كانت الأمور بالنسبة إلى المتأهلين لنهائي كأس الملك للأبطال محسومة من مباراتي الذهاب بين الهلال والشباب والاتحاد والحزم، لكن ثمة أمل راود الفريقين الخاسرين باعتبار أن كل شيء يمكن حدوثه في عالم الكرة، فالهلال كان لدى أفراده الاستعداد لقلب المعادلة على رغم قوة وتحضير فريق الشباب الذي اطمأن لنتيجة المباراة الأولى، فالهلال فاز، وقدّم مستوى كان سيساعده على بلوغ الهدف من المباراة، لكن الواقع كان أكبر من الهلال، فالمنافس قوي ومتمرس، ويبحث عن الحلول الوسط من هذه المباراة، لكن من خذل الهلال، هو غياب المساندة الجماهيرية، فلا زالت الجماهير الهلالية تتعامل بفلسفة الفوز أو فلا، فالفريق إذا وضع في موقف غير متكافئ تهجره الجماهير، أما إذا وجدت الجماهير الهلالية فرصة لدى فريقها، فإنها تحضر وتساند بقوة، وواضح من ان الفريق الهلالي حضر إلى المباراة في شكل جيد بدعم إداري وشرفي كبير لتجاوز الإخفاق السابق، لكن ما عاب على التحضير الهلالي هو تحفيز الجماهير للحضور والمساندة، كنا نتصور لو أن الحضور الهلالي المعتاد وقف خلف الفريق، خصوصاً أن الفريق استطاع قلب تخلفه بهدف الى هدفين في ظرف دقيقتين، بل إن هناك من قفز من الفرح متأملاً حدوث المفاجأة وذهاب الهلال الى النهائي، فقد كان قريباً من ذلك لو أن الخصم كان غير الشباب. ومشكلة الأندية السعودية أنها تعاني من مسألة ثقافة التشجيع، وهذا يندرج على العموم وإن كانت في الهلال تشكل ظاهرة، فالجماهير يجب ان تكون خلف فريقها مهما كانت ظروفه، ويكفي للتدليل على ذلك جماهير الرائد التي صنعت من فريقها نجماً ملأ السمع والبصر على رغم قلة ذات اليد في هذا النادي. المشكلة الخاصة بثقافة التشجيع التي تعاني منها أغلب الأندية، هي مسؤولية الأندية ومسيروها الذين لا يستطيعون تحفيز الجماهير بالصورة المطلوبة، وأسوق الهلال هنا كمثل فقط، فلو عمل الهلاليون على مسألة تحفيز الجماهير لما كان وضع الهلال في المباراة السابقة كما كان عليه، ومسألة التحفيز تلك لها أبواب كثيرة، فما الذي يجعل جماهير الهلال أحياناً تكاد تملأ مدرجات إستاد الملك فهد الدولي، وأحياناً لا تحضر على رغم أهمية المباراة، فلم يكن الهلال بحاجة الى الجماهير مثل حاجته ذلك المساء، لكن الجماهير الهلالية سلمت بالأمر الواقع، وتابعت المباراة من المنازل والاستراحات. إن الجماهير التي تتعامل بمثل هذا الأمر، هي جماهير لا يمكن ان تصنع الفارق لناديها على الإطلاق على رغم وجود مجالس للجماهير، وروابط للمشجعين إلا أنها تتعامل بمبدأ فوزوا أو لا، ثم نحضر، وهذا لا يتحقق أبداً. آخر مكاشفة تقول الأخبار إن نادي النصر وبإيعاز من مدربه الأرجنتيني باوزا، ربما يتعاقد مع أربعة لاعبين غير سعوديين في خط الوسط، بحسب أدوار كل منهم، وهذا عين العقل والتفكير الصائب في قيمة الاختيار، فالاتحاد والهلال والشباب وهم أفضل فرق الموسم لا يأتون باللاعبين من الخارج إلا في هذه المنطقة، وهذا هو التفكير الذي يجب أن يسود أمر التعاقدات، ببساطة عندما توزع أربعة لاعبين أجانب بين خطوط الفريق تنعدم الفائدة منهم. [email protected]