تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله افتتح مساء أمس الثلاثاء، معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، معرض الرياض الدولي للكتاب. وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم أعقبها كلمة المشرف العام على المعرض، الدكتور عبدالعزيز السبيل ، حيث ذكر في كلمته، فخر وزارة الثقافة والإعلام بتنظيم هذا المعرض، الذي تضافرت فيه جهود قطاعات الوزارة، وبتعاون من جهات حكومية عديدة، باعتبار المعرض حدثا وطنيا يتجه إليه المثقفون والمثقفات، وعموم القراء من أرجاء الوطن، ليحتفي الجميع بأصالة راسخة وفكر متجدد، وتواصل ثقافي مع الذات ومع الآخر، بحثا عن الحكمة، وتطلعا لرؤى مشتركة، يمكن لها أن تحقق الآمن والخير للوطن والإنسانية. أعقب ذلك كلمة أهل الثقافة، التي ألقتها نيابة عنهم، الدكتورة فاطمة القرني، التي تناولت في كلمتها، احتفاظ الكتاب بأصالته، ومكانته في حياة المثقفين، على الرغم من سيادة الوجود الالكتروني . بعد ذلك ألقيت قصيدة شعرية بعنوان(خذ الكتاب بقوة) للشاعر جاسم الصحيح. تلا ذلك كلمة ضيف شرف المعرض، السفير البرازيلي:سيرجيو لويز كنايس، الذي عبر عن سعادته باختيار دولة البرازيل ضيف شرف لهذا المعرض.. وذكر كنايس في كلمته نجاح السفارة في دعوة عدد من المحاضرين في المعرض من دولة البرازيل، ليقدموا سلسلة من المحاضرات حول قضايا تتصل بالعلاقات البرازيلية والعربية، وبالثقافة البرازيلية والأدب البرازيلي، وبالبرازيل دولة المهجر، ولكي يحدثونا عن الكرة البرازيلية. وأضاف سيرجو قائلا: إن حدثا بارزا كهذا يندرج ضمن المبادرات المتعددة الوجوه، التي نشاهدها على مستويات مختلفة، في عالمنا اليوم، وعلى رأسها حوار الأديان، الذي بادر إلى الدعوة إليه، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باعتباره أداة فاعلة للتقريب بين الشعوب والثقافات على أساس من الاحترام والتفاهم والتكافل. بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، كلمة خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة افتتاح المعرض والتي قال فيها: أيها الإخوة والأخوات، أحييكم في هذه المناسبة الثقافية السنوية، التي تحتفل بها الرياض كل عام، وتمثل حدثا ثقافيا وطنيا، يزداد فيه الثراء المعرفي، ويتم التواصل فيه مع الأمم والشعوب. إننا في المملكة العربية السعودية نؤكد دوما على التمسك بالشريعة الغراء، والعمل على هدي القرآن الكريم، وسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقد وجهتنا تعاليم الإسلام أن نكون أكثر رغبة في التعلم والبحث عن المعرفة(فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكوكب) وقد أكد الإسلام على ضرورة التسامح مع الآخر، وفتح قنوات الحوار مع المخالف بطريقة حسنة (وجادلهم بالتي هي أحسن). حين أخذت المملكة على عاتقها اجتماع علماء المسلمين في مكةالمكرمة، أكدوا وأيدوا توجه المملكة نحو ضرورة التواصل مع الثقافات المتعددة، فتم بحمد الله اجتماع مدريد ، وتلاه اللقاء الكبير في الأممالمتحدة، وحققت هذه اللقاءات نتائج إيجابية، ويأتي كل ذلك تحقيقا لنشر ثقافة الإسلام التي تؤكد دوما على التسامح، وقبول الرأي الآخر، والبعد عن الصراع والاقتتال لتنعم الإنسانية جمعاء بالخير والوئام، غير أن طريق الحوار طويل بين الثقافات، وأنتم أيها المثقفون والمثقفات تحملون المسؤولية، ومتابعة التواصل الثقافي والحضاري ولعل مناسبة ثقافية مثل معرض الرياض الدولي للكتاب تذكرنا بالدور الكبير، الذي يجب أن نقوم به تجاه ديننا وأمتنا، ومن أوجب ذلك تقديم الإسلام بالشكل الصحيح للشعوب الأخرى، ثم بذل المزيد من الجهد من أجل التعرف على الثقافات المختلفة، والاستفادة مما لديها من علوم ومعارف، والمملكة العربية السعودية بما حباها الله من ثراء معرفي، وتنوع ثقافي بحاجة إلى مزيد من التواصل بين أفرادها ومثقفيها في حوارات موضوعية، لترسيخ الوحدة الوطنية، التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ونحن سعداء بمشاركة دولة البرازيل ضيفا في معرض الكتاب، في إطار التواصل الثقافي الذي تؤكده المملكة، ضمن سياستها على الدوام. بعد ذلك قام د. خوجة بتكريم المؤرخين الرواد..ثم قام معاليه بافتتاح المعرض والجناح البرازيلي.