ولو استطعتُ قبَستُ من لألاء خدِّك ما يضيءُ جوانحَ العشاق يَهديهمْ إلى برِّ الأمانْ ولو استطعتُ لقمتُ نحوكِ أمتَحُ الشَّهدَ المعطرَ من شفاهكِ كي يذوقوا بعد مرِّ العيشِ إكسيرَ الحنانْ ولو استطعتُ لسرتُ في الأرجاء أخبرُ عن أميرتيَ الجميلةِ عن بريقٍ في محيَّاها يتيهُ به المكانُ وعن ورودٍ في الخدود وبوحِ شوقٍ من خلال الثغر يسبي كالجُمانْ ولو استطعتُ لقلتُ في عينيكِ أجملَ ما يقالُ من القصيدِ وروعة التشبيهِ لا قمراً على نجد الملاحة لا نخيلاً في العراقِ ولا ضفافاً تحضِنُ العاصي وتزهو من سناها الغوطتانْ ولو استطعتُ لسطرتْ يمنايَ في الآفاق: كمْ أهوى بحارَكِ كم يشُدُّنيَ الحنينُ إلى شواطئكِ العذابِ وعطرِكِ الفوَّاحِ في العَتَمَاتِ منساباً كزهر الأقحوانْ ولو استطعتُ لغرَّدتْ شفتايَ: أنتِ الحسنُ في هذا الوجودِ تصوغُ رؤاكِ أحلامَ المساء وتنسجُ البيداءُ في حرِّ الهواجرِ شالك الزاهي بلون الأرجوانْ ولو استطعتُ لرحتُ أسألُ في العوالم: من رأى تلك البديعةَ تسكبُ الألوانَ والأطيابَ في الأنحاء واشتفَّ الصِّبا من سحرها والعنفوانْ.