ليلة شبابية ولا ألف ليلة، وبطولة غالية ليست مثل بقية البطولات، وإبداع وإمتاع لا يقدمه إلا نجوم أفذاذ عانقوا السحاب وقادوا شيخ الأندية السعودية إلى تحقيق الذهب وحصد اللقب، دخلوا المجد من أوسع أبوابه وسطّروا في سجلات التاريخ أسماءهم بمداد من ذهب أبطالاً لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد تغلبهم على منافسهم فريق الاتحاد برباعية نارية كانت قابلة للزيادة عطفاً على فرص التسجيل الحقيقية المهدرة وفي مقدمها ركلة الجزاء التي ضاعت في الدقائق الأولى من عمر اللقاء وكانت بمثابة جرس الإنذار لطوفان الشباب الذي دمر أحلام الضيوف وقضى على أخضرهم ويابسهم في النهائي الكبير وحقق الكأس عن كل جدارة واستحقاق وحافظ على لقبه الغالي في ختام الموسم الرياضي. ولم يعطِ «الليوث» الفرصة لمنافسيه لالتقاط الأنفاس أو ترتيب الأوراق، وباغتوهم بسلسلة هجمات مرعبة جعلتهم يفقدون التوازن من الدقائق الأولى، ويرتكبون أخطاء دفاعية بالجملة كلفتهم هدفين في أقل من 20 دقيقة من هداف الموسم البارع ناصر الشمراني، وحالتي طرد بالبطاقة الحمراء قبل انتهاء أحداث الشوط الأول من نصيب الحارس مبروك زايد والظهير الأيسر صالح الصقري، كتبت العنوان الحقيقي لكرنفال النهائي ورسمت الخطوط العريضة للبطل المتوج بالذهب في آخر البطولات المحلية، قبل أن يواصل أبطال «الليث» سيطرتهم الميدانية ولوحتهم الجمالية في الشوط الثاني ويحرزوا هدفين رائعين عن طريق الظهير الموهوب حسن معاذ والمهاجم البديل فيصل السلطان، ليكمل الشبابيون ملحمة الإبداع وينهي الاتحاديون مسلسل الضياع بالرباعية القوية التي أشعلت قناديل الفرح في أروقة الكيان النموذجي في الرياض. وأنصفت لعبة المشاهير الأولى في دول العالم كرة القدم أبطال الشباب وتوجتهم كأفضل فرق الموسم الرياضي من دون منازع، بعدما حاز الفريق على بطولتين كبيرتين من أصل أربع بطولات محلية، إذ حقق لقب كأس بطولة خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال ولقب كأس الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله-، ولعب على نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال قبل أن يخسر اللقاء بهدف وحيد، وحصل الفريق على المركز الرابع في دوري المحترفين السعودي في نسخته الجديدة، وسجل شيخ الأندية السعودية نتائج إيجابية أكثر من رائعة في استحقاق دوري أبطال آسيا وتصدر مجموعته من الجولات الأولى وتأهل رسمياً للدور الثاني من المسابقة القارية الكبرى، ليؤكد الشبابيون بالفعل أنهم أفضل الفرق السعودية في الموسم من ناحية البطولات والنتائج والاستقرار والأجواء المناخية الصحية الذي تفتقدها الكثير من الأندية السعودية الأخرى. وقطع الشبابيون في المواسم الأخيرة ثمرة الاهتمام الكبير والدعم منقطع النظير الذي يحظى به النادي من الرئيس الفخري والقلب النابض الأمير خالد بن سلطان باني الأمجاد الشبابية ومؤسس نهضتها الفعلية الذي رسم طريق البطولات والإنجازات للادارات المتعاقبة، وغرس مفهوم التنافس الحقيقي في نفوس الأجيال الشبابية، وأرسى قواعد العمل الناجح في الكيان النموذجي، حتى بات النادي يصنف من أبرز وأميز الأندية الراقية في القارة الآسيوية، ويمثل أمنية وطموح وحلم كل لاعب شاب موهوب يرغب في صقل موهبته الكروية وتطوير امكاناته الفنية وقدراته البدنية، وبات الشباب يشكل واجهة حضارية للرياضة السعودية يفتخر به جميع الرياضيين من عشاق المتعة الكروية والروعة الأدائية في المحافل والمنافسات والمسابقات التي يشارك فيها الفريق سواءً على المستوى المحلي أو الخارجي.