رحل محمد بن ناصر نبيلاً طيباً نقياً مثل وردة... رحل محمد بن ناصر إلى رب كريم اختاره فطهره بإذنه تعالى بالألم، تألم محمد من مرض الرحمة عاماً كاملاً وقف خلالها الطب بكل أدواته عاجزاً أمام الألم. ظل الأمل في قلب محمد لا يخبو طوال عام، وظلت الابتسامة هي ما يطمئننا محمد بها.. على رغم الألم الذي ظل يرسل أمواجه الهائلة في أعماق محمد، لقد ظل ذلك الحبيب طوال عام يرسل لنا باقات الأمل عندما يرى على قسمات وجوهنا سحائب القلق والخوف... كان محمد ذلك الشاب الحبيب يطمئننا وهو الذي في داخله معارك ينتصر فيها العدو المخادع بخلاياه الرهيبة التي تتمرد على مقص الطبيب الجراح لتظهر في أمكنة أخرى هازئة بالمقص وبكل حقن الكيماوي الحارقة... سقاك الله يا محمد برحمته الواسعة بأكواب وفيرة من نهر الكوثر، كم كنت نبيلاً في ألمك وفي محبتك لوالديك العزيزين وأخواتك ولأهلك جميعاً ولأصدقائك المحبين وللآخرين الذين عرفوك وهالهم أن رحلت سريعاً من دون أن يودعوك أيها الحبيب... نفتقدك يا محمد كثيراً وسنظل نفتقد طلتك الحبيبة التي تسبقها دائماً ابتسامتك العذبة. لقد تركت فراغاً كبيراً يا محمد لدينا نحن أهلك الذين كنت باراً بهم جميعاً ولدى أحبتك، لا يملؤه إلا أنت لهذا أعلن قراراً آمل أن يكون طريقاً لكل من يفقد حبيباً مثلك يا محمد، وهو أن نزرع نخيلاً ونسميها باسمك، فأنت أشبه بها، تماماً مثل جدك أبو ناصر الذي زرع النخيل ثم رحل... إنكم أيها الأحبة ترحلون دائماً، ترحلون وتتركون النخيل مكانكم ودائماً تكون جميلة ومعطاءة... أليس جميلاً أن نملأ بلادنا اخضراراً ومحبة؟ محمد حبيبي رحلت بعيداً، ولكن ستظل نخيلك تساقط رطباً جنياً فلا تقلق، لا تقلق أيها الحبيب فربك الأكرم سيساعدنا على أن تظل النخيل طيبة ومعطاءة. وهي دعوة لكل أسرة تشتاق إلى حبيبها الذي رحل وتحزن على فراقه بأن تزرع نخلة أو شجرة في الطريق. لنعبر عن حبنا للأحبة الذين رحلوا وتركوا لنا الذكرى الجميلة باللون الأخضر ننشره في الأمكنة التي أحبوها ذات يوم، كي تأكل العصافير من ثماره ويأكل المحتاجون منه ويستظل به العابرون وكلنا عابرون ذات يوم فإذن فليكن العبور جميلاً ونبيلاً. محمد كنت نبيلاً فنسأل الله أن يلقاك بمحبته، وأن يجمعنا بك في جنة خضراء عرضها السموات والأرض. [email protected]