هبّت رياح التغيير على كيان النصر في الأشهر القليلة الماضية، وشملت التجديدات إدارة النادي والأجهزة الفنية، وبعض المحترفين الأجانب واللاعبين المحليين، الذين وقعوا رسمياً في كشوفات "العالمي"، وباتت جماهيره في حال من التفاؤل الكبير، تترقب نتائج المعسكر الخارجي، الذي أقيم أخيراً في اسبانيا على أرض الواقع في منافسات الدوري المقبل، وكلها أمل بأن يكون الموسم الجديد حافلاً بالإنجازات والبطولات، وأن يعود "فارس نجد" لمنصات التتويج بطلاً حقيقياً يُعيد ذكريات الزمن الجميل، زمن "الأمجاد الماجدية" و"الألقاب الذهبية" و"الهيبة الصفراء"، التي حققها الجيل السابق من اللاعبين الابطال، والتي زادت من شعبية النصر، وجعلته من أبرز وأميز الأندية السعودية على الصعيد الآسيوي. ويسعى رئيس نادي النصر "الجديد" الأمير فيصل بن تركي الى إعادة الهيبة مجدداً لصفوف الفريق، من خلال إبرام صفقات كروية من العيار الثقيل، بتعاقده مع قائد المنتخب السعودي حسين عبدالغني، الذي أنهى أخيراً تجربته الاحترافية مع فريق نيوشاتل السويسري، وتوقيعه مع هداف دوري الدرجة الأولى في العام الماضي مهاجم القادسية محمد السهلاوي 22 عاماً، إضافة إلى جلب ثنائي أبها خالد الزيلعي وعبدالله القرني، وثنائي الرياض الحارس حسين ربيع والمهاجم سعود حمود، والتعاقد مع الأرجنتيني فيغاروا والكوري لي شون، مع بقاء الثنائي البرازيلي إيدير والمصري حسام غالي، كما حسم النصراويون موضوع جهازهم التدريبي سريعاً، بعد رفض المدرب الأرجنتيني باوزا الاستمرار مع الفريق، إذ تم التعاقد مع المدير الفني الأوروغوياني جورج سلفا، الذي يحمل سجلاً تدريبياً رائعاً، ما ضاعف من قوة الفريق، وأسهم في زيادة حظوظه في المنافسة على جميع المسابقات والاستحقاقات التي سيشارك فيها، سواءً على الصعيد المحلي، أو بطولة الخليج للأندية التي سيمثل فيها الوطن، إلى جانب فريق الاتفاق، كما يحرص المدرب جورج سلفا على الاستفادة من الايام المقبلة التي تفصله عن انطلاقة دوري زين للمحترفين، برفع معدل الجاهزية الفنية في صفوف فريقه، من خلال تطبيق مزيد من الجمل التكتيكية والأساليب الفنية، التي سينتهجها في منافسات الموسم الجديد، وإقامة بعض المباريات الودية المحلية. ويعقد النصراويون آمالاً كبيرة وعريضة على هداف فريقهم البارع ونجمهم اللامع سعد الحارثي، الذي أبعدته الإصابة القوية العام الماضي عن صفوف الفريق، بعد ان انتظم في برنامجه التأهيلي في معسكر اسبانيا الاخير، وبات قريباً من العودة لممارسة الكرة، وإسعاد جماهير "الشمس" التى اشتاقت إليه كثيراً، ومن المنتظر أن يشكّل مع الهداف الشاب محمد السهلاوي ثنائياً هجومياً مرعباً، يرهق المدافعين ويقلق المدربين في النزالات الكروية، كما أن الفريق حالياً يجمع مزيجاً بين عناصر الخبرة، ممثلة القائد حسين عبدالغني والبحري وحسام غالي وحيوية الشباب، ما يجعله قادراً على الوقوف بثبات في المنعطفات الصعبة، والصمود في أشرس المواقع الكروية، والمنافسة القوية على الألقاب والبطولات والإنجازات، وهو ما تحلم به وتتطلّع إليه وتتمنى رؤيته الجماهير النصراوية في الأشهر المقبلة.