تترقب الساحة الكروية السعودية هذه الأيام نتائج التحركات والمفاوضات التي قامت بها إدارات الأندية المحلية للتعاقد مع أبرز وأميز المحترفين الأجانب في فترة الانتقالات الشتوية التي تبدأ اليوم الثلثاء وتستمر لمدة شهر كامل وسط توقعات بإبرام صفقات كبيرة جديدة تسخن أجواء برد الشتاء القارس، خصوصاً بعدما سجلت أكثر الأندية السعودية فشلاً ذريعاً في فترة الانتقالات الأولى في بداية الموسم الرياضي الحالي، وتكبدت خسائر مالية كبيرة على صفقات كروية فاشلة لم تقدم أي جديد لفائدة فرقها في الفترات الماضية، وسيرحل اليوم عدد من مشاهير الكرة الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً قبل حضورهم إلى السعودية، وكانوا عالة على فرقهم، وأرقاماً هامشية في خريطة الأداء أثناء منافسات الدوري، لتتعالى الأصوات مطالبة بإبعادهم سريعاً والتعاقد مع أسماء مميزة بديلة في فترة الانتقالات الشتوية. وحجز صانع الألعاب الكاميروني الشهير في فريق الهلال أيكيل إيمانا تذكرة الرحيل عن الملاعب السعودية باكراً، بعدما تأكد للجميع تمرد اللاعب على مدربه الألماني توماس دول لتصل إدارة الهلال إلى قناعة تامة بعدم جدوى بقاء اللاعب وضرورة تسريحه عن الفريق وتسويقه إلى أحد أندية الخليج، ليرحل اللاعب بذكريات سيئة مع ناديه وجماهيره الكبيرة والغفيرة التي طالبت بعودة السويدي الأشقر كريستيان ويلهامسون بديلاً عنه في الأسابيع المقبلة. وتتجه الأنظار في الهلال صوب المهاجم الكوري لي بيونغ سو الذي لم يقدم حتى الآن الإضافة الفنية التي ترضي طموحات الهلاليين، وربما يلحق به المهاجم المغربي يوسف العربي الذي هو الآخر ظهر لاعباً عادياً في الكثير من مواجهات الحسم، وسط مطالبات دول بتغيير الثلاثي وإبقاء هرماش وحيداً ودعم صفوف الفريق بمحترفين من طراز رفيع في الأيام المقبلة. وفي الجار المنافس فريق النصر لم يكن الوضع بأفضل حالاً في ظل سرعة رحيل المحور الأرجنتيني المقلب مارسير الذي كلف خزانة النادي مبالغ باهظة وكان ثغرة واضحة ونقطة ضعف في متوسط الميدان، ليحمل اللاعب حقائبه قبل بداية فترة التسجيل صوب فريق الوصل الإماراتي الذي يدربه ابن جلدته العالمي دييغو أرماندو مارادونا، ولم تتضح الصورة تماماً حيال بقاء المدافع الجزائري العملاق عنتر يحيى من عدمه في ظل تباين الأداء وعدم تقديم الفائدة الحقيقية التي يرجوها النصراويون، والحال ينطبق على المحترف الكولومبي الشهير خوان بابلو بينو الذي لقي خبر التعاقد معه أصداءً واسعة، ولكنه لم ينجح في إنقاذ العالمي من سقوطه المريع في أكثر النزالات الكروية. وفي الشباب، يدور الهمس حول رحيل الغيني الشهير إبراهيما ياتارا، وفي الاتحاد فشل المحترف الكويتي فهد العنزي في رحلته الاحترافية الأولى وغادر إلى بلاده في الأيام الماضية، ولم يقدم صانع الألعاب البرازيلي ويندل ما كان يقدمه من مستويات مميزة في الدوري الفرنسي ما جعل المطالبات تتزايد بضرورة تسريحه عن صفوف الفريق، وحزم المهاجم الجزائري زيايا حقائبه إلى فريق بني ياس الإماراتي، وفي التعاون غادر المهاجم الهداف ميملي الذي تألق كثيراً مع الفيصلي. وعلى النقيض تماماً نجحت بعض الصفقات القليلة المغمورة في فترة الانتقالات الأولى والتي لم تكلف خزانة أنديتها مبالغ كبيرة ولكنها كانت معدودة على أصابع اليد ولا تقارن مع سلسلة الفشل الذريع الذي صاحب أكثر الأندية، إذ نجحت صفقة المهاجم الجزائري في القادسية الحاج بوقاش وكانت من أبرز الصفقات في الموسم الرياضي، ووفقت إدارة نجران في التعاقد مع صانع الألعاب السوري جهاد الحسين، ودعمت إدارة الأهلي فريقها بالثنائي البرازيلي كماتشو والكولومبي بالومينو اللذين انضما إلى البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني وهو الرباعي الأفضل من دون منازع في الدوري السعودي.