قد يكون الحديث عن مباراة النصر والهلال الأخيرة فيه مضيعة للوقت، كون هناك مواضيع أخرى استجدت كان يجب تناولها، لكن مسألة تفويت هذه المباراة من الصعب، وما يمكن قوله عن هذه المباراة ربما لا يحتمل هذا التأخير إذ لا زالت تحظى بردود فعل مستمرة بين الجماهير. ساتناول جانباً مهماً في المباراة، وهو ما يعكس حالة التنافس الشديد بين الفريقين او الناديين على رغم الفارق الشاسع في مركزيهما في سلم الدوري، فالأول يلعب مع السابع، والسابع يذيق الأول اول هزيمة ستحدث فرقاً كبيراً في مسيرة الأول (إذ) ربما أطاحت بالآمال المعقودة على الفريق صاحب المركز الأول في إكمال مسيرته نحو النهاية المنتظرة، والنصر في تلك المباراة على رغم فوزه المستحق الذي تحقق له تعرض الى تجاهل تام من الكثيرين، غالبية من أزعجهم الفوز النصراوي بنوا على ان ذلك بسبب ضعف الهلال، وهو ايضاً (تحليل) غير مقبول وهو انتقاص في حق الهلال الذي يقدم هذا الموسم مستويات رائعة، بدليل ان خسارته الأولى جاءت في الجولة ال14 في طريقه السريع والواثق نحو تحقيق اللقب المنتظر، وجل من سألوا عن المباراة عزوا خسارة "الأزرق" إلى أنه قدم واحدة من أسوأ مبارياته، وهو أمر غير صحيح البتة، فالهلال كان حاضراً بالمستوى نفسه وبالتشكيلة نفسها وقدم مباراة ممتازة وحاول واجتهد لاعبوه اكثر من أي مباراة اخرى، لكن مرارة الهزيمة صورت للبعض هذا المعتقد الخاطئ، بل ان محللاً رياضياً قال بعد نهاية المباراة انه شاهد أسوأ مباراة للهلال هذا الموسم، وهذا أمر غير صحيح، حتى ان رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي قال مثل هذا الكلام في تصريحه بعد المباراة. النصر في تلك المباراة استطاع ان يتعامل فنياً بما يتوافق مع أسلوب الهلال، فقضى على مكامن الخطورة في الفريق الهلالي، فشاهدنا لاعبين في الفريق الهلالي غير قادرين على فرض اسلوبهم كما تعودوا في المباريات السابقة، ولو لعب أي فريق آخر بأسلوب النصر نفسه لما استطاع الفريق الهلالي الفوز، بل ان الهلال لتأكيد هذا الأمر كان هو المستحوذ على فترات الشوط الثاني، وامتلك اللعب ونوع في أسلوبه وحاول لكن طريقة الفريق النصراوي هي ما أفسدت على الهلال تحقيق نتيجة ايجابية، شاهدوا المباراة مرة اخرى بهدوء لتعرفوا ان الهلال لم يكن سيئاً كما وصفه أنصاره ومحبوه وعشاقه، لكن الفارق الذي حدث ان النصر طبق خطة لعب لم يقرأها حتى المدرب المعجزة غيريتس. [email protected]