كانت بطولة الدوري السعودي في السابق تحسم من مرحلتين، إذ يتأهل أربعة فرق إلى الأدوار النهائية، أو ما كان يسمى ب"المربع الذهبي"، وأحياناً يفوز صاحب المركز الرابع أو الثالث بالبطولة، ما جعل هذا الأمر يأخذ مراحل شد وجذب بين مؤيد وهم قلة، وبين معارض وهم أكثرية، إلى أن تمت العودة إلى النظام الجديد - القديم قبل ثلاثة مواسم، وهي حسم بطولة الدوري بأكثرية النقاط، من دون أن يكون للأهداف دخل بحسم مسألة البطل، إذ فاز الهلال الموسم الماضي بأفضلية مباراته الأخيرة مع منافسه الاتحاد، على رغم أن الاتحاد يتفوق بما يزيد على أربعة أهداف عن البطل المتوّج، وما زالت الأهداف وسباق الهدافين في الدوري السعودي لا قيمة لهما في حسم البطولة في نهاية الأمر بحسب الموضة الإسبانية كما يردد البعض! اليوم يقف مؤيدو المربع الذهبي موقف المنتظر والمراقب، فبعد وقوف طويل، وجدوا أن هذا المربع الذي كانوا يطالبون به للإثارة وقوة المنافسة موجود وعاد لنا من الخارج، وليس بفعل تنظيم أو لوائح داخلية، بل بتنظيمات ولوائح خارجية، ففي السابق كان البطل ووصيفه هما من يحق لهما تمثيل الأندية المحلية خارجياً على مستوى آسيا، وتوزّع بقية المشاركات على من هم في الصفوف الأدنى. اليوم أصبح للدوري مذاق خاص، كأننا نلعب على طريقة المربع الذهبي، بل هي في تصورنا أفضل من السابق بمراحل، فبطل الدوري وصاحب المركز الرابع سيان، إلا في مسألة البطولة المحلية، لكن صاحب المركز الرابع في الموسم ذاته، ممكن له أن يذهب إلى أبعد من بطولة الدوري، كأن يحقق البطولة الآسيوية، وتمثيل الفرق المحلية في مونديال الأندية، وهو أمر يتجاوز في قيمته المادية والمعنوية ما يتحقق لبطل الدوري، فقد كان المربع الذهبي فرصة للبقاء في المنافسة من باب لعل وعسى، وهو ما لم يعجب الرافضين لفكرة المربع الذهبي، لنجد أنفسنا أمام مربع له من القيمة ما لا يقدر بثمن، فهو مربع الأقوياء والطامحين والحالمين بذهب لا يصدأ مع مرور الزمن، فأي مربع فقدناه وأي مربع جاءنا على طبق من ذهب؟ إن المربع الذهبي"المحلي"السابق يعطي صاحب المركز الرابع، فرصة أخيرة لتحقيق البطولة، وحرمان المتصدر للأدوار التقليدية من الفوز بها، لكن اليوم المربع الجديد يجعل صاحب المركز الرابع أفضل من بطل الدوري تاريخياً وعالمياً، إنها فرص مواتية تأتي مع متغيرات الزمن، وتلوح في الأفق من مبدأ المنافسة الشريفة، بعيداً عن الاحتكار الذي ربما أخّر الكرة السعودية، وتأكدوا أن هناك من سيطالب الاتحاد الآسيوي بقصر مشاركة الدول على فريقين، بطل الدوري والوصيف في دوري المحترفين الآسيوي، والسبب أن بطولة الدوري أمرها سهل، لكن الوصول إلى العالمية يتطلب جهوداً حقيقية، لذلك يجب أن تتحرك الآراء من الآن، لكي لا يستفحل الأمر، فنجد أن صاحب المركز الرابع يخوض غمار البطولة العالمية، بينما يحتفل بطل الدوري ببطولته في سجلاته الوهمية. [email protected]