أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن السعودية أصبحت من الدول التي ينظر إليها العالم باهتمام بالغ، وبات لديها دور في التأثير في العالم بعد أن كانت تتأثر فقط، موضحاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسعى إلى أن تصل المملكة وإنسانها إلى مستوى العالمية والبدء دائماً يكون بالانطلاقة المحلية. وقال الفيصل في كلمة له في افتتاح أعمال الدورة ال 27 لمجلس التفاهم العالمي أمس في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، إن الملك عبدالله فعل ذلك حين أسس انطلاقة كبيرة تنقل الانسان من المحلية إلى العالمية. وأوضح أن وجود مثل هذا اللقاء على أرض المملكة له أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن مستقبل السعودية وسلامة المنهج الذي تسير عليه في التطوير والإصلاح والتنمية لتحقيق نقله حضارية تشهدها البلاد اليوم عبر النوافذ التي نريد العالم أن يطل علينا من خلالها. وقال موجهاً حديثه إلى أعضاء مجلس التفاهم العالمي:"كما تعلمون، فإنكم تجتمعون اليوم على أرض مشروع من مبادرات خادم الحرمين الشريفين التي دأب على إطلاقها بين الفينة والأخرى خدمةً لإنسان هذه البلاد وللإنسانية جمعاء، وليس أدل على ذلك من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية". وأشار الفيصل إلى أن وجود نخبة من الساسة والاقتصاديين والمفكرين في هذه الدورة يعطي مزيداً من الآراء والخبرات، معرباً عن أمله في أن يضيف المؤتمر إلى الأفكار والمشاركات السعودية في المحافل العالمية. وألقى رئيس وزراء السويد السابق الرئيس المشارك لمجلس التفاهم العالمي انجفار كارلسون كلمة أعلن فيها بدء أعمال الدورة، وقدم نبذة عن مجلس التفاهم العالمي. كما ألقى المستشار الألماني الأسبق الرئيس الفخري لمجلس التفاهم العالمي هيلموت شميت كلمة وصف فيها السعودية بأنها دولة مهمة وأنها من أهم الدول الاسلامية، ومن الدول القليلة المعتدلة في منطقة تتزايد فيها النزاعات. وتناول في كلمته الأزمة المالية التي يشهدها العالم حالياً، وشدد على إن التوسع المالي والنقدي فقط، لن ينشط الاقتصاد العالمي إلى الدرجة المطلوبة، مشيراً إلى أن هناك خطراً كبيراً يتمثل في التضخم في المستقبل عند تجاوز الأزمة الراهنة، كما أن هناك خطراً أكثر إلحاحاً، وهو أن تجد دولة ما نفسها عاجزة عن تمويل عجز الموازنة عبر الأسواق المالية واستحالة تمويل عجز الموازنة مع الخارج. وأشار إلى أن هناك مسؤولية خاصة على أميركا في إعادة تركيب الاقتصاد والأمور المالية، وليس السبب في ذلك أن الولاياتالمتحدة تمتلك أكبر اقتصاد بل وأيضاً لأن الطبقة السياسية المتهورة فيها، إضافة إلى أن القطاع المالي أدخل العالم في المشكلة المالية الراهنة، وعند انتهاء تلك الأزمة من المهم بشكل جدي إنهاء تمويل الولاياتالمتحدة لاقتصادها عبر الاقتراض من الصين واليابان. وعن الوضع السياسي في كل من العراق وأفغانستان، أوضح أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحاول إيجاد طرق جديدة لمعالجة هذه القضايا، معرباً عن الأمل في أن تنجح في ذلك، لكنه قال إن الإدارة الأميركية بحاجة إلى التعاون مع اللاعبين الآخرين في المنطقة، كما على الأميركيين إظهار احترام واستيعاب العالم الإسلامي. واستغرق المستشار الألماني أكثر من 90 دقيقة لقراءة كلمته المكونة من 21 ورقة.