معاصرة باهرة لم تكن معروفة من قبل... وتزامن ذلك مع ظهور أمراض معضلة استعصت على العلاج وجربت معها مختلف الأدوية، فنشط البحث العلمي ومختبراته وتطورت أساليب العلاج وأنواع الدواء ومصادره بصورة عجيبة ومذهلة، لكن معظم تلكم التجارب وردت إلينا من عالم لا تحكمه قواعد الشريعة الإسلامية الغراء ومقاصدها، ولم ترعَ قيمنا العليا حق رعايتها"وهذا كله كان سبباً في ظهور مشكلات طبية معاصرة"ألقتْ بظلالها في ميدان البحث الفقهي الطبي، فكان لزاماً بحث أحكام التداوي وتقييد ضوابطه وقواعده الحاكمة. وتوقع مدير الجامعة أن يكون للمؤتمر"شأن يستفاد منه في التوصيات على المستوى العلمي والطبي، إذ قامت الجامعة بإعداد السجل العلمي للمؤتمر الذي يتكون من 5 آلاف صفحة محكمة تحكيماً علمياً".