شنّ الجيش الإسرائيلي السبت غارات جديدة على لبنان وخصوصا في الضاحية الجنوبيةلبيروت، معقل حزب الله الذي أفاد من جهته عن اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية وإطلاق صواريخ على قاعدة جوية في شمال إسرائيل. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي الجمعة إسرائيل بأنه "لن يُكتب لها البقاء". واعتبر خامنئي أن هجوم طهران التي أطلقت الثلاثاء نحو 200 صاروخ بالستي على إسرائيل هو "أقل جزاء" للدولة العبرية. وهذا ما يزيد المخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط، قبيل الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل والذي شكل شرارة الحرب في قطاع غزة. وأفاد حزب الله في بيان بأن مقاتليه "اشتبكوا" مع "قوة مشاة معادية" في محيط البلدية في بلدة العديسة مساء الجمعة و"أُجبرت على التراجع"، قبل أن يعلن لاحقا "أعاد جنود العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 1,50 من فجر يوم السبت، فتصدى مجاهدو المقاومة لمحاولة التقدم، والاشتباكات مستمرة". كذلك، أعلن قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية، تزامنا مع استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدّمها عند أطراف بلدة حدودية في جنوبلبنان. كما أعلن الحزب أنه استهدف "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون" في جنوبلبنان "بصلية صاروخية". في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن قوّاته شنت خلال الليل ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله "كانوا ينشطون في مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور" في جنوبلبنان، في أول ضربة من نوعها منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام. تزامنا، سمع دوي سلسلة انفجارات فجر السبت في ضاحية بيروتالجنوبية، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء أجزاء من المنطقة. وأظهرت لقطات دخانا يتصاعد من المنطقة القريبة من المطار. وأفاد الجيش السبت بأنّ قوّاته شنّت خلال الليل ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله داخل مسجد، في أول ضربة من نوعها منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام. وقال "كان إرهابيو حزب الله يستخدمون مركز القيادة للتخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها ضد الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل". وكان الجيش أعلن الجمعة أن قواته ضربت أكثر من ألفي موقع وقتلت 250 مقاتلا من حزب الله "21 منهم من القياديين" وضربت أكثر من ألفي موقع منذ بدأت عملياتها البرية ضد الحزب في جنوبلبنان، حيث قتل تسعة من عسكرييها في المعارك. من جهتها، نعت حركة حماس السبت أحد قادتها في لبنان بعد مقتله فجرا مع عائلته بغارة إسرائيلية في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، في أول استهداف للمنطقة منذ بدء التصعيد مع حزب الله. وأكدت قوة الأممالمتحدة الموقتة في جنوبلبنان (يونيفيل) أن قواتها "لا تزال في جميع المواقع" رغم أن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 سبتمبر "عزمه على شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منا نقل بعض مواقعنا". واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنه يجدر بإسرائيل "درس خيارات أخرى" غير ضرب منشآت نفطية إيرانية للرد على الضربة الصاروخية، بعدما طرح هذا الاحتمال في اليوم السابق. وأكد أنه "يحاول تعبئة بقية العالم" من أجل خفض التوتر في الشرق الأوسط. في المقابل، قال المرشح الجمهوري للبيت الأبيض الرئيس السابق دونالد ترمب أن على إسرائيل "ضرب" المواقع النووية الإيرانية. ونفّذت إسرائيل فجر الجمعة غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان على الحدود السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين البلدين. وأوضح الجيش في بيان أنه استهدف "نفقا تحت الأرض" يستخدم لنقل الأسلحة لحزب الله عبر الحدود. وذكرت وحدة إدارة الكوارث في لبنان أن أكثر من 374 ألف شخص، معظمهم سوريون، دخلوا إلى سورية في الأسبوع الأخير من سبتمبر. كذلك، أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها الجمعة على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها في جنوب البلاد. وقالت إسرائيل إنها استهدفت مقر مخابرات جماعة حزب الله اللبنانية خلال الليل وإنها تعمل على تقييم الأضرار الناجمة عن الهجوم بعد سلسلة من الضربات على شخصيات بارزة في الجماعة وصفها الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنها تأتي بنتائج عكسية. وذكرت تقارير أن الهجوم الجوي على بيروت استهدف هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لأمين الحزب حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أسبوع. وتأتي هذه الضربات الجوية ضمن هجوم واسع النطاق أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني. ولم يتضح مصير صفي الدين حتى الآن ولم تدل إسرائيل ولا حزب الله بأي تعليق. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي السبت، إن الجيش يدعو النازحين اللبنانيين لعدم العودة لمنازلهم، محذرا من أن قصف القرى في لبنان سوف يستمر. ولم يحدد المتحدث في منشور عبر منصة أكس، القرى التي سيتم استهدافها. ومنذ تصعيد الأعمال العدائية في الأسابيع الأخيرة، دعا الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر السكان في مناطق محددة من لبنان إلى المغادرة، وغالبا قبل الغارات الجوية الإسرائيلية. حزب الله اللبناني يستهدف دب في جنوب البلاد لمهاجمة أهداف لجماعة حزب الله ، مما تسبب في سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح ونزوح الآلاف من مناطق جنوبلبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إن هدف العملية العسكرية هو دفع حزب الله بعيدا عن حدود إسرائيل وإعادة سكان المدن الإسرائيلية في الشمال إلى منازلهم بأمان بعدما نزحوا منها جراء هجمات حزب الله، التي قال إنها لدعم قطاع غزة في مواجهة الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ردا على هجمات حماس على أراضيها في (تشرين الأول)أكتوبر 2023. وأكدت القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان "يونيفيل" أن قواتها في مواقعها في جنوبلبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها، مشيرة إلى أن تطبيق القرار 1701 الحل الوحيد لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.