قلل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل من المخاوف والتهم التي طرحها بعض الإعلاميين حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بشأن تدخلاتهم السابقة في سياسة منع الكتب وإجازتها، مدافعاً عن دورهم. وأكد أن هناك تنسيقاً متكاملاً بين وزارة الثقافة والإعلام والهيئة، مشيراً إلى أنه التقى عدداً من موظفي الهيئة الأسبوع الماضي، وأن لديهم"وعياً متكاملاً باختصاصهم". وأضاف في المؤتمر الصحافي الذي عقده ظهر أمس في مركز الملك فهد الثقافي:"لم نشعر بأن رجال الهيئة تدخلوا في غير اختصاصهم. وأشعر بأنهم متعاونون. ويقومون بدور إيجابي"، مطالباً بالتفريق"بين الدور الرقابي ودور المواطن والقارئ"، معتبراً أن"التنبيه على بعض ما يوجد في المعرض من واجب الجميع". ورفض السبيل وصف أحد الإعلاميين لدور الهيئة بالعشوائي، كما اعترض الإعلامي على قول السبيل، بأن من اجتهد من المحتسبين وأخطأ فله أجر بقوله:"من أخطأ فلا بد أن يؤخذ على يده وليس له أجر"فرد السبيل:"الأجر للاجتهاد وليس للخطأ". وطالب السبيل الإعلاميين"بنقل الصورة الحقيقية عن المعرض وليس المدح، إضافة إلى تسليط الضوء على الفعاليات الثقافية، التي لم تشهد حضوراً إعلامياً قوياً في السابق". وكشف عن وجود 250 ألف كتاب في المعرض تحوي عدداً من اللغات، و27 دولة مشاركة، و650 دار نشر عربية وأجنبية. وفي ما يتعلق بالبرنامج الثقافي كشف عن مشاركة 65 باحثاً وباحثة من 16 دولة عربية وأجنبية. وعرج على بعض الأسماء الثقافية المشاركة ودورهم الفاعل، معتبراً أن عبدالواحد لؤلؤة من أبرز المترجمين العرب. وفي سؤال ل"الحياة"حول وصف البعض لاستضافة المفكر محمد عابد الجابري ب"الجريئة"ومدى تخوفهم من آثار ذلك، والسبب في جعل محاضرته في ختام الفعاليات، قال السبيل:"الجابري نتفق معه كثيراً ونختلف معه أحياناً. ولا أعتقد أن حضوره سيثير تخوفاً". وفي ما يتعلق بوضع فعاليته في الختام ذكر أن الجابري لديه العديد من الفعاليات، وأن بعض المشاركين لا يستطع الحضور إلا في وسط المعرض أو آخره،"نحن لا نفرض على المشارك اليوم الذي يريد أن يأتي فيه"، مشيراً إلى أن المسؤول الأمني في المعرض، لديه حساسية كبيرة إلا أنه يختلف معه في بعض الأمور منها. ونوه إلى أن المعرض ليس لوزارة الثقافة والإعلام فقط"إنما هو حدث وطني تشترك فيه امارة الرياض، وهيئة الأمر بالمعروف والمرور والهلال الأحمر وسواهم"، مفيداً أن تغير مكان المعرض إلى مقره الجديد، في طريق الملك عبدالله، شرقاً، بجوار مركز الأمير سلمان الاجتماعي يعد من أبرز الملامح، إذ ستكون جميع دور النشر في صالة واحدة،"والإمكانات المتاحة أفضل مما كانت عليه في السابق". ولفت إلى أن المعرض"سيظل مفتوحاً من الساعة العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساءً من دون توقف، بخلاف ما كان عليه في السابق، إضافة إلى أن المعرض سيشهد مشاركة مجموعة من المطاعم والمقاهي". وأشار أحد الإعلاميين إلى أن تزامن مناسبة المعرض مع الجنادرية ربما يشتت الإعلام، إلا أن السبيل أكد أن الرياض"التي تحوي 5 ملايين نسمة قادرة على احتواء أكثر من فعالية، وموعد معرض الكتاب ثابت كل عام، وهو أول يوم ثلثاء في شهر آذار مارس. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الداخلي عبدالعزيز الهزاع أنهم نسقوا مع المنافذ الجمركية،"بأن تعامل الكتب التي ستشارك في المعرض معاملة خاصة، حتى تدخل بشكل سريع"، مفيداً أن معظم الكتب المشاركة دخلت إلى السعودية. وأكد أنهم يتبعون سياسة الشفافية في المنع، وانتقد بعض الجمهور بقوله:"البعض يعتقد أنه حينما يجد كلمة في سطر أنه فاز بقصب السبق"، وأفاد أن المعرض للثقافة والاطلاع، مؤكداً مراعاتهم مسألة الرقابة للمسائل الدينية والسياسية والأخلاقية. وقال:"لا ندعي الكمال ولا يعني أننا قرأنا 250 ألف كتاب من الغلاف إلى النهاية، ولكننا اجتهدنا"، لافتاً إلى أنهم لا يقومون بالمنع وفقاً لأي معترض، وإنما إذا توافرت لديهم القناعة الكاملة بذلك، إضافة إلى أنهم أخذوا في الاعتبار عدم تكرار الكتب التي منعت في السابق.