شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على أن المملكة"بما حباها الله من ثراء معرفي وتنوع ثقافي، بحاجة إلى مزيد من التواصل بين أفرادها، ومثقفيها، في حوارات موضوعية، لترسيخ الوحدة الوطنية التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه". وقال:"إن طريق الحوار طويل بين الثقافات". وخاطب الحضور، قائلاً:"وانتم أيها المثقفون والمثقفات تحملون المسؤولية نحو متابعة التواصل الثقافي والحضاري". وأوضح أن مناسبة ثقافية مهمة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب"تذكرنا بالدور الكبير الذي يجب أن نقوم به تجاه ديننا وأمتنا، ومن أوجب ذلك تقديم الإسلام بالشكل الصحيح للشعوب الأخرى، ثم بذل مزيد من الجهد من أجل التعرف على الثقافات المختلفة، والاستفادة مما لديها من علوم ومعارف"، مبدياً سعادته"بمشاركة دولة البرازيل ضيفاً في معرض الكتاب، في إطار التواصل الثقافي الذي تؤكده المملكة، ضمن سياساتها على الدوام". وأشار خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في حفلة افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس، إلى أن السعودية"حين أخذت على عاتقها اجتماع علماء المسلمين في مكةالمكرمة، أكدوا وأيدوا توجه المملكة نحو ضرورة التواصل مع الثقافات المتعددة، فتم بحمد الله اجتماع مدريد، وتلاه اللقاء الكبير في الأممالمتحدة"، لافتاً إلى أن هذه اللقاءات"حققت نتائج إيجابية... ويأتي كل ذلك تحقيقاً لنشر ثقافة الإسلام، التي تؤكد دوماً على التسامح وقبول الرأي الآخر، والبعد عن الصراع والاقتتال، لتنعم الإنسانية جمعاء بالخير والوئام". وأضاف الملك عبدالله:"إننا في المملكة العربية السعودية نؤكد دوماً على التمسك بالشريعة الغراء والعمل على هدي القرآن الكريم وسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وقد وجهتنا تعاليم الإسلام أن نكون أكثر رغبة في التعلم والبحث عن المعرفة."فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب". وقد أكد الإسلام على ضرورة التسامح مع الآخر وفتح قنوات الحوار مع المخالف بطريقة حسنة"وجادلهم بالتي هي أحسن". من جهته، رحّب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة باسم وزارته بالضيوف والمشاركين في المعرض، مؤكد أن"تفاعل المثقفين وحضور العديد منهم من أنحاء العالم العربي ومن دول صديقة، يمنح المعرض أهمية أكبر في التواصل المعرفي، واستمرار الحوار الثقافي"، مشيراً إلى أن القيمة الكبرى للمعرض،"تتمثل في الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، إيماناً منه حفظه الله بأهمية الثقافة، ودعماً منه رعاه الله لمسيرة الكتاب". وقرأت الدكتورة فاطمة القرني كلمة أهل الثقافة، بدأتها بأبيات شعرية، منها:"للحبر روحٌ.. وللأوراق أنفاسُ وللحروفِ أجلْ.. نبضٌ وإحساسُ/ وللسطور التي زَكّى مَحاضنَها طيبُ الغبار ِ.. لها صحبٌ وجُلاسُ". وتطرقت في كلمتها إلى أحوال الكتاب،"في مرحلة اشتدت فيها حدة التنافس بين أقنية المعلومات المختلفة، أيها يقدم الخدمة الأغنى والأسرع والأدنى كلفة في الآن نفسه". أما السفير البرازيلي سيرجيو لويس كانايس، فعد استضافة بلده في المعرض لهذه السنة، مبادرة كريمة. وقال:"إن جهود وزارة الثقافة والإعلام في تنظيم معرض دولي للكتاب كل عام، لتمثّل إنجازاً كبيراً يضاف إلى الجهود المستمرة التي تبذلها حكومة هذا البلد العظيم لإتاحة المجال أمام مواطنيه، كي يواكبوا التطورات السريعة التي يشهدها عالم المعلومات والمعرفة، ويطّلعوا على أحدث منجزات العلم والثقافة"، مشيراً إلى أن"حدثاً بارزاً كهذا يندرج ضمن المبادرات المتعددة الوجوه، التي نشاهدها على مستويات مختلفة في عالمنا اليوم، وعلى رأسها حوار الأديان، الذي بادر إلى الدعوة إليه خادم الحرمين الشريفين، باعتباره أداة فاعلة للتقريب بين الشعوب والثقافات، على أساس من الاحترام والتفاهم والتضامن والتكافل". وفي ختام الحفلة، تم تكريم عدد من المؤرخين، ثم افتتح المعرض والجناح البرازيلي.