أنعش دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة سوق تجارة الحطب، وهو ما دفع تجاراً إلى العمل على توفير كميات كبيرة من الحطب بجميع أنواعه ورفع الأسعار، في حين شهد هذا الموسم دخول العمالة البنغالية ومزاحمتها للسعودية. وفي المقابل، يشتكي مواطنون من ارتفاع كبير في أسعار الحطب، إضافة إلى الغش والتلاعب. وقال أحد تجار وموردي الحطب ويدعى عبدالله، إن الإقبال على الحطب سجل خلال الأيام الماضية، ارتفاعاً كبيراً مع دخول فصل الشتاء، الذي يعتبر موسم تجار الحطب، إذ يزيد الطلب على حطب السمر، الذي نقوم بجلبه من المدينة والجنوب، وتقطيعه وشحنه إلى منافذ البيع في مدن المملكة، مستبعداً استيراد الحطب هذا العام. وحول الأسعار، أوضح عبدالله أن سعر الحزمة الصغيرة يتراوح بين 20 و30 ريالاً، وتراوح سعر سيارة النقل الخفيف الونيت بين 1200 و1500 ريال، في حين تراوح سعر السيارة الجيب الشاص بين 1800 و2200 ريال. وتوقع عبدالله ارتفاع الأسعار مع زيادة حدة البرد في الأيام المقبلة، وقال:"نحن لا نزال في بداية الموسم، ومن المتوقع زيادة الطلب في الأيام المقبلة بسبب البرد، وبالتالي ارتفاع الأسعار". من ناحيته، قال أحد تجار الجملة وموردي الحطب أحمد بانادر، إن"السمر"يمثل نحو 70 في المئة من حجم الطلب الإجمالي في السوق، مشيراً إلى أن"الأرطى"و"الغضا"غير متوافرين في السوق، وأن الحطب المستورد من الصومال لا يستخدم بشكل واسع، وهو ما جعل الباعة يعزفون عن بيعه، والاعتماد على بيع"السمر". وأوضح بانادر أن أسعار الحطب يحددها الموزعون والموردون، ولا تخضع زيادة الأسعار للطلب، مشيراً إلى أن حطب"السمر"يوجد في المناطق الغربية والجنوبية من السعودية، وأن"الغضا"و"الأرطى"لا تقل جودتهما عن"السمر"، ولكنهما غير متوافرين في السوق بسبب القطع الجائر. وذكر أن أسعار الحطب تتراوح بين 900 و1200 ريال للسيارة الصغيرة، وتتجاوز هذا الرقم في السيارات الكبيرة، ويكثر الطلب على الفحم الذي نستورده من الصومال، إضافة إلى فحم"سمر المدينة"، إذ يبلغ سعر الكيس 60 ريالاً. وحول توقعه للأسعار في الفترة المقبلة، قال بانادر إنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في الأيام المقبلة بنحو 20 في المئة. أما بائع الحطب شايع الدوسري، فأوضح أن قرار منع الاحتطاب يحظر احتطاب الشجر الأخضر، ويسمح باحتطاب الشجر اليابس، ونحن نحرص على احتطاب الأخير.وعن مصادر الحطب، قال إن مصدر الحطب يكون عادة من الجنوب والمدينةالمنورة، ويكثر الطلب على أنواع السمر والغضا، وتتراوح أسعار الحزم الصغيرة بين 30 و40 ريالاً، ويرتفع السعر في حمولة السيارة الونيت من 800 إلى 1200 ريال. ولفت إلى أنه يعمل في بيع الحطب منذ عشر سنوات، شهدت خلالها الأسعار زيادة بنسبة 500 في المئة. في المقابل، يشتكي مواطنون من ارتفاع كبير في أسعار الحطب، إذ يستغرب المواطن عايض القحطاني من الاتفاع الكبير في الأسعار، وقال إن الباعة يقومون بجلب الحطب، من خلال احتطابه بأنفسهم ومن دون تكاليف مادية خلال أيام السنة، وينتظرون موسم الشتاء لبيعه بأسعار خيالية.ووصف القحطاني ما يمارسه باعة الحطب بأنه"استغلال وتلاعب"، وطالب الجهات المسؤولة بوضع حد لهذه التجاوزات، التي تحدث من تجار الحطب، على رغم مخالفتهم للأنظمة، وصدور قرارات تقضي بعدم السماح بالاحتطاب لهم، والبيع من دون تصريح. أما المواطن سعيد الشهراني، فاشتكى من ارتفاع الأسعار، إضافة إلى التلاعب والغش اللذين يحدثان من باعة الحطب، إذ يقومون ببيع أخشاب من أشجار غير معروفة، وهذه الأخشاب شبيهة إلى حد كبير بحطب السمر. وأوضح أن له تجربة مع هؤلاء الباعة، إذ اشترى في أحد الأيام من باعة الحطب حمولة سيارة صغيرة من حطب"السمر"، الذي يتميز برائحته المشهورة، وسهولة إشعاله من دون دخان، وأيضاً جودة جمره وبقائه مدة طويلة، وعندما قام بإشعاله، فوجئ برائحته الكريهة، التي اختلفت عن رائحة حطب السمر، إضافة إلى كثافة دخانه، على رغم أن شكله شبيه ب"السمر". وأشار إلى أنه اكتشف من أحد أصحابه، أن هذا الحطب من أخشاب ماليزية، وليس مخصصاً لإشعال النار.