انحاز وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى السرد واصفا الرواية السعودية بأنها أصبحت محل عناية وتقدير المراكز الثقافية والجامعات والمؤتمرات الأدبية، معتبرا ذلك مكسبا كبيرا يحسب للجهد المضني الذي بذله أدباؤنا من أجل إرساء هذا الفن الأدبي العظيم في بلادنا، بحسب خوجة خلال إلقائه كلمته مساء أمس أثناء رعايته حفل تكريم الروائيين رجاء عالم ويوسف المحيميد لفوز الأولى بجائزة البوكر للرواية العربية 2011، والآخر بجائزة أبو القاسم الشابي التونسية، مؤكدا أن في هاتين الجائزتين تقديرا واختبارا للأدب السعودي الذي قال عنه إنه أصبح اليوم في مقدمة الآداب العربية التي يطمح القارئ العربي من الخليج إلى المحيط للاطلاع عليها، وأن يجد فيها القارئ العربي ضروبا من القيم الجمالية الراقية. وأشار خوجة إلى ارتباط اسم رجاء عالم التي تغيبت عن الحفل لظرف وجودها خارج المملكة رغم أنها أعلنت موافقتها على الحضور، منذ بداياتها الأولى بالجوائز الدولية، منذ فازت بجائزة ابن الطفيل في إسبانيا. وقال "صحيح أن رجاء عالم تتعب قراءها بأعمالها الصعبة، وتضنيهم، ولكن لنتعرف أننا أمام نمط متميز في الرواية، رأى فيه الدارسون طبقات من المعنى، التي تحمل طبقات من المعرفة الأدبية المدهشة، وتكشف لنا عن روائية مثقفة ثقافة عميقة، يختلط فيها التاريخ والأدب والفلسفة والأسطورة في لغة فريدة". بينما قال عن روايات المحيميد "إنها ذات سمت روائي متميز، تقدم صورا بديعة ومدهشة لأشكال الناس. وتابع "أبدع في تصوير الحرافيش أو ما أطلق عليه في إحدى رواياته "الحنشل". ولفت خوجة في كلمته إلى ما اعتبرها مصادفة طريفة مخاطبا المكرمين "أن تطيرا إلى جائزتين على جناحي حمامة. رجاء عالم في "طوق الحمام" ويوسف المحيميد في "الحمام لا يطير في بريدة". وأكمل "هكذا هو الحمام يظل أبدا رمزا لكل ما هو جميل، جمال هاتين الروايتين". من جانبه، قال المحيميد في كلمة المحتفى بهما في الحفل الذي حضره جمع من المثقفين يتقدمهم وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان "كأننا نقف أمامكم بحمامنا، بطوقه وأجنحته القصيرة، لنقول لكم شكراً أن منحتمونا هذا الحب". ثم واصل من خلال نص سردي مكثف بحسب وصف عريف الحفل محمد عابس تقديم شكره لكل من أسهم بتكوينه بدءا من أسرته، مرورا بأسماء مبدعين مر عليهم في مشواره وصولا إلى تجربته مع النشر العالمي وقال "شكراً للذي غامر مع نصه، وقضى سنة ونصف ينقله إلى لغة شكسبير، دون أن يضمن ناشراً أو وكيلاً، فاندهشا معاً ذات ليل وقد تهافت عليه ناشران، وكان موطنه الأبهى نيويورك، وأصبح البدوي طراد والسوداني توفيق واللقيط ناصر يطوفون بحكاياتهم الغريبة في أميركا وأوروبا، فبأي لغة أقول شكراً لمترجمي المغامر الأول أنتوني كالدربانك، وللمترجمين الذين جاؤوا من بعده؟". وشكر الصومالي نورالدين فرح، الذي قال عنه "إنه أخفى عنه ترشيح روايته فخاخ الرائحة إلى جائزة سويسرية مهمة، حاملاً ثقة كبيرة إلى أنها ستحصدها بجدارة، وكادت أن تفعل وقد بلغت القائمة النهائية، وحلَّت ثانياً". ثم أضاف: هل من شكرٍ إلى وكيلي الأدبي السيد توماس، وقد قضيت معه ثلاث سنوات جميلة، اختلفنا واتفقنا، تعلمت خلالها أن الكتابة ليست لعبة، وأن النشر ليس مطابع الشريف في شارع الظهران بمدينة الرياض، تلك المطابع الصغيرة التي احتضنت مجموعتي القصصية الأولى "ظهيرة لا مشاة لها"، بل إن النشر عالم ضخم مليء بالجواهر والحيتان. ثم انطلقت قبيل تكريم الروائيين قراءة نقدية قدم خلالها الدكتور صالح زياد ورقة بعنوان "استراتيجيات يوسف المحيميد الروائية، وقدمت الدكتورة فاطمة إلياس ورقة بعنوان "عوالم رجاء عالم المكية".