شهدت ثلاث روايات سعودية حملت أسماء مدن، إقبالاً في معرض الرياض للكتاب، من قراء ينتمون إلى هذه المدن. هذه الروايات هي:"لا يوجد مصور في عنيزة"لخالد البسام،"لا أحد في تبوك"لمطلق البلوي،"الحمام لا يطير في بريدة"ليوسف المحيميد. وعزا أحمد الصالح سر إقبال بعض أهالي القصيم على روايتي المحيميد والبسام إلى اعتقاد البعض بأن"نصرة"مدينته هي بشراء أكبر قدر ممكن من الرواية التي تحمل اسمها. وأضاف:"كوني أقيم في مدينة الرياض أوصاني أصدقاء ومعارف يقيمون في مدينة بريدة بشراء رواية"بريدة"، مشددين على ضرورة ألا تتفوق رواية"عنيزة"على رواية مدينتهم! حتى إن بعضهم حضر إلى من القصيمالرياض خصوصاً لشراء الرواية". معلقاً بسخرية بأن"التنافس"بين مدينتي بريدةوعنيزة انتقل حتى إلى الأعمال الأدبية! وليس عنوان رواية المحيميد السبب الوحيد الذي جذب أهالي بريدة لشرائها، فأحد الزوار فضل عدم الكشف عن اسمه اقتنى الرواية حتى يرد على مؤلفها الذي"شوّه سمعة بريدة"على حد قوله، من خلال حديثه عن أهالي حي"المريدسية"الذين وصفهم في الرواية بأنهم"شديدو الوسوسة". ولم يقتصر شراء تلك الروايات على السكان الأصليين لتلك المدن، فحتى الذين عاشوا وولدوا فيها كانوا حريصين على شراء تلك الروايات التي تحمل أسماء المدن التي تربوا فيها. وعلى رغم أن الشاب محمد القحطاني يقيم في مدينة الرياض إلا أن السنوات التي عاشها في مدينة تبوك، خصوصاً في الفترة التي تدور فيها أحداث رواية"لا أحد في تبوك"، وهي الفترة التي شهدت غزو العراق للكويت وما تلا ذلك من أحداث واستعدادات، جعلته يحرص على شراء الرواية ليتذكر تلك الحقبة المهمة في حياته. إلى ذلك، نفى مؤلفو تلك الروايات في حديثهم إلى"الحياة"أن يكون هدفهم تجارياً من وضع اسم مدنهم في أعمالهم الروائية، وقالوا إن الأحداث التي تتحدث عنها الرواية هي التي فرضت استخدام اسم المدينة في عنوانها. وقال الروائي يوسف المحيميد إنه اختار الحمام في العنوان لأنه كان مؤثراً في الشخصية المحورية للرواية،"وارتبط ذلك بمرحلة الطفولة لتلك الشخصية في زمن ما وفي المكان ذاته أي بريدة، ومن هنا نشأت فكرة العنوان". ولا يرى غضاضة في استخدام اسم المكان في العمل الأدبي،"خصوصاً أن كثيراً من الأعمال الأدبية استثمرت المكان داخل النص وضمن العنوان"، مشيراً إلى أن العنوان لم يفرض عليه من الناشر، وأضاف:"لو كان هناك عنوان مقترح من الناشر، متلائم مع النص ومتوافق مع ذائقتي، لما ترددت في اعتماده، مثلما حدث في مجموعتي القصصية"أخي يفتش عن رامبو"إذ اقترح عليّ الناشر ذلك العنوان فوافقت عليه". وعن ردود فعل أهالي بريدة لاستخدامه اسم مدينتهم في العمل الروائي قال المحيميد إنه قرأ ردود فعل"غاضبة"في مواقع الإنترنت،"التي للأسف ركزت على العنوان أو على كلمة الناشر التي أشار فيها إلى أن الرواية تتحدث عن شاب تُسلب حياته من حراس الفضيلة"، وزاد:"لعل ما يؤلم في عالمنا العربي أن مجتمعاتنا شفاهية، وتعتمد كثيراً على السمع والتحليل والتنبؤ قبل أن تقرأ، وكل ما أتمناه أن تحظى الرواية بقراءة حقيقية". ولفت إلى أن الرواية ليست مقتصرة على الحياة في بريدة فقط، بقدر ما تحكي عن"قصة الجيل الجديد للسعوديين الذين عايشوا وتأثروا بالتحولات الاجتماعية التي شهدتها المدن السعودية كافة، بداية من عقد الثمانينات من القرن الميلادي الماضي". من جانبه، قال مطلق البلوي إن الروائي هو في الأخير نتاج طبيعي لتكوينه مع بيئته، وقال إن أحداث الرواية هي التي فرضت عليه استخدام اسم تبوك في العمل. وعن ردود فعل أهالي تبوك لاستخدامه اسم المدينة في الرواية قال البلوي إنه تلقى ردود فعل متفاوتة حول ذلك، مؤكداً أنه يحترم ويقدر تلك الردود.وأشار إلى أنه لم يَسْعَ إلى الجانب التجاري عند اختياره اسم تبوك في عنوان الرواية، وأضاف:"لم يخطر في بالي أن يشتري أحد الرواية لمجرد أنها تحمل اسم تبوك، ولا يمكن للمبدع أن ينظر إلى الجانب المادي في أعماله الروائية وإلا لكان وُصِفَ أي وصف آخر عدا أن يكون مبدعاً".