أكدت وزارة النقل أمس أن 90 في المئة من التأخير في المشاريع يأتي من نقص الأسفلت، في الوقت الذي أكدت فيه"أرامكو السعودية"التزامها بآلية معينة تحقق العدالة في التوزيع، مشيرة إلى عزمها مضاعفة إنتاجية مصفاة رأس تنورة لتصل الى 48 ألف برميل يومياً، في مقابل 24 ألفاً حالياً. وتبادل مقاولون في المنطقة الشرقية، مع شركة أرامكو، في حضور ممثلين عن وزارتي النقل، والشؤون البلدية والقروية، ومصلحة الجمارك، الاتهامات بشأن المسؤولية في نقص الأسفلت في الأسواق، ما يتسبب في تأخير إنجاز المشاريع، وتترتب عليه خسائر كبيرة. واتفق مسؤولون في"أرامكو"، ووزارتي النقل، والشؤون البلدية والقروية، ومصلحة الجمارك، وعدد من أعضاء اللجنة الوطنية للمقاولين، على تشكيل فريق عمل مشترك لدرس أوضاع سوق الأسفلت، وظاهرة نقصه، من كل النواحي. وشكل هذا الاتفاق التوصية الأهم والأبرز في اللقاء الذي استضافته غرفة الشرقية، إذ عقدت اللجنة الوطنية للمقاولين اجتماعاً مع ممثلين لتلك الجهات، وتم التأكيد على مسألة الشفافية في موضوع الأسفلت، وتحديد ما إذا كانت السوق المحلية تعاني من نقص في الإنتاج، في مقابل الطلب المتزايد، بحكم الزيادة الهائلة في مشاريع الطرق، والمشاريع الحكومية والأهلية. وأعرب عدد من المقاولين في الاجتماع الذي أداره رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين عبدالله العمار عن أملهم بزيادة إنتاج الأسفلت، بحكم أن الطلب متزايد، نتيجة لما تشهده البلاد من إقامة مشاريع إضافية، فضلاً عن مواصفات أخرى أضافتها وزارة النقل على الطرق الجديدة، مطالبين"أرامكو"بالتعاون معهم في هذا المجال، وأن يتم توزيع كميات الأسفلت وفق متطلبات المشاريع التي ينفّذونها والمعززة بعقود رسمية مبرمة مع الجهات المعنية، وأن يتم تعويض المقاول في حال حدث تأخير في الحصول على حصته، وألا يتم خفض ما خصص بحسب المشاريع التي ينفذها بسبب هذا التأخير. وأوضح العمار أن المملكة تعيش وضعاً اقتصادياً مزدهراً، ونمواً مستمراً، في وقت يعاني فيه العالم من تراجع وركود، مشيراً إلى أن المشاريع في المملكة متواصلة ومستمرة. وقال:"نأمل بالمزيد من التعاون من"أرامكو"في حل المشكلات، وأن يكون هناك مزيد من المرونة، تجنّب المقاولين شبح الخسائر اليومية الناجمة عن نقص مادة الأسفلت". من جانبه، قال المدير التنفيذي لأعمال التوزيع والفرض في"أرامكو"أحمد السعدي إن"الشركة تتطلع إلى مزيد من التواصل مع المقاولين، ولأن وضع السوق يتنامى ويتطور فهذا يحتّم علينا أن نعمل يداً واحدة، ونحاول أن نوجّه المنتجات للاستهلاك المحلي، وتلبية حاجات السوق الداخلية". وأشار إلى أن المنتج يصعب تخزينه، ولذلك يتم تسليمه بأشكال مختلفة، معرباً عن أمل الشركة بأن يصل المنتج إلى المقاول مباشرة من دون أن يذهب إلى السوق السوداء، أو حتى التصدير بمختلف الوسائل. وتحدث مدير تنفيذ المشاريع في وزارة النقل المهندس محمد العمران، مؤكداً أهمية الطرق في الإسراع بعجلة التنمية، وأشار إلى الأهمية المتزايدة للطرق في خدمة قطاعات عدة في مجالات الصناعة والتجارة. وأضاف:"من جانبنا نقوم بتطوير الطرق، ونسعى لإنجاز المشاريع في وقتها، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مشيراً إلى أن 90 في المئة من التأخير في المشاريع يأتي من نقص الأسفلت، قائلاً:"نحاول أن نتعاون مع المقاولين في حل مثل هذه المشكلة". وشهد اللقاء عرضاً مصوراً من"أرامكو"قدمه رئيس مجموعة الأسفلت ياسر فهد الشنشير، وأكد أن الشركة تسعى لتوفير المنتجات النفطية بصورة تسد حاجة السوق المحلية. موضحاً أن 40 في المئة من مبيعات الشركة من معمل رأس تنورة، و28 في المئة منها من الرياض. وذكر أن مبيعات الأسفلت ارتفعت من 33 ألف برميل يومياً عام 2003 الى 57 ألفاً يومياً في العام الماضي، وأن نسبة الزيادة في حدود 73 في المئة، وقال إن أبرز عملاء الشركة هم الموزعون والمصانع والمقاولون، مؤكداً أن مقاولي الطرق يستهلكون أكثر من 90 في المئة من المبيعات. وأوضح أن هناك آلية معينة للتوزيع،"إذ لا يصرف أي طن من الأسفلت إلا بوجود عقد من الجهات المعنية، ونقوم بجدولة الكميات بحسب المساحات، وبحسب الجدول الزمني للمشروع، حتى نتأكد أن الصرف مطابق لهذا الجدول. وكذلك التأكد من أن الكميات المصروفة تم وضعها في مكانها الصحيح". ودار حوار مطوّل بين كل الأطراف المشاركة في الاجتماع، وأكد عدد من المقاولين أن هناك نقصاً حاداً في الأسفلت في السوق المحلية، والمطلوب من"أرامكو"زيادة الإنتاج لحل المشكلة، داعين إلى المزيد من المرونة في عملية التسليم في حال حدث طارئ ولم يتمكن المقاول من أخذ حصته في الوقت المحدد، خصوصاً أن بعض الطوارئ تحدث من عطل في المصافي لدى"أرامكو"نفسها، ويجب إخطار المقاول بوجود هذا الخلل حتى لا يتأخر نشاطه الذي يسبب له خسائر قد تصل إلى 50 ألف ريال يومياً. ورأوا أن المشكلة تكمن في آلية التوزيع، وأن المطلوب إعادة النظر فيها. من جانبها، أكدت"أرامكو"أنها لا تمنع المقاول من أخذ حصته بالكامل، وأنها بصدد زيادة إنتاجية مصفاة رأس تنورة لتصل إلى 48 ألف برميل يومياً، وهي في حدود 24 ألف برميل في الوقت الحاضر.