يعيش الصحافيون معاناة كبيرة في مهنة البحث عن المتاعب، تعترف ل"الحياة"منى الشهري، خريجة الأدب الإنكليزي، بأن بدايتها الصحافية كانت"أمية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى". وتعزو السبب إلى افتقارها إلى"التدريب المباشر، ومعرفة أبجديات العمل الصحافي"، لافتة إلى أن دخولها إلى الصحافة جاء اعتماداً على"موهبتي في الكتابة، وفضولي نحو كل ما هو غريب وجديد، إضافة إلى رغبتي في بحث مشكلات المجتمع". وتشير إلى أن فكرة العمل الصحافي راودتها منذ كانت على مقاعد الدراسة الثانوية، بعد أن وجدت إشادة من معلمة مادة الإنشاء، لافتة إلى"سخرية زميلاتي بي لدى كشفي عن رغبتي في العمل في الصحافة، نتيجة للاعتقاد السائد بأننا مجتمع مُحافظ، ويصعب على المرأة أن تقتحم العمل في هذا المجال". بيد أن الشهري لم تستسلم لهذا الفكر"البالي"، وبخاصة أنها تحظى بالدعم الأسري من والدها"إيماناً منه بمهارتي في الكتابة فقط، وإن لم يكن أحد منا يعلم أن العمل الصحافي أكبر من مجرد التفكير في الإمساك بورقة فارغة وقلم يكتب". وكانت العتبة الأولى التي ارتقتها"نشر مقالة من خلال مجلة الكلية". فيما جاءت المحطة الأهم، بعد التخرج، والالتحاق بالزميلة"الوطن"، متعاونة ثلاثة أعوام، ومن ثم متفرغة منذ عام 2007، مختتمة بأنها أصبحت"أكثر ثقة ونضجاً"، وتطمح إلى"تقديم رسالة ماجستير في الإعلام". فيما أمضى فؤاد نصر الله ما يفوق ربع قرن من الزمن في بلاط"سيدة الجلالة"، متنقلاً خلالها بين ثلاث مطبوعات هي"اليوم"، ومجلتا"الوسط"و"اليمامة"، التي استقر به المقام فيها. ويرى نصر الله الذي اعترضت طريقه مثل عدد من الصحافيين"الكثير من العراقيل"أن"طريق صاحبة الجلالة شائك، والصامدون فيه مجاهدون، فالكثير ينسحبون، ولم تمض عليهم بضعة أعوام". ولفت إلى أن العمل الصحافي"مثله مثل أية مهنة أخرى، لها مشكلاتها ومتاعبها، ولها بريقها ورونقها، والمشكلات في بداية الطريق يمكن أن تعرقل الطموحات، وتقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف، وبخاصة أن الخبرة تكون في بدايتها، وليست ثمة مرجعية حاكمة يمكن الاستناد إليها". ويعتبر نصر الله أن من أهم العراقيل التي تواجه الشباب في الصحافة"غياب المصادر، وضبابيتها في بعض الأحيان، وعدم القدرة على التكيّف مع الأنماط البشرية المختلفة، كما أن من المشكلات عدم تدفق المعلومات في عالمنا العربي بشكل كبير على غرار ما هو موجود في الغرب". ويشدد على أهمية"التدريب في مختلف مراحل حياة الصحافي". وتعود بدايات رئيس القسم الثقافي في الزميلة"البلاد"سامي حسون إلى بدايات زميله في الصحافة نصر الله قبل نحو 26 عاماً، عندما ولج بوابة الزميلة"الشرق الأوسط"، وهو يخطو"خطوة إلى الأمام، وأخرى إلى الخلف"، بيد أنه حظي بعدد ممن أخذوا بيده، بعد أن شرع صلاح قبضايا في تعليمه أبجديات الصحافة. وقام أستاذه في الجامعة في ذلك الوقت الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير الزميلة"عكاظ"سابقاً" بتشجيعه وإرشاده، إضافة إلى نشر بعض مواده، من أخبار وتحقيقات في الزميلة"عكاظ"، ويقول:"في بداياتي اعتراني شعور بعدم الثقة، ان التجربة جديدة. لكنني لا أنسى وقفة وتشجيع وتوجيه معلمي محمد صادق دياب، عندما كنت أعمل معه في مجلة"اقرأ"، وعبارته الأبوية"يعطيك العافية يا ابني". وما تركت من أثر إيجابي في عشقي لهذه المهنة". كما لا ينسى حسون كيف علمه هاشم متابعة"الأخبار وملاحقة الأحداث والتعليق عليها، متذكراً مقولته:"يا بني الصحافي جزء من الحدث، يمكن أن يصنعه، ويمكن أن يؤثر فيه".