أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء أمس، تفعيل جائزة الدولة التقديرية للآداب وإنشاء 10 جوائز للكتاب. وقال خوجة في حفلة افتتاح فعاليات ملتقى المثقفين السعوديين في مركز الملك فهد الثقافي، بحضور عدد كبير من الأدباء والكتاب والإعلاميين والشخصيات الرسمية، إن الملتقى يدفع المثقف والفنان إلى التأمل في معنى الثقافة والإبداع في عالم اليوم، مشيراً إلى أن الملتقى لا يعني بمشكلات الإبداع والثقافة، «إنما همه الأساس إعادة النظر في السبل التي تفسح المجال للعمل الثقافي وتشريعاته». وأضاف أن الثقافة عرفت اليوم ما يسمى الصناعة الإبداعية، معتبراً أنها «أقسى على المبدع، لكننا أمام عالم فيه الاقتصاد والصناعة الأهم»، مشدداً على وجود رأسمال ثقافي، يقابل رأسمال اقتصادي.وأشار خوجة إلى أن الثقافة والإبداع أضحت «تحيا بين الناس متجاوزة الفردية»، مؤكداً أن الملتقى «نموذج لفعل ثقافي يعبر عنه المثقفون لا الموظفون». في حين قال الأمين العام للهيئة الاستشارية للثقافة الأمين العام للملتقى محمد رضا نصرالله إن «شهدت المملكة تحولات متلاحقة في أبنيتها الاجتماعية والمعرفية والاقتصادية، وقد غدت المملكة جزءاً حياً من نسيج المجتمع العالمي، مع احتفاظها الراسخ بخصائصها الروحية والتاريخية»، لافتاً إلى أن المملكة «حاضنة وفية لمواريث الحضارات ومهد للغة العربية ومآثر الأمة ومكارم أخلاقها، وهي بحضورها الديبلوماسي والاقتصادي تقيم ملتقى المثقفين لتصحيح الصورة المغلوطة في مخيال الآخرين، وصولاً نحو صياغة استراتيجية ثقافية ترتقي لما حققته المملكة في مجالات التنمية»، مضيفاً: اليوم حيث يتنامى موقع المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً بما تحقق من نشاط سياسي واقتصادي، بات عليها الالتفات إلى أهمية الثقافية في تجسير الفجوة الثقافية»، مشيراً إلى أنه «لهذا ينعقد اليوم (أمس) ملتقى المثقفين السعوديين برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، رائد مسيرة الحوار والإصلاح والتنوير بمعاضدة من ولي عهده الأمير نايف». وأوضح الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أن المملكة «شهدت نهضة ثقافية واسعة على يدي الملك عبدالعزيز، فقد كانت الثقافة والعلم ومحو الأمية، من مشكلات الحكم للمملكة، فإلى جانب وضعه سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووضع خطط لتنمية ثقافية تتوافق مع خصائص المجتمع السعودي». ثم تطرق الأنصاري إلى المسرح وما يمثله، معرجاً على تبني المملكة لمشروع باسم أكاديمية الملك عبدالله للفنون، «لتنهض بمهمة دعم الكفاءات المتخصصة في مختلف الفنون». وفي كلمتها تطرقت المدير العام لمعهد العالم العربي في باريس منى خزندار، إلى تبلور شخصيتها الثقافية، بفضل جدها الذي قالت إنه أول من أدخل إلى السعودية مكتبات تحولت سريعاً إلى أماكن لصناعة الكتاب، وتوقفت خزندار عند والدها عابد خزندار، مشيرة إلى اهتماماته بالكتابة والقراءة وتكريس حياته لهما. وقالت: «عرفت المملكة في تاريخها مثل غيرها حقباً سعيدة كان عدد المثقفين والفنانين خلالها كبيراً، وأخرى أكثر ظلمة لم تعطَ فيها الأولوية للثقافة، ويبدو اليوم مع تطور العلم والسفر ووسائل المواصلات أن بإمكان كل واحد رجل كان أم امرأة التواصل مع الآخر، لقد توصلنا إلى عصر نشيط من العولمة»، مضيفة أنه «يجب على المملكة، وهو البلد الغني من الناحية التاريخية ويمتلك حقباً حضارية مترامية، أن ينجح باسماع صوته إلى العالم، لكي تتمكن من توصيل صوتها حان الوقت للمملكة أن تفسح المجال للشعب أن يتوصل ثقافياً إلى المعرفة، وأن تعطي مثقفينا وفنانينا فرصاً حقيقية للإبداع، وأن تعرف بالمبدعين بيننا بالعالم. وهذا هو هدف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة من الملتقى». وعرض في حفلة الافتتاح فيلم وثائقي حول مكرمين راحلين، منهم محمد الثبيتي وأحمد سالم باعطب وجميل سمان ومحمد العبدالله الفيصل وعبدالله عبدالجبار ومحمد صادق دياب ومحمد صلاح الدندراوي ومحمد سيام ومحمد شفيق ويوسف الشيخ يعقوب وعبدالكريم الجهيمان وعلي الخرجي. وفي ختام حفلة الافتتاح كرّم وزير الثقافة والإعلام عدداً من الأدباء والفنانين الراحلين.