لا شك ان اسعد الناس اليوم هم مواطنو بلدة"ثول"، إذ ستدخل هذه البلدة كتب التاريخ من بوابة العلم والبحث. وثول قرية سعودية تابعة لمحافظة جدة في منطقة مكةالمكرمة، تقع على ساحل البحر الأحمر على مسافة 80 كيلومتراً شمال مدينة جدة وعلى مقربة من مدينة رابغ. وقد تم اختيارها عام 2007 لتكون موقع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. ويتولى"مركز ثول" التابع لمحافظة جدة إدارة البلدة. وبلدة ثول يسكنها قبيلة الجحادلة من زبيد من حرب وبعض القبائل الأخرى من حرب من قديم الزمان ويوجد في ثول مرسى الصيادين وبه يستخرج اجود أنواع الاسماك من البحر الاحمر. وهي تشتهر بصيد السمك. وقد مرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة عبر وادي ثول. وثول: هو اسم الوادي المحيط بالبلدة من جهات الجنوب والشرق، ولكن غلبت هذه التسمية أخيراً على البلدة فأصبحت تعرف ببلدة ثول نسبة إلى الوادي، وقد كانت في السابق تعرف باسم الدعيجية. قال الشيخ عاتق البلادي: الدعيجية: تصغير المنسوب إلى الدعج، وهو سواد العيون: بلدة ساحلية عامرة ذات أحياء متعددة فيها إمارة وشرطة ومستوصف صحي ومسجد جامع ومدارس عديدة، تقع على الطريق بين جدة ورابغ، سكانها من زبيد من حرب، وحرفتهم الأصلية صيد الأسماك، وغلب عليها اليوم اسم ثول، وثول: الخبت كلّه المحيط بالدعيجية، أما البلدة فهذا اسمها. وقال أيضاً: ثول: هو الخبت الذي يصب فيه ماء أمَج قبل البحر فيه مزارع عثرية، كان مشهوراً بجودة دخنه يحضره الناس كما يحضرون صيف النخل، وفيه بلدة الدعيجية على الطريق بين جدة ورابغ". وقد ورد ذكر ثول في الشعر العربي، فقد مدح الشريف بركات بن محمد بن بركات بالنصر على أعدائه سنة 912ه، شاعر البطحاء شهاب الدين أحمد بن الحسين العليف، بقصيدة طويلة مطلعها: العِزُّ تحتَ ظلالِ البيضِ والأسلِ يومَ الطعانِ وسبق السيف للعذلِ إلى أن يقول: يكاد يسمع وقع المرهفات به من بالخريبة ممتداً إلى ثولِ اشتهرت بلدة الدعيجية بأنها من القرى الكبيرة لقبيلة حرب في الحجاز مثل: رابغ، وخليص، وغيرها، وقد كانت مركزاً تجارياً مهماً لبعض القرى المجاورة لها، وسوقاً عامراً للبيع والشراء. وقد كانت الحرفة الأساسية لأهالي البلدة من قبيلة الجحادلة قبل دخول الحجاز تحت حكم الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى -هي مهنة الغوص واستخراج الصدف المحار من أعماق البحر وبيعه في بعض الموانئ المطلة على ساحل البحر الأحمر، مثل: ميناء مصوع في إريتريا، وميناء سواكن في السودان. وقد استمرت تلك المهنة خلال حكم الملك عبدالعزيز، وفترة من بدايات حكم الملك سعود قبل أن تتوقف هذه المهنة نهائياً مع تطور الصناعة الحديثة.