على رغم أن جميع شركات الاتصالات في السعودية تتبع آلية واضحة لترويج خدماتها وعروضها التسويقية المقدمة لعملائها من خلال وسائل الإعلام المتاحة والمعروفة، إلا أن هناك ضحايا عدة وقعوا في شباك النصب والاحتيال من خلال استقبالهم مكالمات مجهولة توهمهم بالفوز بمبالغ مالية كبيرة، أو حصولهم على جوائز من العيار الثقيل، من الشركة ذاتها التي يتعامل معها العميل. وبحسب مجموعة من الذين تجرعوا الاحتيال والنصب، قالت أم عبد العزيز ل«الحياة»: «وردتني مكالمة مجهولة من شخص يدعي بأنه من منسوبي شركة الاتصالات التي أتعامل معها، وأخبرني بربحي مبلغاً مالياً قدره 100 ألف ريال من خلال سحب أجرته الشركة على بعض الأرقام، وأن رقمي هو صاحب الحظ في الفوز، وليؤكد صدقية حديثه، أبلغني بالرقم المطبوع على بطاقة «sim» الخاصة بي، وأنه في حال تأكدي من صدقية الرقم علي أن أعاود الاتصال به، وبالفعل تم التأكد وعاودت الاتصال به وطلب مني بعض بياناتي الشخصية حتى يتم إرسال الشيك من طريق إحدى شركات البريد السريع، ولكن المفاجأة التي كشفت لي نصبه واحتياله، طلبه مني شراء بطاقات شحن بمبلغ 300 ريال وإرسال أرقامها التسلسلية على رقم جواله الذي حدثني منه، وعندما سألته عن السبب، أخبرني بأن هذه البطاقات تعد بدل رسوم شركة البريد السريع، وحينها أنهيت المكالمة وقطعت الشك باليقين». أما خالد الذي طار فرحاً لدى إبلاغه بفوزه بسيارة «كامري 2012» بعد توافق صدقية الرقم الموجود على شريحته نفسها وفقاً لتأكيد المتصل، فقد تيقن من افترائه بعد طلب الأخير منه إرسال أرقام بطاقات الشحن فوراً بحجة أنها بدل رسوم شحن السيارة التي وقعت من نصيبه هراءً. وأكد جميع العملاء الذين أدلوا ل«الحياة» بتلك المعلومات، أن المتصلين من جنسيات آسيوية مختلفة، وأنهم يوهمون العميل أثناء حديثهم معه بتواجدهم في مكاتب رسمية من طريق إصدار صوت أجهزة الحاسوب أثناء إدراج بياناتهم الشخصية. من جهته، حذر المدير العام لشؤون العلاقات العامة والإعلام في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سلطان المالك في حديثه ل«الحياة» من خطر الاتصالات المجهولة التي توهم المشتركين بالفوز وكسبهم جوائز مغرية، سواء كانت من داخل السعودية أو خارجها، لافتاً إلى أن الهيئة تقوم بالتأكيد على الشركات بتوعية مشتركيها من مثل هذه النوعية من الاتصالات، وقال: «يتوجب على العملاء عدم الاستجابة لها ومحاربتها والوقوف ضدها وعدم الكشف عن معلوماتهم الشخصية لأشخاص غير معروفين عبر مكالمات هاتفية»، واعداً باستمرار الحملة التوعوية الخاصة التي أطلقتها الهيئة سابقاً بالتحذير من الاتصالات مجهولة المصدر في تقديم العديد من برامج التوعية للمشتركين في خدمات الاتصالات. وذكر المالك أن غالبية المكالمات الوهمية تكون من أرقام غير معروفة يتضح أمرها بعد ما يتم التواصل معها من خلال الشكاوى التي ترد للشركات أو للهيئة. ونوه إلى أن الآلية التي يجب اتباعها في حال تلقي مثل هذا النوع من الاتصالات هو الإبلاغ الفوري للشركة التي ينتمي إليها العميل، وفي حال استمرارية الاتصال وعدم الحصول على أي تجاوب من الشركة، عليهم رفع الشكوى إلى هيئة الاتصالات لتقصي الأمر.