باتت أسرة أبي سلطان مهددة بالطرد من المنزل بعد فصله من وظيفته في القوات البحرية السعودية، لعجزه عن العمل. ولم يكن الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، يعلم أن سفره عبر السيارة في عطلته السنوية، سيتحول إلى كابوس كلفه الكثير من حياته وماله ووقته، بعد أن أصبح مقعداً أسير الفراش. يقول أبو سلطان:"بدأ مسلسل مشكلاتي بعد تعرضي لحادثة عام 1414ه، وشخّص الأطباء حالتي بعد الحادثة بأنها شلل تشنجي وخضعت لجراحة قسطرة فوق العانة وفي القولون ومن كثرة نومي على الفراش تعرضت لتقرحات الفراش، وأصبت بالتهاب المسالك البولية، وأعاني حالياً من قصور كلوي حاد نتيجة التهاب المسالك البولية". ويضيف بصوت يكسوه الحزن والخوف على أطفاله:"قدماي رجعت إلى الخلف والتصقت ببعض وأجد صعوبة في كل شيء". لم يستطع أبو سلطان إكمال معاناته وأجهش بالبكاء وهو يقبل أبناءه،"منذ شهرين لم يطرق باب بيتي أحد إلا إمام المسجد ومسؤولو السكن الذين يطالبونني بإخلاء المنزل فوراً أو الطرد بحسب الخطابات التي تصلني منهم"، مؤكداً أنه وأسرته يعيشون حالياً في ظلام دامس بعد قطع التيار الكهربائي عن المنزل في 12/11/1429ه . عمل أبو سلطان مأمور"سنترال"بعد الحادثة بنحو ثلاث سنوات في القوات البحرية الملكية السعودية"مركز التشغيل والصيانة"في طريق الخرج ومنح سكناً"ولكن بعد زيادة الأمراض أصبحت غير قادر على مواصلة العمل وتم فصلي في 25/3/1429ه". "الحياة"التقت زوجة أبي سلطان، التي أكدت أن زوجها وحيد أمه ووالده متوفى وليس له إخوة، موضحة:"ليس لنا أي دخل ثابت، إلا ما يمدنا به إمام المسجد صدقات من عنده". وعن قطع الكهرباء، تقول أم سلطان:"تسلمنا الإنذار الأول قبل رمضان ورفضنا الخروج من المنزل، وبعدها تسلمنا الإنذار الثاني بالخروج واتصلت على المسؤولين في السكن أطلب منهم تقدير ظروف زوجي المرضية، ولكن جاء ردهم بالرفض". ولفتت إلى أن ما يشغل بالها هو علاج زوجها ومنزل يؤويها مع أسرتهم ولو كانت غرفة واحدة. وتتساءل:"ما مصيرنا بعد الخروج من المنزل؟ وأين نسكن؟ وكيف نستطيع التنقل ونحن لا نملك سيارة؟ من أين نصرف؟ من أين نأكل وزوجي مريض ومقعد"، مشيرة إلى أنهم في أحيان كثيرة لا يجدون قوت يومهم. وتتابع:"أحتسب معاناتنا وما نمر به عند الله، فأنا امرأة لا حول لي ولا قوة، وزوجي مقعد ولا تفارقه آلام التقرحات بسبب طول مدة إبقاءه على السرير، إضافة إلى ظهور عظامه وتعكف قدميه". ويتمنى أبو سلطان العلاج فوراً في أي مستشفى حكومي، كما يأمل من المسؤولين بإبقائه في السكن حتى لا يتشرد صغاره من بعده. حياة صعبة يعيشها أبو سلطان وأسرته، فالمرض يرافقه عوز وعجز، والطرد من المنزل تحول إلى كابوس لكل أفراد العائلة، التي لا ترجو سوى علاج مجاني وسكن يؤويهم ويجمعهم.