رحبت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان في اجتماعها الأسبوعي في «بيت الوسط» برئاسة فؤاد السنيورة بالإجماع الذي تحقق حول انتخاب القاضي دايفيد باراغوانث رئيساً للمحكمة الخاصة بلبنان بدلاً من القاضي انطونيو كاسيزي الذي استقال لأسباب صحية، مثنية على «ما يتمتع به من خبرات وصفات مهنية رفيعة تؤهله لقيادة سفينة العدالة الخاصة بلبنان لكشف المجرمين الذين وقفوا خلف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار ووضع حد للفرار من وجه العدالة ومنع استمرار مسلسل الاغتيال السياسي في لبنان». واذ عبرت الكتلة عن «ألمها وروعها لما جرى في مصر الأحد الماضي من اشتباكاتٍ بين الجيش وقوى الأمن مع متظاهرين من المواطنين الأقباط، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين»، اكدت «تضامنها مع الشعب المصري الشقيق وأهمية قرار السلطات المصرية المختصة الإسراع في انجاز التحقيقات لكشف الفاعلين والمتسببين بهذه الجريمة وإنزال العقاب بهم». وتوقفت الكتلة امام «حال الارتباك التي تتخبط بها الحكومة إزاء موضوع زيادة الأجور والرواتب وسبل تعاطيها مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومع مطالب الاتحاد العمالي». ورأت انّ الموازنة التي قدمها وزير المال، «يغلب عليها طابع الترضية والاسترضاء لأطراف حكوميين وحاجاتهم الانتخابية. كما أنها تتضمن فرض ضرائب على المواطنين أقل ما يقال فيها أنها غير مدروسة ومناسبة، في وقت تتجاهل فيه الحكومة كل مشاريع البرامج الإصلاحية التي أعدت وأنجزت سابقاً». وطالبت الكتلة الحكومة باتخاذ «موقف واضح من البرامج الإصلاحية للقطاع الاجتماعي بهدف زيادة فاعلية الانفاق الاجتماعي ولاسيما تلك المتعلقة بمؤسسة الضمان الاجتماعي وبالعمل على إقرار مشروع نظام التقاعد والحماية الاجتماعية والمسارعة الى تأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهي كلها جزء من مشاريع إصلاحية أساسية عديدة جرى تناولها في ورقة لبنان الى مؤتمر باريس 3». ولحظت الكتلة «خطورة مسألة التخبط الذي تعيشه الحكومة نتيجة التناقضات لدى أعضائها والذي من شأنه أن يودي بالبلاد إلى المزيد من التردي». وتوقفت الكتلة أمام «تكرار التجاوزات وانتهاك الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والشرق، وآخرها ما جرى في بلدتي عرسال والفاكهة البقاعيتين». واذ أشارت الكتلة الى أنها «تدرك تماماً حقيقة الفارق بين انتهاكات العدو الإسرائيلي للحدود الجنوبية وتلك التي تصدر عن الشقيقة سورية»، استغربت في المقابل «هذا الغياب الفاضح من قبل الحكومة والسلطات الرسمية المعنية إزاء انتهاك السيادة اللبنانية بما لا يشعر المواطنين بأن هناك دولة تحميهم وتهتم بأمنهم وأمانهم جراء استمرار تعديات عناصر الجيش السوري وهجانته التي تخرق بشكل فاضح الاتفاقيات الثنائية بين البلدين». ودانت «تقصير الحكومة تجاه الاخوان السوريين اللاجئين الى لبنان نتيجة اعمال القتل والظلم والقهر التي يستمر النظام السوري في ارتكابها تجاه الشعب السوري البطل». واستنكرت الكتلة «بشدة» حادثة إطلاق النار التي شهدتها دائرة الميكانيك في الحدث الأسبوع الماضي واعتبرت أن هذه الحادثة «تشكل استمراراً لحال الفلتان الأمني في مناطق نفوذ وانتشار حزب السلاح والمسلحين». ورأت أن «هذه الظاهرة إلى تفاقم بسبب ازدياد الإحساس بفائض القوة لدى حزب السلاح من جهة وعجز وسكوت السلطات المختصة والمؤسسات الرسمية من جهة أخرى». ودعت الحكومة إلى «أن تثبت نفسها والى عدم الاستسلام أمام القوى الحزبية المسلحة المشاركة في الحكومة». كما استغربت الكتلة «إقدام الحكومة على تعيينات في مراكز الفئة الأولى غابت عنها معايير الكفاية والمهنية والتنافسية، لتنتصر معايير جوائز الترضية وفرض الإرادة السياسية في مراكز لا تحتمل التلاعب بها بهذه الطريقة والتي كان آخرها تعيين رئيس الجامعة اللبنانية». ورحبت «باختيار لجنة نوبل للمناضلة اليمينة توكل كرمان عبر منحها قسماً من جائزة نوبل للسلام». وزار السنيورة لاحقاً الكنيسة القبطية في لبنان وقدم التعازي بضحايا اشتباك مصر وكان التقى في وقت سابق السفير المصري محمد مصطفى توفيق واطلع منه على خلفيات «الأحداث المؤسفة». وكان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أسف في بيان أول من أمس لأحداث مصر، ورأى أن «التعايش الإسلامي - المسيحي يجب أن يكون قاعدة من قواعد الحياة المشتركة بين جميع المواطنين العرب، وليس بين المصريين فحسب».