تتجدد الإثارة والندية مساء اليوم على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي عندما يستضيف فريق الفتح نظيره الشباب في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، ويكمن مصدر الإثارة والندية إلى حساسية اللقاء وأهميته كون لقب البطولة يأتي هدفاً ومطمعاً للفريقين من جهة، وصمود الفريق الفتحاوي الصاعد من الدرجة الأولى أمام الفريق الشبابي في المواجهات الأخيرة بين الفريقين كان آخرها لقاءهما في الجولة السادسة عشر من مسابقة دوري المحترفين من جهة ثانية. وينتظر أن تشهد مدرجات ملعب الإحساء حضوراً جماهيرياً من أجل الوقوف خلف الفريقين وخصوصاً الفريق الفتحاوي الذي يعلب على أرضه وبين أنصاره، في الوقت الذي يطمح فيه الفريقان إلى التشبث بخطف البطاقة الأولى إلى نهائي المسابقة وملاقاة الفائز من مواجهة الهلال والأهلي، وإن كانت المعطيات التي تسبق النزال تشير إلى قوة في التنافس بين فريق باتت أسهمه عالية في بورصة البطولات وآخر يتطلع ليضع قدميه في النهائي الأول في تاريخه بين أجندة الاستحقاقات المحلية ذات النطاق الممتاز. وقد يتفق المتابعون في مسألة تشابه الطموح لدى الفريقين، لكن الطموح وحده لا يكفي لمثل هذه المباريات المهمة التي لا تقبل أنصاف الحلول، غير أن التعامل باحترافية فنية يبقى سيداً للموقف في هذه المواجهة، فالأقل أخطاءً وأكثر استغلالاً للفرص المتاحة أمام مرمى الفريق سيكون الأقرب للفوز. وبالنظر للجانب الفني في فريق الفتح الذي وصل إلى دور نصف النهائي عبر بوابة التعاون عقب الفوز بهدفين لهدف، والفريق يسير بخطى ثابتة ومتطورة في مسابقتي دوري المحترفين وكأس الأمير فيصل بن فهد ليكون الحصان الأسود في هذا الموسم، إذ نجح المدرب التونسي فتحي الجبالي في توظيف قدرات لاعبيه بشكل جيد، إضافة إلى الروح القتالية التي يتميز بها لاعبو الفتح سيما أمام الفرق الكبيرة أهلته للبقاء ضمن المنطقة الدافئة في دوري المحترفين وبقائه ضمن الأندية الممتازة، ويتطلع الفتحاويون الليلة في مواصلة الصمود من خلال المنهجية الفنية التي اعتاد عليها منذ بداية الموسم المتمثلة في تأمين المناطق الدفاعية في الفريق وتكثيف منطقة المناورة مع الاعتماد على الهجوم المرتد الذي يجيده لاعبو الفتح بفاعلية وكان مصدر انتصاراته. ويبرز في فريق الفتح عدد من اللاعبين الواعدين ولاعبو الخبرة كقائد الفريق فيصل سيف و أحمد الحضرمي وأحمد أبو عبيد وفيصل الجمعان وحمدان الحمدان وهاني الدبيبي وبدر النخلي. في المقابل فإن فريق الشباب الذي تجاوز الأنصار في المدينة المنور بهدفين من دون مقابل في دور ربع النهائي يتفوق عناصرياً وإمكانات فنية إلى جانب جهاز تدريبي قادر على التخطيط لهذه المواجهة كما ينبغي لا سيما أن الفارق الفني يميل لمصلحة لاعبيه، وعلى رغم من تلك الفوارق الفنية إلا أن الشبابيين يدركون أهمية هذا اللقاء الذي يأتي أمام فريق له من المواقف مع الفرق الكبيرة. ويمتاز الأداء الشبابي بالسرعة والأداء الجماعي والتنظيم في الصفوف مع قوة خطوطه بدءاً من حراسة المرمى بتواجد حسين شيعان ونهاية بالمهاجم ناجي مجرشي، إلى جانب عبدالله الأسطا وماجد المرحوم وعلي عطيف وعبدالله الشهيل وعبدالعزيز السعران وفيصل السلطان، مع وجود عدد من البدلاء القادرين على الإسهام في تحقيق الفوز، ويعد الفريق الشبابي أبرز الفرق الثابتة في أدائه الفني وعطاءات لاعبيها داخل الميدان ونتائجه الإيجابية على رغم أن الإصابات المتوالية لنجومه تهدد مشواره في الموسم الحالي. ومن المتوقع أن يرمي المدرب البرتغالي باتشيكو بأوراقه الهجومية والبحث عن هدف مبكر بعثرة أوراق فريق الفتح، فضلاً عن النهج الذي يلعب به المستضيف في تواجد عشرة لاعبين في المنطقة الدفاعية في حال هجمة الخصم.