سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمراض تقعد "أبو سعيد" ... والدموع "تنفس" عن زوجته ... وأطفاله توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة . أسرة سعودية تسكن في "حوش" ... والابن الأكبر يبحث عن وظيفة
تسكن عائلة سعودية مكونة من سبعة أشخاص في"حوش"يقع في جنوب العاصمة الرياض، يصلح لكل شيء ما عدا السكن الآدمي. وما يزيد في معاناة العائلة أن معظم أفرادها هم من صغار السن، الذين أرهقتهم الأمراض كما والدهم المقعد البالغ من العمر 60 عاماً. بداية حاول رب الأسرة الحديث، إلا أن دموعه انهمرت على لحيته البيضاء، لعجزه عن الكلام، فهو معوق ويواجه صعوبة في الحديث. وتقول أم سعيد:"زوجي مقعد ولا يستطيع الحركة وقليل الكلام، لكنه يعبّر عن شعوره بدموعه التي لا تجف، لخوفه على صغاره وهو يشاهدهم يقيمون في حوش يفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة"، مضيفة:"نحن الآن في فصل الصيف والجميع يعرف حر الرياض وشدته، ولا نستطيع التحمل والصبر في مثل هذا الجو". وتتابع:"أجريت لزوجي أربع جراحات اثنتان في الظهر واثنتان في الوريد، وكان في السابق يعمل في شركة خاصة، وبعد مرضه ترك العمل لظروفه الصحية، وأكبر أبنائي عمره 22عاماً، وما زال يبحث عن وظيفة ليساعدنا"، لافتة إلى أن أبناءها الصغار انقطعوا عن الذهاب إلى المدارس بسبب البعد وعدم وجود وسيلة مواصلات. وتسترجع أم سعيد ذاكرتها:"سابقاً كان منزلنا في حي منفوحة شارع الستين، وأخرجنا صاحب المنزل بعد أن تقدم بشكاوى كثيرة ضد والدنا، ما وضع زوجي في حرج وأوقف في السجن لمدة ثلاثة أيام حتى كتب تعهداً بإخلاء المنزل"، مؤكدة أنهم أخلوا المنزل على الفور وانتقلوا إلى السكن في هذا المكان. وتعلم الزوجة المحبطة أن هذا السكن البدائي يمثل خطورة على صحة أطفالها، بل ربما يصل الأمر إلى تهديد حياتهم، ولكنها تقول:"ما في اليد حيلة، وهذا الحوش تبرع به رجل حتى نبحث عن سكن مستقل، وفي ظل ظروفنا القاهرة نريد أن ينتشلنا أحد من هذا السكن الذي يكثر فيه البعوض والحشرات، ولا أخفيكم أن أكثر أمراض أبنائي بسبب الأمراض المعدية التي تنتشر في هذا المكان". لم تتمالك أم سعيد نفسها، فانهمرت دموعها وتسارعت أنفاسها:"من يساعدنا بعد أن تكالبت الظروف ومرض الزوج وعانينا المر والذل وسكنا في حوش لا يصلح إلا للماشية والأغنام؟"، مستدركة أنهم لم يتسلموا أية إعانة حكومية، مع أن عمر زوجها 60 عاماً، ولم يقدم على الشؤون الاجتماعية بسبب جهله بالأنظمة. وتختم أم سعيد حديثها وهي تضم أصغر أبنائها:"أتمنى من المحسنين وفاعلي الخير في هذه البلاد المباركة الطيبة التي عرف عن أهلها فعل الخير في الداخل والخارج، أن ينتشلوا أبنائي من هذا الوضع المأسوي، وانا أعلم أن الرجال الطيبين المخلصين هم من سيقومون بمساعدتنا وتأمين سكن لنا، فالله وحده يعلم بحالنا".