سجل الطلب على الأراضي والشقق المفروشة القريبة من الجامعات نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية تجاوز 150 في المئة عقب ارتفاع حجم الطلب عليها من طلاب الجامعات، خصوصاً الذين لم يتمكنوا من الحصول على غرف في السكن الجامعي. وقال مستثمرون عقاريون في بيع الأراضي وتأجير الشقق المفروشة للعزاب إن الأحياء القريبة من الجامعات أصبح يسكنها العزاب بنسبة مئة في المئة، إذ تشهد إقبالاً كبيراً من طلبة الجامعات، ما جعل أسعارها ترتفع بشكل كبير وصل لبعض الشقق التي تتكون من غرفة وصالة إلى أكثر من 1400 ريال في الشهر. وأرجع المستثمر في إحدى الشقق السكنية محمد الشبيب سبب الإقبال إلى قرب تلك الشقق من الجامعات، وتميزها بتوافر الخدمات العامة والمرافق الموجودة في مخططاتها، إضافة إلى بعدها عن المراكز الرئيسية التي تتسم بكثرة الزحام وغالباً ما يكون هناك كثافة سكانية وزحام شديد. وأوضح أن الكثير من المستثمرين حولوا المباني الخاصة بهم من مبان تجارية وسكنية للعوائل إلى مبان خاصة بالعزاب، في ظل الطلب الكبير عليها الذي يشهد إقبالاً من طلاب الجامعات بشكل خاص، مشيراً إلى أن بعض الشقق الصغيرة يسكنها أكثر من طالبين. وأكد الشبيب"أن الطلاب يحجزون الشقق عن طريق مكاتب العقار القريبة من الجامعة أو من خلال المالك مباشرة قبل بداية الدراسة بفترة طويلة، لافتاً إلى أن لديه ما يقارب من 38 شقة صغيرة مفروشة خاصة بالطلاب مشغولة طوال العام، مشيراً إلى أن متوسط دخل الشقق يبلغ أكثر من 600 ألف ريال سنوياً، بحيث تكون مجهزة تجهيزاً كاملاً، ويكتمل الحجز فيها قبل بدء الدراسة بنحو الشهر. من جهته، ذكر صاحب مكتب عقار في شرق الرياض صلاح العواد: أن هناك استقراراً في أسعار الشقق السكنية سواء للعزاب أم المتزوجين، إلا أن أسعار شقق العزاب تشهد نمواً من فترة إلى أخرى بحسب عمر ونظافة الشقة، خصوصاً أن الكثير من المستثمرين اتجهوا إلى الاستثمار في شقق العزاب في المناطق القريبة من الجامعات في ظل الإقبال المتزايد عليها. وأوضح ان أسعار الأراضي في المناطق القريبة من الجامعات مرتفعة جداً وتشهد طلباً كبيراً من المستثمرين، إذ يتراوح سعر المتر في بعضها إلى نحو 1500 ريال على الأقل، مشيراً إلى أن الكثير من الطلاب يفضل السكن قريباً من الجامعة، خصوصاً أن بعضهم لا يملك سيارة ما يجعل الذهاب والعودة من الجامعة سهلاً وقريباً. بدوره، يقول جمعان الزهراني، أحد ملاك الوحدات السكنية، أن وحدته السكنية التي كان يقوم بإنشائها من العام الماضي تم حجز جميع الشقق البالغة 20 شقة قبل اتمام التشطيبات النهائية لها، مشيراً إلى أن الاستثمار في الشقق الصغيرة والمفروشة أصبح استثماراً ناجعاً وسيحقق إيرادات كبيرة في سنوات محدودة. ولفت إلى أن اتجاه كثير من المستثمرين في المجال العقاري إلى الاستثمار في قطاع الشقق السكنية المفروشة للعزاب لن يلبي حاجة السوق، نظراً إلى أن الطلب أكبر من العرض، إضافة إلى الشح الكبير في الأراضي القريبة من الجامعات. ويقول الطالب أحمد العسيري من خميس مشيط"إنه يصرف سنوياً على السكن لا يقل عن 17 ألف ريال، ويفضل السكن بقرب مقر دراسته لعدم امتلاكه وسيلة مواصلات. وأشار إلى انه يلجأ إلى استئجار شقة وعدد من زملائه حتى يتم توزيع الإيجار على الجميع، وبذلك تقل الكلفة على كل شخص، مبيناً أن تلك الشقق يتوافر فيها خدمة التوصيل من المطاعم وغيرها من الحاجات الأخرى، وهذا ما جعل الكثير من الطلبة يجدون الراحة الكاملة في هذه النوعية من الشقق. ... توجّه إلى الاستثمار في الشقق المفروشة أكد عدد من المستثمرين أن الطلب المتزايد من العزاب على الشقق السكنية المفروشة، خصوصاً القريبة من الجامعات جعل الكثير منهم أمام خيار التغيير من سكن للعوائل إلى سكن للعزاب لمواجهة هذه الطلبات التي قد تتحكم في ارتفاع الأسعار. وقال المستثمر عبدالرحمن القحطاني إن الكثير من المستثمرين في ظل نمو الطلب على الشقق السكنية الصغيرة جعلت الكثير منهم يتجهون إلى الاستثمار في هذا المجال، على رغم ضعف الضمانات التي تلزم العزاب بدفع الإيجارات خصوصاً طلاب الجامعات. وارجع أسباب طلب الطلاب على تلك الشقق إلى عدم توافر سكن في الجامعة أو إلى أنظمة وشروط السكن في الجامعات التي قد لا تناسب غالبية الطلاب من حيث إجبار الطلاب على السكن مع أشخاص لا يعرفونهم. وكانت دراسة أعدها بنك المعلومات الاقتصادية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أخيراً أكدت أن أكثر من 91 في المئة من المستثمرين العقاريين بصدد التوسع مستقبلاً في مجال الشقق المفروشة"سواء للعزاب أم للعائلات" والاستمرار فيه، من خلال تطوير العمل القائم حالياً والتوسع فيه بإنشاء فروع جديدة له. واعتبرت الدراسة أن الشقق ذات الغرفة الواحدة الأكثر طلباً من الزبائن، تليها الشقق المكونة من غرفتين وأن 64 في المئة من تلك الشقق مخصصة للعائلات وأن 30 في المئة مخصصة للعزاب والعائلات معاً.