على رغم النجاح القياسي لنظام"ساهر"في تخفيف الحوادث في عدد من مدن المملكة بحسب الإحصاءات الأخيرة التي فاقت نتائجها الملموسة جميع الحملات والبرامج التوعوية التي نفذتها إدارة المرور مسبقاً، إلا أن حمى انتقادات طاولت النظام يغذيها بعض المتمردين على الأنظمة المرورية، الزاعمين بوجود أخطاء يرتكبها النظام بحقهم، إلى جانب اعتراضهم على قانون"السداد قبل الاعتراض"، وأخذهم على إدارة المرور عدم وضع لوحات إرشادية واضحة تحدد السرعة القصوى لكل الشوارع والممرات. صبّ خالد القحطاني جام غضبه على الأساليب التي تنتهجها كاميرات ساهر في الطرق السريعة، بعد أن سجلت في حقه ثلاث مخالفات في أقل من شهرين. يقول:"عانيت أول ثلاثة أشهر الأمرّين من التخبطات والعشوائية من ممرات الطرق في الرياض بسبب عدم وضع لوحات إرشادية تحدد السرعة القصوى لكل طريق، ما جعلني أقوم بالاجتهاد من نفسي وتحديد السرعة القصوى المتعارف عليها سابقاً 120 كيلومتراً"، ليفاجأ بعد أشهر بلوحات إرشادية تحدد السرعة القصوى في الشوارع ذاتها ب80 كيلومتراً. لكن على رغم الأخطاء التي وقع بها نظام"ساهر"بحسب القحطاني، يعترف بأن النظام استطاع تغيير نمط قيادته المتهور:"أرغمني على القيام مبكراً حتى أتجنب السرعة والوقوع في فخ كاميرات ساهر". أما سعد الفيصل فانتقد السرعات المحددة في الشوارع الظاهرة على اللوحات الإرشادية، واعتبرها"غير منطقية":"هناك بعض اللوحات الإرشادية تطلب المستحيل من قائد السيارة كالسرعة القصوى 80 أو 70 كيلومتراً في الساعة، في عدد من الطرق الواسعة والسريعة، ما جعلني ارتكب مخالفات عدة". التخبط واحتساب مخالفات غير صحيحة من سمات نظام"ساهر"على حد زعم فيصل العنزي الذي ذكر أنه تم احتساب مخالفة بحقه، على رغم عدم امتلاكه سيارة! يقول:"اشتريت سيارة جديدة، وعند ذهابي لتسجيلها باسمي، فوجئت بوجود مخالفة محتسبة عليّ، تضاعفت مرتين من دون إبلاغي بالأمر". ويضيف:"عند مطالبتي برقم لوحة السيارة اكتشفت أنها ليست باسمي، وما زاد الطين بلة أن وقت ارتكاب المخالفة لم أكن موجوداً في المملكة"، مبدياً تعجبه من إجباره على التسديد أولاً قبل الاعتراض، مشيراً إلى أن إدارة المرور تجاهلت شكواه عندما تقدم إليها:"لم أجد منهم سوى التسويف". فيما أشاد فيصل العرفج بنظام ساهر الذي وصفه ب"الحل السحري"لاستطاعته تخفيف الحوادث بعد انطلاقه بأشهر إلى أكثر من 20 في المئة بحسب إحصاءات ظهرت أخيراً، مرجعاً سبب نجاح الحملة إلى النظام الآلي لرصد المخالفات الذي لا يحابي أو يتجنى على أحد، ومضاعفة المخالفات في حال عدم السداد خلال مدة وجيزة، ما حدا بسائقي السيارات في المملكة إلى الالتزام بالسرعة المطلوبة.