طالب المحلل الرياضي الحالي والمدرب الوطني السابق والمحاضر في الاتحاد الآسيوي حمود السلوة بعدم التعامل مع خروج الشباب والهلال من دوري أبطال آسيا بأكثر مما يحتمل مؤكداً أن المنتخب السعودي الأول سيواجه صعوبات تنافسية في البطولة الآسيوية المقبلة مشدداً على أهمية النظر إلى دورة الخليج في إطار الاستعداد للبطولة القارية بعيداً عن المنظور التنافسي لتحقيقها موضحاً أن تحقيق دورة الخليج لن يأتي من البوابة السهلة لارتفاع المستوى التنافسي لها. وتطرق السلوة في حواره التالي مع"الحياة"إلى التحليل الفني في ال"ART"وإلى برنامج"خط الستة"إضافة إلى وضع نادي الجبلين، وبطولة الأندية الخليجية، فإلى نص الحوار: كيف ترى خروج الهلال والشباب من نصف نهائي دوري أبطال آسيا؟ - يجب أن نتقبل ما حدث بصدر رحب وهو أمر طبيعي، خرج الهلال والشباب وستخرج فرق أخرى، لكن تضخيم هذا الموضوع لا أراه منطقياً وردود الفعل حادة، وهذه لم تصبح كرة قدم إذا تعاملنا معها بهذه الطريقة. مثلما نفرح بالفوز والانتصار يجب أن نتقبل الخسارة، مشوار طويل واستحقاقات محلية وخارجية وبالتالي ما حدث طبيعي وفي إطار كرة القدم ولا يحتمل أن نحمله أكثر من ذلك، ويفترض أن تكون لدينا روح رياضية عالية نتقبل من خلالها الخسارة والفوز. ما رأيك بإلغاء لجنة المنتخبات التي كنت عضواً فيها في السابق؟ - هي لم تلغَ إلغاء نهائياً بل سيتم تطويرها إلى إدارة وهي أكبر من لجنة شكلاً ومضموناً، وما حدث هو أنه تم إلغاء لجنتين هما المنتخبات والعلاقات الدولية والأخيرة لا أعلم عنها شيئاً لكن لجنة المنتخبات ستتحول كما قلت أو ستتطور إلى إدارة وربما ستكون من أكبر الإدارات في الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد لجنة الاحتراف، وسيأتي خبير فني أجنبي كموظف متفرغ ليدير هذه الإدارة وسيكون مناطاً بها كما أعرف وضع الاستراتيجيات والبرامج للشباب والناشئين والبراعم وجل المنتخبات السعودية والكروية. وماذا عن إنجاز المنتخب السعودي للشباب بالوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة؟ - حضور جميل يذكرنا بحضور منتخباتنا في وقت ماضي وأنا أرى النجاح من زاوية أخرى كونه جاء على أيد كفاءات سعودية متمكنة. إذاً أنت مع إيكال مهمة تدريب المنتخبات السنية لمدربين وطنيين؟ - يستحق أبناء الوطن خالد القروني وعمر باخشوين هذه الثقة الموكلة لهم وهي بالتأكيد خطوه إيجابية وننتظر أن نجد المدربين الوطنين كافة في الأندية الممتازة ويدربون فرقها الأولى. ألا تخشى أن يفشل المدرب الوطني؟ - الفشل وارد لأي مدرب في العالم، وكأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا كانت خير دليل لمدربين عالميين فشلوا في قيادة منتخبات بلدانهم في المونديال، لكن الذي يستسلم للفشل لا يستمر، والحمد لله غالبية المدربين الوطنيين السعوديين مؤهلون فنياً ولديهم دورات معتمدة دولياً في مجال التدريب، وأتمنى لهم النجاح وأن يستمروا في الطريق الذي نجح فيه محمد الخراشي وحمود السلوة وخليل الزياني وعبداللطيف الحسيني وغيرهم. تعاني الرياضة السعودية شحاً في إعداد المدربين المحليين في مختلف الألعاب الفردية والجماعية، إلى ماذا تعزو ذلك؟ - المدربون الوطنيون في الألعاب والرياضات كافة موجودون ولا يوجد ما يسمى ب"الشح"، لكن هناك أزمة ثقة في المدربين الوطنيين من مسؤولي الأندية، إلى جانب ضعف الحافز المادي وعدم التفرغ للعمل التدريبي وبشكل احترافي. كيف ترى مشاركة المنتخب السعودي الأول في دورة الخليج المقبلة؟ - يجب أن تشارك المملكة العربية السعودية في دورة الخليج المقبلة لأنها ركن أساسي من أركان النجاح ويجب أن نراها من بعد آخر من باب تعميق أطر العلاقة مع الأشقاء في اليمن والإسهام في نجاح البطولة. وهل تعتقد أن المنتخب السعودي سيحقق البطولة الخليجية؟ - ومن وجهة نظري يجب أن نتعامل مع بطولة الخليج في إطار الاستعداد لبطولة آسيا الأهم، ولو حققنا بطولة الخليج فلن تأتي من بوابة سهلة لأن المنافسين كثر والمستويات الكروية خليجياً تطورت إلى حد بعيد. إذا كنت تتحدث عن دورة الخليج بمنظور المنافسة المرتفعة، فماذا عن بطولة آسيا؟ - أولاً لا أقلل من بطولة الخليج لكنها إعداد للاستحقاق على مستوى القارة ويجب ألا ننظر لها من المنظور التنافسي، وفي آسيا لن تكون المنافسة سهلة وعلى الرغم من كوننا من الأرقام المهمة والصعبة على المستوى الآسيوي إلا أن هناك اتساع كبير في دائرة المنافسين وارتفاع عال في المستوى، والحظوظ في المنافسة متصاعدة. على رغم عملك محللاً في قنوات ال"ART"الرياضية، إلا أنك لا تظهر ميولك، ما سبب ذلك؟ - منذ انضمامي إلى ميدان التحليل الرياضي، حرصت كثيراً على أن يكون طرحي ونقدي وتحليلي بعيداً عن أي ميول لنادٍ ما عن لآخر، ولأن التحليل الرياضي عمل أصبح ذا أهمية كبرى لدى الرياضيين كافة، لا بد وأن يكون المحلل ذا خبرة فنية عريضة وقدرة على القراءة الفنية وتحليل المباريات، بمنظور بعيد عن"العصبية"و"التجريح"و"التطبيل"، بل يكون باتزان وموضوعية، وهذا ما حرصت عليه وما زلت. أما بالنسبة إلى الميول والانتماءات، فأنا جبلاوي جبلاوي جبلاوي، لكن في المقابل لدي زملاء وأصدقاء في الأندية كافة، وأحاول دائماً أن أكون"صديقاً للجميع". حمود السلوة يخفي ميوله الحقيقية حتى لا يخسر جماهير وإعلام الأندية الأخرى المنافسة، ما صحة ذلك؟ - ميولي جبلاوية أولاً، ويشرفني أن أكون هلالياً وأهلاوياً ونصراوياً واتحادياً وشبابياً، لكني أؤكد للجميع أنني أنتمي لنادي الجبلين، وبالفعل لا أريد أن أخسر جماهير ومحبي الأندية كافة الذين يمنحوني دائماً ثقتهم وتقديرهم ومحبتهم وتواصلهم. بعد أن انتقلت حقوق النقل لكثير من البطولات الكبرى إضافة إلى الدوري السعودي من شبكة ال"ART"إلى قناة الجزيرة الرياضية القطرية؟ ما رأيك في هذه الصفقة وهل هي إيجابية أم سلبية بالنسبة للكرة السعودية؟ - انتقال الحقوق الحصرية من ال"ART"إلى الجزيرة الرياضية قرار يخص الإدارة العليا في المؤسسة الإعلامية التي أعمل تحت مظلتها، لكن على مستوى التغطية والمتابعة والتفاعل مع كل أحداث الكرة السعودية فإن الجماهير الرياضية والمشاهدين شعروا أخيراً بحجم الفراغ الكبير الذي تركته ال"ART"طيلة المواسم الأربعة الماضية، والذي قدمت فيه الأخيرة عملاً مهنياً ورياضياً غير مسبوق، ومسألة أن تكون بيع الحقوق إيجابية أو سلبية فهذه مسألة يحددها المتابع والمشاهد وخبراء التسويق والاستثمار والتلفزيون المدفوع. تزايد أعداد البرامج التلفزيونية المهتمة بالرياضة السعودية، بماذا تفسره؟ - المكاسب المادية في المؤسسات الإعلامية لا تأتي من خلال تزايد البرامج الرياضية التلفزيونية، لكن الهدف الرئيسي هو هدف تنويري والتعليق وتحليل الأحداث الرياضية كافة، وبالتالي تتعدد خيارات المشاهد في طبيعة وشكل المتابعة. إذاً ما رأيك فيما يطرح في برنامج"خط الستة"خصوصاً في ظل بعض الانتقادات التي طاولته في فترة ماضية؟ - في الأول والأخير ما يطرح يعد وجهات نظر لا بد أن نحترمها، وبرنامج خط الستة يناقش هموم وقضايا رياضية سعودية، ومعده سعودي وضيوفه سعوديون، أما آراء الآخرين في البرنامج فهي تمثل الرأي الآخر، والرأي الآخر لا بد أن نحترمه سعياً وراء تعميق ثقافة الحوار والاختلاف، كما أنك لا تستطيع أن تحاكم الآخرين على آرائهم سواء كان أولئك الآخرون مع أو ضد ما يقدمه خط الستة وتمثيل الرأي الآخر، لكنني سأقول عبارة يرددها زميلي محمد العرفج دائماً وهي ما لا يعجبك ارمه في المياه الجارية. ما رأيك في قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم في منع مشاركة الأندية السعودية في البطولة الخليجية؟ - قرار جميل ورائع، فالأندية السعودية لن تضيف لها البطولة الخليجية للأندية أية قيمة فنية، وهي مربكة جداً للفرق السعودية حتى على برامج المسابقات المحلية. وجه"مجلس الشورى"انتقادات للرئاسة العامة لرعاية الشباب، خصوصاً فيما يتعلق بالصرف المالي؟ كيف تصف هذه الانتقادات؟ - أحترم بالطبع الآراء كافة، وأوجه الاختلاف بين مجلس الشورى ومؤسسات الدولة وقطاعاتها ومنها جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكن كان الواضح أن هناك سوء فهم من جهة مجلس الشورى حول تقرير الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وسوء الفهم هذا ناتج من قلة خبرة في لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في المجلس، لكنني سأكتفي بتصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد حين أبدى تقديره لمجلس الشورى وحرص المجلس على جميع الجهات الحكومية ومن بينها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتأكيد الأمير سلطان بن فهد أن هذا شيء إيجابي ومطلوب لتعود الفائدة على الجميع، كما أن بيان الرئاسة التوضيحي للمجلس كان كافياً. هل بالفعل بات الوسط الرياضي الإعلامي يعج بالمتعصبين؟ - تبقى المسألة نسبية في هذا الجانب. نادي الجبلين يصارع في الدرجة الثانية ولا يزال يعاني جملة من المشكلات الفنية والإدارية، في رأيك ما أسباب ذلك؟ - الأسباب ليست فنية أو إدارية في الجبلين، أو حتى في أندية أخرى تواجه الهموم والصعوبات نفسها، لكنها أسباب مادية بالدرجة الأولى، لكنني من خلال ما ألمسه من تحركات أخيرة أجد نفسي متفائلاً جداً بمستقبل جيد للجبلين خلال المراحل المقبلة. هناك من يقول إن الجبلين ضحية للسماسرة الذين يجلبون لاعبين انتهت صلاحيتهم من الأندية الكبيرة ومصابين لا يخدمون الفريق؟ - هذا الأمر مرتبط بجوانب مادية أيضاً غير متوافرة في الجبلين، فاللاعب الذي يستقطبه النادي يوازى بقيمته الفنية المادية وفي الوقت نفسه يجب التأكيد على أن إدارة النادي اجتهدت وحاولت وعملت وتحركت بمقدار ما هو متوافر من مال.