تعقد في الرياض اليوم قمة عربية مصغرة تضم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد. وتهدف القمة المصغرة إلى تنقية الأجواء العربية وتهيئتها قبيل القمة العربية ال21 المقررة نهاية الشهر الجاري في الدوحة. لتكون نهايةً لعصر الخلافات العربية بالاتفاق على استراتيجية عربية موحدة تجاه قضايا المنطقة. وأعلنت المملكة أمس أن الرئيسين المصري والسوري سيزوران السعودية اليوم الأربعاء لبحث"القضايا الإقليمية والدولية". وجاء هذا الإعلان في بيانين منفصلين نقلتهما وكالة الأنباء السعودية أمس، موضحة أن الرئيس مبارك والرئيس الأسد سيصلان إلى الرياض اليوم في زيارة للمملكة، يلتقيان خلالها خادم الحرمين الشريفين. وسيتم خلال أول لقاء يجمع الزعماء الثلاثة بعد طرح المصالحة العربية في قمة الكويت الأخيرة بحث العلاقات بين السعودية وكل من سورية ومصر وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ستبحث القمة الجهود المبذولة للمصالحة العربية والأوضاع الراهنة. وكان خادم الحرمين الشريفين تلقى رسالة من الرئيس المصري أول من أمس، نقلها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، فيما وجّه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الدعوة للرئيس الأسد الأسبوع الماضي لزيارة بلاده بعد أن التقى بنظيره السوري وليد المعلم في اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مصر. يذكر أن خادم الحرمين أوفد رئيس الاستخبارات العامة السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى دمشق برسالة شفوية للرئيس السوري في منتصف شباط فبراير الماضي، بينما تسلّم رسالة من الرئيس الأسد الأسبوع قبل الماضي. وتشهد المنطقة العربية تحركاً ديبلوماسياً إيجابياً على أكثر من صعيد، خصوصاً بعد موضوع"المصالحة العربية"، الذي فرضه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء"القمة الاقتصادية في الكويت". من جهة أخرى، رحّب رؤساء البرلمانات العربية في بيانهم الختامي الذي صدر عقب اختتام أعمال المؤتمر ال 15 للاتحاد البرلماني العربي، أول من أمس وعقد في العاصمة العمانية مسقط، بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين ابان القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت، بدعوته إلى وأد الخلافات بين الأشقاء والتطلع إلى المستقبل. وشدّدوا على التأكيد على التضامن العربي، في ظل المستجدات الدولية الراهنة، كما حثوا على التحديث والتطوير في الوطن العربي، مؤكدين أهمية القرارات الصادرة عن القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية التي عقدت في الكويت، داعين إلى ضرورة تطبيق قراراتها كأساس للوحدة العربية، من خلال البوابة الاقتصادية التي تربط مصالح الشعوب العربية. كما رحب رؤساء البرلمانات العربية بالاستجابة السريعة والصادقة لهذه المبادرة من جانب القادة العرب، والخطوات الجادة التي أعقبتها على طريق تنقية الأجواء بين البلدان الشقيقة.