نجح"شيخ الأندية السعودية"فريق الشباب في الوصول إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - للموسم الرياضي الحالي، كطرف أول بكل جدارة واستحقاق، وذلك بعد انتصاره الرائع على فريق الهلال أول من أمس بركلات الترجيح"خمسة أهداف في مقابل ثلاثة"، في اللقاء الذي جمعهما على إستاد الملك فهد الدولي في الدور نصف النهائي من المسابقة. ووضع الشبابيون أقدامهم على أعتاب أولى البطولات المحلية، إذ تبقت لهم خطوة واحدة فقط لحصد الكأس الغالية، وإن حصل ذلك فسيجدد"الليث"علاقته بعالم الذهب والبطولات، بعدما حاز في الموسم الماضي آخر الكؤوس السعودية بطولة"كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال"في نسختها الأولى. وأبدع أخيراً الشبابيون كثيراً، وقدّموا أداء فنياً راقياً مقروناً بالروح المعنوية العالية والإرادة القوية والحماسة والعزيمة والإصرار على تحقيق الانتصار وبلوغ النهائي الكبير، ولم يتأثروا بهدف السبق الهلالي من المهاجم محمد العنبر، الذي جاء خلال نصف الساعة الأول من الحصة الأولى، ولم ييأسوا مع تسارع الدقائق واستمرار الفرص المهدرة، حتى وصلوا إلى مبتغاهم وحققوا أمنيتهم بإحراز هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، إثر ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم لمصلحة المهاجم"المتطور"عبدالعزيز السعران، ونفذها البرازيلي مارسيلو كماتشو بكل إتقان في الشباك الهلالية هدف تعادل، منح"الليوث"مزيداً من الحماسة والرغبة القوية في خطف بطاقة التأهل الأولى إلى نهائي الكأس، قبل أن يحسم اللاعبون المواجهة رسمياً عبر ركلات الترجيح التي شهدت فصلاً جديداً من فصول إبداع المنظومة"البيضاء"، من خلال دقة التنفيذ وروعة التسديد وتألق الحارس"الأنيق"محمد خوجة، الذي تصدى بكل براعة لركلتي السويدي ويلهامسون وفهد مبارك. وقطف الشبابيون ثمرة الدعم المادي والمعنوي الكبير من رمزهم الأول وقلب النادي النابض الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان، باني أمجادهم الحقيقية ومؤسس نهضتهم الفعلية، الذي وضع الكيان"النموذجي"في طريق البطولات والإنجازات، ورسم له مسار منصات التتويج، لتستمر مسيرة"الليث"الناجحة على مر الأزمان الفائتة يتعاقبها جيل بعد جيل، حتى بات الشباب واحداً من أبرز وأميز الأندية الكبيرة في قارة آسيا، والنادي الذي يحلم بالانضمام إليه المواهب الكروية والنجوم اللامعة في الأندية السعودية كافة، نظراً إلى المناخ الصحي الذي يميز النادي عن الكثير من الأندية المحلية. وأسهمت سلسلة التعاقدات الكبيرة والانتدابات الأخيرة التي قامت بها الإدارة الشبابية بقيادة الرئيس خالد البلطان خلال الأسابيع الماضية في ظهور"الليث"بكامل قوته وعنفوانه، إذ أعادت إدارة الشباب المدير الفني الأرجنتيني إنزو هكتور لتدريب الفريق بدلاً من مواطنه بومبيدو، وتعاقدت مع الهداف الكويتي"البارع"أحمد عجب، الذي يعتبر حالياً من أفضل الهدافين العرب في آسيا، وأحضرت أيضاً المحور القطري"الموهوب"طلال البلوشي، الذي برز في شكل لافت في"خليجي19"في مسقط، وضمت من اللاعبين المحليين المدافع الاتفاقي"الصلب"ماجد العمري المعروف بإمكاناته الفنية الراقية وقدراته البدنية الرائعة، وهو إضافة قوية وحقيقية للجدار الدفاعي، لتكتمل بذلك منظومة الشباب البيضاء من جميع الخطوط في انتظار الفرح والألقاب والبطولات في الفترات المقبلة. المتابعون والنقاد والخبراء الفنيون، أجمعوا على قدرة الشباب على العودة من جديد لتحقيق الألقاب والبطولات، وأكدوا أن الفريق بعناصره الكبيرة والمميزة سيكون له شأن كبير، وسينافس بكل قوة على بطولات كأس ولي العهد وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري المحترفين الآسيوي، إذ أكد المدرب الوطني بندر الجعيثن ذلك، قائلاً:"الشباب من الفرق الكبيرة التي تعد منافساً أول في كل موسم رياضي للبطولات كافة منذ عشرات السنين، وذلك لما يمتلكه من لاعبين ذي إمكانات فنية كبيرة، اذ تعاقبت عليه أجيال عدة من اللاعبين الموهوبين والمميزين الذين قدمتهم المدرسة الشبابية، وبعد الجيل الذهبي الذي كان الأميز على مستوى السعودية، ها هم رفاق عبده عطيف الرائعون يسيرون بالفريق إلى منصات الذهب في كل موسم بنجاح".وأضاف:"ما يميز الشباب الاستقرار الإداري، وهذا العامل مهم لأي فريق في العالم، والشباب عرف بذلك، إذ إن الإدارات المتعاقبة عليه نجحت باقتدار، وها هي إدارة خالد البلطان تقوده إلى مزيد من النجاحات، ويقف خلف تلك النجاحات كافة رئيسه الفخري الأمير خالد بن سلطان، الذي رسم سياسة إدارية نموذجية من النواحي كافة، أهلت الفريق الشبابي لكي يكون الأفضل في السعودية". وزاد الجعيثن:"الشباب سيكون له نصيب كبير من بطولات الموسم". أما الخبير والمحاضر الآسيوي حمود السلوة فقال من جانبه:"نتفق جميعاً على أن الشباب الأفضل والأميز، يقدم أسماء جديدة من نتاج قاعدته الصلبة في كل موسم، ويجلب محترفين أجانب ذوي كفاءة فنية عالية، ويسير في مضمار المنافسة بهدوء ونجاح، وسيكون الفريق الأقوى كما عرف في المواسم الماضية". وأضاف:"هناك الكثير من الفرق الأخرى تغرق مرات عدة في المشكلات الإدارية والمالية، ما يسهم في تدني مستويات لاعبيها، أما في الشباب فالاستقرار الإداري والمادي الذي أسسه الأمير خالد بن سلطان ورئيس النادي خالد البلطان أسهم كثيراً في تفوق الفريق الشبابي، وسيكون عاملاً مساعداً في تحقيق الفرق لإنجازات كبيرة في هذا الموسم". يذكر أن الشباب لم يحقق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، منذ انطلاقتها قبل ما يقارب ال20 عاماً، ومن أجل الظفر بها أعلن أمس رئيس النادي خالد البلطان عن مكافأة اللاعبين كافة ب10 آلاف لكل لاعب نظير التأهل إلى المباراة النهائية.