سحبت العطور المركبة البساط من الماركات العالمية الشهيرة، بعد أن اكتسحت الأسواق، وزادت مبيعاتها بشكل كبير، بسبب رخص سعرها، وتركيبها بحسب طلب الزبائن، إذ يتم إعدادها وفق ذوقهم الخاص، ومن مختلف أنواع الزهور، التي تنوعت من الشرقية إلى الفرنسية، وخلاصة الحيوانات، والروائح الذكية من المواد الكيماوية وشذى النباتات المتنوعة. وقال مدير إحدى أكبر شركات استيراد زيوت العطور في سوق الجملة بالرياض سالم باجحدر إن الطلب على زيوت العطور الخاصة والتي يتم تجهيزها بحسب طلب الزبون زاد كثيراً خلال العامين الماضيين، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة تتجاوز 200 في المئة، مرجعاً ذلك إلى انخفاض سعرها مقارنة بالعطر نفسه المباع في المحال والمستورد من خلال الوكلاء، إذ بدأت تلك العطور تسحب البساط من تحت أقدامهم. وشبه باجحدر في حديثه ل"الحياة"تركيبة العطر الخاص باللوحة الفنية التي يختار الرسام ألوانها، في حين يختار صاحب العطر التركيبة له باختيار المكونات ودرجة الثبات فيها، موضحاً أن المحل يسمح بتجربة الزبون لأنواع الخلطات والزيوت العطرية حتى وإن أفسد كمية منها. وعن أسعار العطور، قال إن الزيوت تباع بحسب الوزن، وهو عادة يباع بالغرام، فالعبوة زنة 100 غرام يتراوح سعرها ما بين 25 و 100 ريال بحسب تركيز الزيت وجودته، وتعتبر الزيوت المركزة التي تكون مشابهة لروائح العطور الفرنسية الشهيرة، أو الشرقية الفاخرة الأعلى سعراً والأكثر طلباً. من جهته، أشار صاحب محل بيع العطور المركزة سعيد محمسة إلى أن أسعار الزجاجات العطرية بعد تركيبها تتراوح ما بين 40 و 100 ريال للزجاجة، مرجعاً التفاوت في السعر إلى نسبة تركيز الزيت العطري وإلى نوع الزجاجة، وكذلك إلى ثبات العطر في الملابس، لافتاً إلى إمكان إعادة تعبئتها في حال نفدت الكمية، ويتم هنا خصم سعر الزجاجة من سعر العطر. وعن أشهر العطور المرغوبة، قال إن لكل محل أو شركة إنتاجاً خاصاً بها من العطور والتي تتغير من محل إلى آخر، فقد تجد بعض العطور بمسميات موحدة في مختلف المحال، في حين أن الروائح تختلف من محل لآخر، لافتاً إلى أن غالبية الأسماء للمخلطات تعتمد على المعاني العربية الأصيلة المرتبطة بالصحراء، مثل عطر الخيمة المكون من العطور الشرقية كالمسك الأبيض السائل والزعفران الأبيض والفل البانيان والعنبر، والتي في مجملها متكونة من عطور شرقية، وتشهد رواجاً كبيراً. ولفت إلى أن المبيعات اليومية لمحال الزيوت العطرية والخلطات، خصوصاً في سوق الجملة والمحال القديمة لا يقل بأي حال من الأحوال عن 30 ألف ريال يومياً في أسوأ الظروف، إذ إن هذه المحال تقوم بتوزيع كميات كبيرة منها إلى خارج مدينة الرياض وعلى نطاق واسع، كما أن مواسم الأعياد تشهد إقبالاً كبيراً على هذه المحال، ومع نهاية كل شهر وفي العطل الأسبوعية. أما خبير تركيب العطور محمد الشويبي فأوضح أن خلط ودمج العطور من أهم العمليات التي تنفذها شركات العطور، إذ تمكنها من المنافسة مع الشركات الأخرى، لافتاً إلى إحدى الشركات التي مزجت زيت خشب السنديان مع الزيت الجوهري لخشب الصندل، وتم تحضيرها بنسب ووزن معين حتى لا تطغى رائحة على أخرى. وشدد على ضرورة استمرار العمل في الدمج وعمل التركيبات التي تحتوي على مكونات مختلفة حتى نحصل على الرائحة المرغوبة، مفضلاً بعد إتمام التركيبة أن تترك في مكان بارد ومظلم لمدة أسبوع على الأقل قبل الحكم عليها، ومن ثم يتم تقويم مدى جودة الرائحة وفعاليتها. وعن المواد المستخدمة وطرق التركيب، قال الشويبي إن الزيت العطري أو المادة الخام للعطر هي الأهم في التنفيذ، إذ انها تباع بالغرام وسعره قد يصل إلى ريال، بحسب الشركة المنتجة ودرجة التركيز، ومن المهم أيضاً الكحول الذي يباع باللتر، ويتراوح سعره ما بين 10 و 20 ريالاً بحسب النقاء والجودة، يلي ذلك المثبت وله أنواع عدة، ويباع بالغرام أيضاً ويبلغ سعره ريالاً، وفي النهاية يتم وضع كمية بسيطة من الماء المقطر لتخفيف النفاث. وقسم الزيوت العطرية إلى قسمين، الأول كيماوي وهو عبارة عن تركيبة كيماوية رخيص الثمن، والثاني زيوت طبيعية وهي مأخوذة من جهاز التقطير، إذ توضع في إحدى جهتيه الزهور ويخرج من الجانب الآخر الزيت العطري، والذي ينتج بعد عمليات تكثيف، وقد تكون الزيوت مستخلصات حيوانية كالمسك والعنبر.