دشن الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أمس، معرض الرياض الدولي للكتاب بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين في تظاهرة ثقافية تشهدها الرياض هذه الأيام جنبا إلى جنب مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وألقى كلمة بالنيابة عن راعي الحفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حيّا المثقفين والمثقفات والأدباء في حفل افتتاح المعرض، واصفا هذه المناسبة الثقافية السنوية التي تحتفل بها الرياض في كل عام بالحدث الثقافي الوطني الذي يزداد فيه الثراء المعرفي ويتم التواصل فيه مع الأمم والشعوب.وقال في كلمة ألقاها وزير الثقافة والإعلام إن السعودية تؤكد دوما التمسك بالشريعة الغراء والعمل على هَدي القرآن الكريم وسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وجهتنا تعاليم الإسلام أن نكون أكثر رغبة في التعلم والبحث عن المعرفة (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)، وقد أكد الإسلام ضرورة التسامح مع الآخر وفتح قنوات الحوار مع المخالف بطريقة حسنة (وجادلهم بالتي هي أحسن). وأضاف: “حين أخذت السعودية على عاتقها اجتماع علماء المسلمين في مكةالمكرمة أكدوا وأيدوا توجه السعودية نحو ضرورة التواصل مع الثقافات المتعددة، فتم بحمد الله اجتماع مدريد وتلاه اللقاء الكبير في الأممالمتحدة. وحققت هذه اللقاءات نتائج إيجابية ويأتي كل ذلك تحقيقا لنشر ثقافة الإسلام التي تؤكد دوما التسامح وقبول الرأي الآخر والبعد عن الصراع والاقتتال لتنعم الإنسانية جمعاء بالخير والوئام، غير أن طريق الحوار طويل بين الثقافات وأنتم أيها المثقفون والمثقفات تحملون المسؤولية نحو متابعة التواصل الثقافي والحضاري”. واستطرد : “لعل مناسبة ثقافية مهمة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب تذكرنا بالدور الكبير الذي يجب أن نقوم به تجاه ديننا وأمتنا، ومن أوجب ذلك تقديم الإسلام بالشكل الصحيح للشعوب الأخرى ثم بذل مزيد من الجهد؛ من أجل التعرف على الثقافات المختلفة والاستفادة مما لديها من علوم ومعارف”. وبين الملك المفدى أن السعودية بما حباها الله من ثراء معرفي وتنوع ثقافي بحاجة إلى مزيد من التواصل بين أفرادها ومثقفيها في حوارات موضوعية لترسيخ الوحدة الوطنية التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن “طيب الله ثراه”، وقال: “نحن سعداء بمشاركة دولة البرازيل ضيفا في معرض الكتاب في إطار التواصل الثقافي الذي تؤكده السعودية ضمن سياساتها على الدوام”، متمنيا لهذا المعرض التوفيق والنجاح. يشار إلى أن وزير الثقافة والإعلام كرَّم في نهاية حفل الافتتاح عددا من المؤرخين السعوديين؛ عرفانا بالدور الذي قدموه.