امتدح عدد من المثقفين والأدباء الجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الثقافة والفنون الإبداعية الأخرى، مشيدين بمتابعته وحرصه على سلامة الشاعر الكبير محمد الثبيتي، الذي تعرض لجلطة مفاجئة قبل أيام، عندما أمر بنقله من مكةالمكرمة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، وتأمين السكن اللازم لأسرته لتكون قريبة من الشاعر. وأكد الناقد حسين بافقيه أن ذلك ليس بمستغرب على الملك عبدالله بن عبدالعزيز"، إذ كانت أياديه البيضاء في خدمة الثقافة والأدباء، ومع كل من يحتاج إلى مساعدة في العالم كله. وحينما يحتاج شاعر بحجم محمد الثبيتي إلى عون صحي، ستأتي الاستجابة الملكية الكريمة، لتؤكد جانبين مهمين، هما الجانب الإنساني الذي يتحلّى به خادم الحرمين - حفظه الله - الذي لا يألو جهداً في مساعدة أبناء هذا الوطن، والجانب الآخر، هو دعمه اللامحدود في خدمة الثقافة والمثقفين، بمختلف توجهاتهم وأطيافهم الفكرية، وهذا ما عرف عنه منذ عقود طويلة، ونرجو من الله أن يتماثل سيد"البيد"للشفاء ويعود سالماً إلى أسرته ومبدعاً كبيراً". فيما أوضح القاصّ فهد الخليوي"أن الأعراس الأدبية والثقافية، التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض الأيام الماضية، سواء في المعرض الدولي للكتاب ورعاية الملك عبدالله له أم المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، الذي يتابعه ويرعاه منذ أن كان ولياً للعهد وحتى توليه الحكم في وقتنا الحاضر، دليل على تشجيعه لكل مكنون فكري وثقافي وفني يحتضنه هذا البلد"، مضيفاً أن كل بادرة ثقافية"تزيد من رفعة الأدب السعودي، ستجد الرعاية والمتابعة الشخصية من جانبه، كما أن اختياره الوزير الشاعر عبدالعزيز خوجة لتولي حقيبة وزارة الثقافة والإعلام دليل على حسن اختياره، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، الذي عرفناه عن قرب في الأيام الثقافية السعودية، التي أقيمت في اليمن وتشجيعه الأدباء والمثقفين رجالاً ونساء". وبيّن الخليوي أن المثقفين والأدباء"يثمّنون جهود خادم الحرمين الكبيرة، داخل السعودية وخارجها، التي أثبتت حكمته وقدرته على إدارة الأزمات بحكمة ووعي كبيرين". وقال الكاتب والشاعر أحمد عائل فقيهي:"لكي نكون هناك في المستقبل، ولكي نخلق ما يسمى بمجتمع المعرفة، لابد أن ندرك أن حركة التاريخ متغيرة، ذلك أن المجتمع السعودي اليوم في حال تحول، وحال بحث عن ذات وهوية جديدتين، وثمة ضوء هناك. وذهنية جديدة مضادة لثقافة الممانعة في مقابل الذهنية والثقافة الجديدتين". وأضاف فقيهي:"نعم هناك ثقافة مضادة، ولكن في ظل هذا الاهتمام المضيء والخلاّق من خادم الحرمين الشريفين بالثقافة، ممثلاً في منابر القيادة بصحة الشاعر الكبير محمد الثبيتي، بوصفه مواطناً وبوصفه أحد الأصوات الشعرية التي يفخر بها هذا الوطن، وأحد الذين اجترحوا لغة جديدة ومختلفة"، مشيراً إلى أن إقامة معرض الكتاب الدولي في الرياض سنوياً"على رغم كل العواصف الصغيرة والسوداء، التي تحاول إغلاق هذا الأفق، الذي بدأ ينفتح عبر عالم الاتصالات ووسائل الإعلام، من خلال الكتاب، وعلى رغم وجود أناس هم خارج التاريخ، ويمثلون فكراً ظلامياً ومؤسساً، يؤكد الانفتاح المعرفي والثقافي في السعودية". وأضاف الشاعر فقيهي:"إن وجود عرس ثقافي ممثلاً في مهرجان الجنادرية، برعاية مستمرة من الملك عبدالله، يؤكد أننا إزاء لحظة تاريخية ومعرفية في المملكة، وصعود جيل جديد من المبدعين والمنشغلين بالفكر الفلسفي"، موضحاً أن على النخبة من المثقفين"أن تكون على مستوى هذه اللحظة، وأن تعلن حضورها ومواقفها بشجاعة، لا أن تظل هاربة من دورها، ذلك أن الثقافة موقف ودور"، مختتماً بالقول إن مشروع إلاصلاح السياسي، الذي يقوده رجل الإصلاح والتنمية والحوار الملك عبدالله بن عبدالعزيز"قد بدا واضحاً وملموساً لحال التغيير إلى دولة المؤسسات ومجتمع المعرفة". وأكدت الروائية أميمة الخميس أن"قلب أبو متعب يظل واحة لأبنائه، ويبقى هو حاضر لهم وبهم في كل وقت"، مشيرة إلى أنه لا بد من دور، في الحالات التي يتعرض فيها الأدباء والفنانون لوعكة صحية أو عوز مادي، تقوم به نقابة الفنانين، إذا ما وجدت يوماً... تقوم بالدعم المعنوي والمادي، لاسيما أن الأدباء والفنانين عموماً يهيمون في عالم المثل والأماني الكبيرة، ولا يمتلكون في غالبيتهم العقلية الاقتصادية الماكرة، التي من الممكن أن تؤمن لهم تخطيطاً آمناً للمستقبل"لذا كثيراً ما نصدم، بل ونوجع بأخبار حول الانكسار الذي يكون ملتحفاً بالأنفة والكفاف، الذي يعلن عزة النفس في مقابل الطلب، والمساعدة المقدمة تندرج في مجال المجتمع الأبوي القبلي، وإن كنت أفضل عليها الشكل النقابي الذي يحفظ للفنان الكثير من ماء الوجه". وفي السياق نفسه، تضيف:"إن القطاع الخاص، مثلاً، تاجر محكوم بقانون الربح والتجارة، ولا نستطيع هنا أن نطالبه بأمر يتقاطع مع أهدافه الاقتصادية،لا سيما أن القطاع الخاص لدينا أناني وجشع، فعلى رغم أنه لا يقدم أي مدفوعات ضريبية للدولة، ولكنه لا يدعم الأعمال الاجتماعية والثقافية في وطنه في المقابل وبالشكل المطلوب، عدا بالطبع قلة من رجال الأعمال المستنيرين".