ألحق الطقس المعتدل في شتاء العام الحالي خسائر كبيرة بتجار وبائعي الحطب، إذ هبطت مبيعات الحطب بنحو 60 في المئة مقارنة بشتاء العام الماضي، وأجبر هذا الوضع الكثير من البائعين على خفض الأسعار بنحو 25 في المئة، في محاولة لجذب الزبائن وتنشيط المبيعات، وذلك بحسب تجار وبائعين تحدثوا ل"الحياة". وقال أحمد بانادر أحد تجار الحطب:"إن موسم الشتاء لهذا العام كان من أسوأ المواسم لتجار وبائعي الحطب خلال السنوات العشر الماضية، إذ تسبب اعتدال الجو في تراجع إقبال الزبائن بشكل يومي، وهذا الوضع أدى إلى تكدس كميات كبيرة من الحطب عند التجار، الأمر الذي جعلهم يتوقفون عن جلب المزيد من شحنات الحطب من المدينةالمنورة والمنطقة الجنوبية". وحول مستوى مبيعات الحطب، قال بانادر:"تراجعت المبيعات بمستويات كبيرة بلغت 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي، الذي كانت فيه المبيعات جيدة". من ناحيته، قال شايع الدوسري أحد تجار وموردي الحطب، إن هبوط الطلب على الحطب بسبب اعتدال حال الجو أجبر التجار على خفض الأسعار بنسبة نحو 25 في المئة، في محاولة لجلب المشترين وتنشيط المبيعات وتخفيف الحطب المكدس لديهم. وتحدث الدوسري عن أسعار الحطب، ووصفها بأنها وصلت إلى مستويات منخفضة مقارنة بالعام الماضي، إذ تصل أسعار حمولة الوانيت من 800 إلى 900 ريال، مقارنة بسعر 1200 ريال للعام الماضي، وهبط سعر سيارة الجيب الشاص إلى 1400 ريال مقارنة ب 1800 ريال للعام الماضي. وأشار إلى أن الإقبال تركز على حطب السمر سمر المدينة، غير أنه أقل من العام الماضي، في حين قل الطلب على الأنواع الأخرى بمستويات كبيرة مثل"الأرطى"وغيرها. أما صالح عبدالله أحد بائعي الحطب، فأوضح أن الإقبال هذا العام على شراء الحطب يعتبر منخفضاً، وبخاصة شراء الحمولات الكبيرة، وتركزت المبيعات على الكميات القليلة الحزم، وعلى الفحم الذي يأتي من الصومال وبأسعار ثابتة في العادة وغير مربحة لبائعي الحطب، إذ لا يتجاوز سعر الكيس 50 ريالاً. وعن كيفية التعامل مع الحطب المتكدس لديه، قال عبدالله إنه سيخزن ما عنده من حطب ليقوم ببيعه العام المقبل، بعد أن تسببت الأجواء المعتدلة طوال فترة الشتاء في تكدسه، مشيراً إلى أن ما تم بيعه يمثل أقل من 30 في المئة من كميات الحطب لديه. ووصف هذا الموسم بأنه الأسوأ على تجار وبائعي الحطب منذ أكثر من 10 سنوات، إذ تكبدوا خسائر كبيرة، وبخاصة أن بعض بائعي الحطب يقومون باستئجار مواقع ومحال موقتة في موسم الشتاء لبيع الحطب، ثم ترك تلك المحال بعد انتهاء الموسم. من ناحيته، قال هادي الشراري أحد أصحاب سيارات النقل، إنه في موسم الشتاء لهذا العام لم يبع سوى أربع شحنات من الحطب، مقارنة بأضعاف هذا العدد في الموسم الماضي. وأوضح أن ضعف الإقبال على شراء الحطب وطول انتظاره للمشترين جعلاه يترك موقع الحطب بعد أن وضع لوحة مكتوب عليها"الحطب للبيع"ومدون بها رقم هاتفه، لافتاً إلى أن الإقبال على الحطب هذا العام يعتبر الأسوأ خلال السنوات الماضية، وتركز الشراء على الكميات الصغيرة فقط. وكانت وزارة الزراعة أصدرت قراراً بمنع بيع الحطب والفحم المحلي اعتباراً من 1/1/1430ه، إذ دعت الوزارة في قرارها إلى وقف عمليات الاحتطاب، وأهابت بتجار الحطب والفحم المحلي بيع الكميات المخزنة قبل تاريخ سريان القرار. ونبهت الوزارة من خطورة عملية الاحتطاب، ما يؤدي لتدهور الغطاء النباتي في المملكة بمعدلات سريعة، وهو ما نتجت منه مشكلات عدة تتعلق بالتصحر وتدهور بيئة الإنسان والتنوع الحيوي، وتتسبب في حدوث تعرية هوائية ومائية للتربة، وانخفاض كمية المياه التي تغذي الطبقات الحاملة للمياه الجوفية، وما ينتج من ذلك من زيادة معدل حدوث الفيضانات والسيول الجارفة التي قد تسبب خسائر بشرية واقتصادية. وأشارت الوزارة إلى أنه تم إيقاف إصدار تراخيص الاحتطاب والتفحيم ونقلهما ابتداءً من عام 1419ه، وكذلك منع تصدير الحطب والفحم من داخل المملكة إلى خارجها منعاً باتاً.