اختار الشاعر خالد الخنين "حقول النجوم" عنواناً لديوانه الجديد موضحاً بأنها "الوحيدة التي تستطيع أن تقطف منها صور الإبداع والجمال، وتصوغ من لآلائها تراتيل البيان وتسابيح الشعر ودر الجمان، ويضيف قائلاً "هي الحقول التي نظرت إليها كل عصور الأزمنة منذ بدايات الكون وأبجدية الحياة.. ولا تزال تتقلب في ملكوت لا تنطفئ أنواره ولا تجف ينابيعه، ولا تتصحر واحاته وأنهاره.. لا وجود فيه للقيد وذل الإنسان وعبودية الظلم، وجبروت الطغيان. ويضيف أيضاً "كم أشتهي تلك الحقول - حقول النجوم - لأنظمها شعراً، وأخلدها ورداً وعطراً.. وأختار من نجومها الزهر المترفات.. وكم أشتهي تلك الفضاءات الرحبة الواسعة التي وسعت كل شيء..!! ويرى الخنين أن هذه الحقول هي التي أستريح فيها من عناء التجوال في حقول الأرض، بعد أن يبست أشجارها وجفت ينابيعها، ودنس الإنسان بأخطائه كل أزاهيرها، ورياحينها، وقتل الحرث والنسل، ويرى الخنين أن ديوان حقول النجوم هو الأنشودة في خريف تلفه سحب لا تحمل قطراً، ولا تنبت كلأ ولا عشبا.. ديوان حقول النجوم لخالد الخنين استهل ببيت للشاعر إيليا أبي ماضي قال فيه "وطن النجوم أنا هنا ... حدث أتذكر من أنا" وقد قال في قصيدة "دمشق بعد الغياب": هذي دمشق الآن ملء القلب غائبة على حد الوداع، أو البكاء لا الروح من بردى تجيء، ولا عصافير المساء. عبرت بباب القلب، والحور الحزين على ضفاف الغوطتين. ويقول في قصيدة بوح العرار: كم كان بوحك... كالنسيم شجيا في البال أنت، وفي الفؤاد، وحيث كنت، فأنت شمس لا تغيب ونسمة خضراء تعبر في كياني... ويقول في قصيدة حقول النجوم: ... طف بي علاك، وقلت: أصعد، إي شوق في غدي ألقاه!!! يامن عبرت دروب عمري... ليس لي عمراً إليك سواه!!! ضاقت علي الروح الفضاءات التي رسمت طريقي، والمدى رحب الجهات، ودربنا.. لا درب آخر يحتوينا، ولا أنا إلا التي أرقت على شباكها، وردي يحن لعابر يأتي، وقلبي مدنف بهواه!!. وقد اشتمل الديوان على إحدى وثلاثين قصيدة إضافة إلى المقدمة والإهداء ورصداً لأسماء الأعلام التي وردت بالقصائد والأماكن والمواضع والأقوام والقبائل، ويقع الديوان الذي جاء بطابعة فاخرة في 195 صفحة من القطع المتوسط.