عدت من المدينةالمنورة وقد مُلئت محبةً وأنساً وسعادةً، فكم أنت جميلة وطيبة يا مدينة رسول الهدى؟ صلى الله عليك وسلم يا رسول الله، لقد أضفيت على مدينتك وعلى أهلها وعلى العاملين فيها وعلى من زاروها شعوراً لا تضفيه مدينة أخرى، مهما أوتيت من عظمة وتسهيلات، عدا توأمك في المحبة مكةالمكرمة. حبيبة وقائد، منك ومن توأمك مكةالمكرمة انطلق شعاع النور والدعوة للحق وللإصلاح الذي يحتاجه الإنسان في أمكنة عدة في عالمنا الإسلامي وفي شتى المجالات. لقد كان لي شرف حضور مؤتمر الوقف الإسلامي الثالث، الذي أتى شعاره لافتاً ومعبراً عما يفكر به القائمون عليه، وهم الذين لا شك كانوا ومازالوا مثل كل فرد فينا نحن الحضور، الذين تابعوا جلساته بكثير من الآمال، خصوصاً وهو ينعقد في وقت يئن فيه الاقتصاد العالمي في شتى أرجائه. كان شعار المؤتمر: «الوقف الإسلامي: اقتصاد وإدارة وبناء حضارة»، ولأن الحضارة لها مفتاح لا يصدأ ولا يكل اسمه «الإصلاح»، فقد أمسك به المؤتمر ووضعه في أيدٍ أمينة تمثلت في مفكرين وعلماء أتوا ببحوثهم التي تولت الجامعة طباعتها وإهداءها للحضور، ولتزرع شجيرات طيبة بين نخيل المدينة وجبالها الراسخات. زراعة هذه الشجيرات الطيبة بإذن الله تطلب جهداً رائعاً ومتفوقاً من الدكتور محمد بن علي العقلا ورفاقه العاملين معه في الجامعة الإسلامية، الذين كانوا شعلة من النشاط وكرم الخلق، أذكر منهم عبدالله السميري وهاني الطويرقي، الذين هيأوا كل سبل نجاح مؤتمر أريد له أن يكون لبنة في الإصلاح الذي يحتاجه المجتمع المسلم. فشعار المؤتمر: «الوقف الإسلامي اقتصاد وإدارة وبناء حضارة» شعار يليق بمؤتمر تتولاه الجامعة الإسلامية، ذلك الصرح العلمي الذي نفخر به ونعتز، كونه إشعاعاً يمتد من شمس مدينة الرسول «صلى الله عليه وسلم» التي لا يغيب إشعاعها مهما ادلهمت الظلمات. لقد أحسنت وزارة الأوقاف، وأحسنت الجامعة الإسلامية بعقد المؤتمر، وآمل أن يمتد هذا الإحسان بمتابعة تطبيق توصيلته، التي ستكون لبنة طيبة من لبنات الإصلاح الذي لن يتوقف بإذنه تعالى. شكراً من الأعماق للدكتور محمد بن علي العقلا، ولكل فرد في فريقه الطيب عمل على راحة الوفود وزوار مدينة الرسول. ولي همسة في إذن القائمين على حراسة مسجد رسول الرحمة «صلى الله عليه وسلم»، بأن يرفقوا بالنساء ويعطوهن حقهن من الوقت الكافي للزيارة، وألا يضيقوا عليهن بالسويعات القليلة! [email protected]