مكة المكرمة –الوئام- أشواق الطويرقي : أثارت أفعال الشغب التي حدثت من رجال الحسبة في افتتاح معرض الكتاب الدولي بالعاصمة الرياض بتهجمهم على معالي وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وبعض رؤساء اللجان الإعلامية والكتاب والإعلاميين وقطع البث التلفزيوني المباشر ردود أفعال كثير من المثقفين والإعلاميين، الذين تحدثوا بوضوح عن رأيهم في ما حدث. وقد رصدت “الوئام” هذه الردود من المثقفين والكتاب حيث أنكر بعضهم هذه التصرفات الغير لائقة بهذه التظاهرة الثقافية فيما أعلن بعضهم مقاطعة معرض الكتاب إلى أجل غير مسمى بسبب سياسة الجهات الرقابية التي تمارس نظام الحجب والمنع لبعض الكتاب ودور النشر، فيما فضل البعض منهم الصمت وعدم التعليق على ما حدث رغم رفضهم التام. رئيسة القسم النسائي بصحيفة عكاظ الأستاذ منال فيصل الشريف ابدت انتقادها الواضح للفوضى التي أحدثها المحتسبون في افتتاح معرض الكتاب بالرياض واصفة إياها بقمة المهازل والشغب المتعمد لإجهاض فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي تضم إبداعات أصحاب الفكر والثقافة والأدب والإعلام التي تجمعهم بالمهتمين من العامة لعرض وتسويق إنتاجاتهم الأدبية والثقافية والعلمية لأسباب عدائية موجهة لشخصيات محددة من المشاركين بالمعرض والدليل تهجمهم على بعض الإعلاميين والكتاب بالمعرض ومقاطعة البعض منهم المشاركة بالمعرض في هذه الدورة سواء بالإنتاج أو التواجد بسبب أفعال المحتسبين المتكررة في كل معرض. ففي كل دورة افتتاح يجدون لهم المزيد من الحجج التي تتمركز حول تواجد النساء بقاعة المعرض مع الرجال والاعتراض على بعض الكتب المعروضة والبث التلفزيوني، وقال “إن تواجد المرأة أمر ليس محظور أو محرم خاصة أن هناك كاتبات ومثقفات والزائرات من حقهن عرض وبيع إنتاجهن أسوة بالرجال فالمعرض يعد سوق ثقافي يحق للجنسين التواجد به والنهل والاستقاء من علومه, لذا لابد لرجال الحسبة ان يعلموا بأنهم ليسوا وحدهم المسلمين وغيرهم حديث عهداً بالإسلام فنحن النساء خاصة ومثقفين عامة نريد أن نمارس حقوقنا المشروعة في هذا الاجتماع الثقافي السنوي بوئام وسلام”. كما ذكرت الأستاذة نورة الحويتي مديرة التحرير النسائي بصحيفة الرياض عضو مجلس إدارة الصحفيين السعوديين أن ما قام به المحتسبون أمر غير مقبول و فيه تعد على حقوق الغير وفرض سلطة جبرية في زمن الانفتاح والتعددية والحوار فحن نحتاج لوقفة صارمة لردع هؤلاء كالإجراءات التي اتخذها معالي وزير الإعلام في حقهم بحيث لا يتكرر ذلك الأمر مجدد ويعكس صورة سلبية لحركة الثقافة بالمملكة العربية السعودية فمعرض الكتاب متنفس للجميع كما أن زواره يمثلون من جميع نخب المجتمع المفتحين على الثقافة والقراءة فمثل هذه التصرفات تراجعنا ثقافيا وحضاريا عن مواكب باقي الدول. وخصت بالقول إن المرأة أصبحت شريكا أساسيا ورئيسيا للرجل في تنمية المجتمع والنهوض به وإن غيابها عن الحركة الثقافية أمر غير مقبول لا يقره الدين الإسلامي ومن ينادون به يمثلون أنفسهم ويحملون وزر ومسؤولية فكرهم التطرفي الذي يتراجع بثقافة المجتمع وانفتاحه وعن تقبل وجود المرأة ومشاركتها الفاعل بنهضة البلد وتنميته. وأكدت أن تقبلنا وسكوتنا على منع المرأة من التواجد أو عدم السماح لها بتوقيع على إنتاجها للقراء في هذا المحفل الثقافي يعني تأييدنا لهم وقبولنا بالتراجع والتخلف لذا يجب علينا التصدي والوقوف لهم بكل الوسائل المشروعة كتدخل رجال الأمن لمنع أو السيطرة على أي شغب أو قلة احترام للمتواجدين من قبل المحتسبين فحن لا نمنعهم من دخول المعرض والمشاركة فيه كما لا نعمم ذلك على جميع المحتسبين الوسطين غير المتشددين، بل نرحب بتواجدهم ومشاركتهم كما أننا ندعو إلى اندماج جميع فئات المجتمع خاصة و أنهم يملكون نفس حقوق المواطنين بشرعية تواجدهم في المعرض وجميع الأماكن العامة ولكن عليهم احترام أنفسهم واحترام الأماكن التي يتواجدون فيها. ومن جانبه أرجع الأستاذ نعيم تميم الحكيم المحرر صحفي بجريدة عكاظ ما حدث بافتتاح معرض الكتاب الدولي بالرياض من المحتسبين لضعف التنسيق بين وزارة الثقافة والإعلام والجهات الحكومية الأخرى كالداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع هؤلاء المحتسبين من إحداث الشغب الذي اعتادوا عليه في كل دورة من دورات معرض الكتاب خاصة وأن بعض الناس يعتقد أنهم من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي هذا الاعتقاد إساءة لسمعة جهاز الهيئة، كما أن ما فعلوه منافي لشروط الاحتساب والمناصحة التي حث عليها ديننا الإسلامي في قول الله تعالى” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.