نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحضور وزير الثقافة والإعلام .. أمسية الوفاء لتكريم الخطراوي
نشر في البلاد يوم 27 - 01 - 2011

بحضور معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة احتفى النادي الادبي بالمدينة المنورة مساء امس الأول الثلاثاء بالاديب المبدع الدكتور محمد عيد الخطراوي وحضر هذا الحفل معالي امين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز الحصين ومعالي مدير جامعة طيبة الدكتور منصور النزهة وعدد كبير من الادباء والمفكرين.
وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم وقاد الحفل نائب رئيس نادي المدينة المنورة الاستاذ محمد الدبيس الذي تحدث عن لمحات من سيرة الخطراوي.
وبعد ذلك القى معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين.
أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة
زملائي الاعزاء رئيس واعضاء مجلس ادارة النادي الادبي بالمدينة المنورة
أديبنا الكبير الدكتور محمد العيد الخطراوي
الحفل الكريم
الاخوة والاخوات
دالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ما أسعدني هذه الليلة بشرف زيارة هذه الارض الطيبة المدينة المنورة التي يفوح ترابها طهراً وعبقاً، وما أشد شوقي الى مسجدها النبوي الشريف والى قبر معطر بمن أرسله الله - تبارط وتعالى - رحمة للعالمين والى نفحات قدسية انسابت في اروقتها وأزقتها وآطامها ففاح عبير الرسالة وانطلقت مواكب النور من ها هنا، فنعمت البشرية بنور الله ورسالة السماء.
وها انني التقى وجوها أغبطها على أن شرفها الله - تبارك وتعالى - بهذا الجوار الكريم يتنسمون هواء عذباً ويمتحون من طيب المكان وبركته فهنيئاً لكم هذا الشرف الذي بوأكم الله اياه.
الاخوة والأخوات
هذه دعوة أجبتها فرحاً بها ومتشوقاً اليها وحرصت عليها ودفعني الى ذلك المكانة الرفيعة التي تحتلها هذه الشخصية الأدبية والعلمية التي نلتف الليلة حولها ممثلة في اخي الاستاذ الدكتور محمد العيد الخطراوي - حفظه الله - وهو رجل يقصده الادباء والعلماء وطلاب العلم لما حباه الله - تبارك وتعالى - من بسطة في العلم ووفرة في التصنيف والتأليف ولتلك النفحة الشعرية التي تجلت فيه فكان انموذجا رائعاً للشاعر والعالم والفقيه والباحث والمؤرخ والمحقق وكأنه في حياته العلمية ودأبه في البحث والتأليف مصداق لقول الشاعر القديم:
ليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
ولا غرابة في ذلك فهو انموذج رائع لالتقاء القديم والجديد في شخص واحد عرف القديم وقتله معرفة وفهما وتعمق في الجديد حتى اصبح رائداً من رواده وفي الدكتور الخطراوي تتجلى تلك التعادلية في اعلى ذراها فهو سليل المتون العلمية التي عرفها في جامعة الزيتونة وجامعة الازهر وهو ابن المناهج الحديثة التي عرفها في جامعة الملك سعود فاستطاع بصياغة بديعة ان يكون جديداً وقديماً في وقت واحد واستطاع بذلك ان يملأ حياتنا الادبية والثقافية شعراً وبحثاً وتأليفاً في صورة تعيد الى اذهاننا تلك الصفوة المباركة من أسلافنا الذين اضافوا الى تراق الانسانية ما تزهو به ثقافتنا العربية والاسلامية.
الاخوة والأخوات
حين أستعرض المسيرة الادبية والقافية لاديبنا الكبير الدكتور محمد العيد الخطراوي أجده مجلياً مجوداً في كل ما كتب ونظم وألف وحقق وهذه مهمة صعبة للغاية ان تبدع في حقول مختلفة وهذا ما تحقق بلا مراء في اديبنا الذي نحتفي الليلة به عرفناه وجد بغيته في علم المواريث وألفيناه مؤرخاً يؤرخ لهذه المدينة المنورة بسيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - يبحث في تاريخها الأدبي والثقافي منذ فجر التاريخ ويوثق تاريخها الثقافي والادبي في حاضرها العظيم ويحقق تحفا من المخطوطات التاريخية والادبية المتعددة ويمنح مدينته العظيمة جانباً مباركاً من جهده فأخرج عدداً من دواويين شعرائها قبل عصرها الحديث فيرى الناس المدينة الشاعرة بشعرائها العظام المجددين.
ولانه وريث واديها المبارك (وادي العقيق) نراه يخصه بدرس واسع في كتابة الوثائق عن (اسرة الوادي المبارك) الذي كان أديبنا الخطراوي عضواً بارزاً فيها ثم نجده بعد حين مكبا على مجلة المنهل يستخرج من صفحاتها أدب عدد من أدباء المدينة المنورة كمحمد سعيد دفتردار ومحمد عالم أفغاني.
ولانه شاهد على العصر ولانه مرب كبير واستاذ جامعي بارز يعرف للتربية دورها يقف جانباً من جهده العلمي للتاريخ والتوثيق لمدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة هذه المدرسة التي كانت حدثا مهما في الحياة العلمية والثقافية في طيبة الطيبة.
ولانه وريث الادباء الظرفاء في الحجاز كالعرجي وابن ابي عتيق فقد منحه الله من أدب النفس ما جعله خفيف الظل، حاضر النكتة سريع الجواب وانعكس ذلك على مصنفاته فكتب في (الأفاشير) كتاباً طريفاً يدل على ظرفه وبساطته هو يقدم لنا عالماً محققاً مدققاً يقتنص الشوارد فيقيدها ويعيد تقديمها الى القارئ العربي خفيفة لطيبة.
وهو ناقد كبير يتمتع بمعرفة مذهلة بالشعر العربي ويكفي هنا ان اشير الى كتابه القديم (شعراء من أرض عبقر) هذا الكتاب الذي اصبح اليوم من المراجع المهمة في دراسة الشعر السعودي الحديث ويكشف فيه ناقدنا الخطراوي عن ذائقة جمالية عميقة تقرب الشعر والجمال الى كل من رام معرفة بالشعر والذوق والجمال.
وفي الشعر كان الدكتور محمد الخطراوي شاعراً كبيراً منحته ارض عبقر اجنحة فحلق بها في سماء الشعر واستطاع في مسيرته الشعرية الطويلة ان يكون مثالا رائعاً للشاعر الحقيقي فأمسك بالتجربتين القديمة والحديثة في صورة تعكس صالح القديم والجديد في شعره وكانت دواوينه الكثيرة انموذجا لدأبه على الاصالة والتجديد في القصيدة الغنائية او المسرحية الشعرية او الملحمة الطويلة وكان في كل ذلك شاعراً يهب الشعر حسه وشوقه للجمال والفن والابداع وما يخلت عليه اصداء عبقر بذلك فأصبح من دون مبالغة واحداً من اهم الشعراء العرب المعاصرين.
أخي العزيز الشاعر الكبير الدكتور محمد العيد الخطراوي
انني احيي فيك روح الشاعر الكامنة فيك وانا جد مغتبط بتجربتك الشعرية الثرية فهي تجربة عميقة تنم عن مقدرة ادبية وجمالية ثرة فشعرك امتداد للشعراء العرب الكبار في عصرنا الحديث ابداعاً وثقافة واصالة وتجديداً واتصور ان الاجيال الشعرية ستفيد الكثير والكثير اذا ما اتخذت تجربتك طريقاً لها الى الابداع وانا شخصيا دائم التأمل في تجربتك الغنية ويشدني اليها تنوعها فتارة اجدك ذلك الرومانسي العاشق وتارة اجدك الموغل فرحا ضاحكا حد السخرية حزيناً حد البكاء والتشاؤم وما ذلك الا لما انطوت عليه روحك الفنانة من رهافة حس وهي كالاسفنجة تمتص ألم الامة وفرحها وبكاءها فلله انت ايها الشاعر الكبير كم افرحت وكم ابكيت! وان كنت يا صديقي العزيز لا احب لك نغمة الحزن المرير الذي احاط باشعارك الاخيرة فكانت نفحة شعرية باكية مبكية وبالله عليك ايها الشاعر الكبير لا تبتئس فنحن نحبك ولا تحزن ولا تجزع وان كنت في حزنك شاعراً مجلياً كما في فرحك وكبريائك وصولتك.
وأنا ياصديقي اصدقك القول ان روح الشاعر اكثر من غيره تحس بذلك التغير والتبدل الذي يطال حياتنا، فينبري الشعر بصوته الصادق المرهف مندداً بما ألم بحياتنا من شحوب ويباب، فلا نملك الا ان نردد معك ونحن ندفع الخواء عن حياتنا ما قلته ذات يوم:
نعم ما يزال المغني يوزع في السوق
ضمن أغانيه أغنية فاسدة
يهربها في حقيبته اليدوية
في جيبه.. في ثنايا الثياب
ويهرش اصداءها وهي تعبر نحو المسامع
خَوفَ عُيُون الرقيب..!
وتغدو وثَيقة..
تُجابهنا في جميع المرافئ
تُرهقُ أسماعنا بالهُراءِ
يُهادي بها الليلُ كُل قراصنة البحر
تنقد شطرين فوق العراء
وتلتذ بالصرصر العاتية..!
وللطبل والزمر في الحي قصة
يطول بها الشرحُ
ينزفُ من هولها الجُرحُ
يلتبسُ الأمر حتى على العازفين
وأهنأ أيها الشاعرُ الكبير فلا تزال الخيل العربية شامسةً حرُوناً أبيةًً، ولن يستطيع مغامر أو مقامر أن (يختم على الترقوة والمعصم) ما دام هناك شعر عربي يبعث على المروءات، وما دمت أيها الشاعر الكبير (تثرثر على ضفاف العقيق)! وما دمت تبحث في (تفاصيل خارطة الطقس) عن معنى للحياة، معنى للوجود، في كونك الضاج بالخواء والهُراء، فتجد ذلك المعنى نقياً بهياً في طيبة الطيبة المُباركة، فشدوت ذات قصيدة تائهاً، وحُق لك ذلك، وأن تقول: (أنا في طيبة):
أنا في طيبةٍ أتيهُ على الده
ر.. وأمشي على رؤوس الليالي
حاملاً مشعل الفخار أغني
بشموخ في موكب الآمال
هامتي في العلى تُباهي الثريا
ويدي تستبيح دُنيا المُحال
عن يميني الشموس تمضي نشاوى
والبدور الوضاء حذو شمالي
وهرقل يسير من خلف كسرى
عجبا من مهابتي وجلالي
يسألان الأعراب عن سر فخري
وطموحي وروعتي في المقال
فترد الأيامُ.. هذا فخور
بتراث الرجال إثر الرجال
إنه شاعر بأحمد يشدو
وبأصحابه بناة المعالي
لا تلوماهُ إن تباهى وغنى
في حمى طيبة لحونَ الجمال
الإخوة والأخوات
لنا أن نتباهى، في هذا الوطن الغالي، بالشاعر العلامة الدكتور محمد العيد الخطراوي، ولنا أن نفخر به، وبقيمته الأدبية والعملية.. وأتصور أن أحب ما يرجوه الأديب والمثقف لنفسه هو أن يشعر باستفادة المجتمع والإنسانية من ابداعه، فهو لم يكتب ويعذب نفسه ويجهدها إلا توقاً لعالم يحفل بالخير والحق والجمال.
ونحن ، الليلة، في حضرة شاعر ومثقف وهب نفسه لأعظم معاني الحياة: دينه ووطنه وأمته وعالمه، وإنني أكاد أحس بلسان حال شاعرنا الكبير الدكتور محمد العيد الخطراوي، مردداً قول شاعر النيل حافظ ابراهيم:
شكرتُ جميل صنعكم بدمعي
ودمع العين مقياس الشعور
لأول مرة قد ذاق جفني
- على ما ذاقهُ- دمع السرور
وأنا سعيد بهذا الاحتفاء، احتفائنا برمز أدبي كبير، في ضرب من الوفاء تقدمه طيبة الطيبة لأديبها الكبير، ويقدمه نادي المدينة المنورة الأدبي لرجل منح هذا النادي جزءاً عزيزاً من حياته، وأتمنى أن يعمل هذا النادي على توثيق أوراق هذه الندوة حتى تصبح مرجعاً مفيدا عن جهود الدكتور محمد العيد الخطراوي الثقافية والادبية في تراث المدينة المنورة، وأشكر للمشاركين في هذه الندوة عنايتهم بأدب هذه الشخصية الجليلة، كما أرجو أن تزداد العناية بإبداع الدكتور محمد العيد الخطراوي الثري المتنوع وأن تحث أقسام الآداب في جامعاتنا طلاب الدراسات العليا باستكشاف القيم الأدبية الرفيعة التي ينطوي عليها أدبه، وأن يخصص نقاد الأدب لدينا جانباً من جهودهم لشعر هذا الشاعر الكبير، لما امتاز به شعره من أصالة وابداع وعُمق في التجربة.
وفي الختام: أقول لأديبنا الشاعر العلامة الدكتور محمد العيد الخطراوي: شكراً لك أن منحتنا هذا الجمال..
شكراً لك على شرف وقوفك على ثقافة المدينة المنورة وأدبها..
شكراً لك على أن نثرت الحُب في طريقنا،وعلمت الأجيال كيف يكون الشعر، وكيف يكون البحثُ، وكيف يكون التأليف..
شكراً لك من أجيال تعلمت على يديك، فعرفت في المدرسة تذوق الشعر، وحب العربية، وعرفت في الجامعة أصول المنهج وأدبيات البحث والتأليف..فكان منهم الفقيه والمفتي والوزير والأديب والباحث والمحقق..
شكراً لك تقولها آطام المدينة المنورة وأحواشها، واروقتها ، وبساتنيها..
وهنيئاً لك هذا الحب الذي استشفه كل من حضر هذه الاحتفالية البديعة..
وشكراً لناديك نادي المدينة المنورة الأدبي على وفائه لك، وأنت أهل لهذا الوفاء وهذا التكريم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطراوي وخدمة التراث
بعد كلمة معالي وزير الثقافة والاعلام -فعاليات الندوة التي خصصت عن الدكتور الخطراوي بعنوان "الخطراوي وجهده في خدمة تراث المدينة المنورة الثقافي " حيث افتتحت هذه الندوة الدكتورة أسماء أبوبكر تحدثت عن سيرة حياته الشعرية وتنوعه في الأدب وما حققه عن المرأة وقالت انه يستحق التكريم منا ومن الأجيال القادمة.
وبعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله سليم الرشيد الذي ذكر العديد من ابحاث الخطراوي واثرائه للساحة الثقافية والشعرية والبحوث القيمة ثم الدكتور سليمان السناني الذي قال اننا لن نستطيع ان نعطي الخطراوي حقه في هذا التكريم لأن ما قدمه كان أكبر من هذه المناسبة.
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله العسيلان الجوانب العلمية والتحقيقات العلمية التي نشرها الخطراوي ومساهماته الادبية المتنوعة في نادي المدينة الأدبي.
بعد ذلك تحدث الدكتور نايف الدعيس عضو مجلس الشورى سابقاً والأديب والكاتب المعروف الذي أوضح شيئاً من سيرة الخطراوي منذ البدايات البسيطة في مقتبل عمره في الأدب ومراحل تأسيس المنتديات الادبية وبعد ذلك تعلمه في الخارج والداخل ثم مرحلة التدريس في الجامعة الاسلامية وكلية التربية بالمدينة المنورة وأكد أن الخطراوي ليس انساناً عاديا انه عالم وأديب ويمتلئ صدره شعراً بل الشعر امتلأ به.
بعد ذلك تحدث الدكتور محمد عيد الخطراوي وشكر معالي وزير الثقافة والاعلام ومشاركته في هذا التكريم وشكر نادي المدينة المنورة الأدبي وتحدث بايجاز عن عدد من محطاته الأدبية والقاء بعض المقاطع من قصيدة شعرية عن المدينة المنورة.
بعد ذلك بدئ حفل التكريم حيث تسلم من معالي وزير الثقافة والاعلام درعاً من نادي المدينة المنورة الأدبي بعد ذلك درعا من أمانة المدينة المنورة قام بتقديمه له معالي أمين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز الحصين ثم درعا من جامعة طيبة قدمه مدير الجامعة معالي الدكتور منصور النزهة ثم درعا من الجامعة الاسلامية قدمه وكيل الجامعة الدكتور أحمد كاتب ثم هدية من نادي الرياض الأدبي وهدية من الاستاذ محمد صنيتان وهدية من الدكتور حمدان بن راجح وبعد ذلك قدم رئيس النادي الأدبي الدكتور عبدالله العسيلان درعاً لمعالي وزير الثقافة والاعلام.
الجدير بالذكر أن للخطراوي مساهمات أدبية جمة في خدمة تراث طيبة الطيبة فهو من الأعضاء المؤسسين لنادي المدينة المنورة الأدبي وشغل لعدة سنوات منصب نائب رئيس النادي وكان عضواً فعالاً في اللجنة المركزية التي اهتمت بالمحافظة على الآثار في طيبة الطيبة.
وقد أثرى الأديب محمد الخطراوي الساحة الثقافية بالعديد من انتاجه الأدبي سواء دواوين شعرية أو بحوثاً وأطروحات في الحياة الاجتماعية لطيبة الطيبة وفي القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية بالاضافة إلى ذلك قام بتحقيق في العديد من كتب التراث وبعض دواوين شعراء المدينة المنورة.
ولعل على سبيل الذكر وليس الحصر نذكر أبرز هذه الاصدارات - ملحمة شعرية في حياة الملك عبدالعزيز وتفاصيل خارطة الطقس وديوان غناء الجراح وله أكثر من 30 اصداراً بين شعر وأعمال نثرية.
قصيدة للخطراوي من ديوانه
على أعتاب المحبوبة
على ضفاف البيان
هذه ليلة يتيه بها الشعرُ
ويزهو على ضفاف البيان
تتحدى الآفاق شرقاً وغرباً
بمذاخير من عقود الجمان
ايه يا "ابن الخطيم" و "ابن جلاح"..!
قلداني جمانها قلداني
واستقياني رحيق "يثرب" صرفاً
وانفحاني من عطرها الريان
فلعلي أعيد "للشوط" ذكرى
تنعش "الأوس" في حمى "بُطحان"
ولدى "الخزرج" الكرام أوافي
مجمع الفخر في يدي "حسان"
وبنات النجار يهزجن حباً
وابتهاجاً بالموكب النوراني
طلع البدر بالضياء علينا
قلنها، فانتشى فؤاد الزمان
ومضى موكب الرسول، فطابت
"طيبة" بالصحاب والإخوان
***
هذه ليلة يلذ بها القو
ل، وتصفو لخاطر الفنان
تتلاقى عرائس الفن فيها
بعناق مجنح، وافتتان
لكأني بعود "عزة" جاست
عبر أوتاره أكف الحسان
فتوالت انغامه ماتعات
مائجات بأعذب الألحان
وكأني ب "معبد" و "غريض"
سرقا النوم من عيون الغواني
بغناء موقع عبقري
في عراص "العقيق" دون عنان
ف "العقيق" العريق عادت إليه
صبوات الشباب والعنفوان
اين "جيرون" منه إما تلاقت
أمنيات الآلاف والخلان..؟؟
هذه ليلة أعادت إلينا
سالف المجد وارف الأفنان
ضمخت مفرق الأطوم، وراحت
تتقرى هشيمها في حنان
وتضم الشتات علَ بنيها
يشحذون الأكف للبنيان
ومضت تخلص الحديث ل "سلع"
عن صباها، فتسعد "اللابتان"
كيف كان "الخزارج" الصيد فيها
يوردون اليهود ورد الهوان
علموهم بأن للعرب ثأثراً
ما ثنى عزمه مرور الزمان
ثم جاء الإسلام فانحسر الدا
ءُ، وماجت ساحاتها بالمثاني
وغدت "طيبة" به خير دار
ومنار للعدل والإيمان
ملكت ذروة الفصاحة طرا
ببيان الحديث والقرآن
والثقافات اشرقت في ازدهاء
والبطولات زمجرت في المغاني
واذا "طيبة" جهاد وفتح
وانطلاق في المنهج الرباني
بيضة الدين أصبحت أي شأن
لبني الفرس، أو بني الرومان..!!
فبنوها ما بين راكب خيلٍ
للقاء الأعداء والأقران
وفقيهِ، وشاعرِ في ندي
يتباهى بروعة الأوزان
يا لحا الله يوم أنحت عليها
حادثات الأيام بالنسيان
يوم أن عقها الزمان، فباتت
أمنيات صريعة الكفران
***
هذه ليلة أعادت إلينا
تالد المجد شامخ البنيان
مثل عود الطيور للروض لما
أمنت من غوائل العقبان
فهي من أمنها تروح وتغدو
صادحات على ذرى الأغصان
نحن نحيا بظل عهد سعيد
يوم عز مفوف الأردان
عاد للربع عزه فأصيخي
يا معالي، ورفرفي يا أماني
واشهدي "النادي" الفتي يوالي
خطوه للعلى بغير توان
ويغني الآداب أحلى نشيد
لشيوخ البلاد والفتيان
وينادي في فرحة وابتهاج
مرحبا بالضيوف والخلان
من هنا شعشع الصباح قديما
وهنا نرقب الصباح الثاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.