يقام حالياً في قاعة"إبداع للفنون التشكيلية"في جدة معرض"تأملات عربية في حنايا الأروقة المكية"، وذلك بعد أن أقيم في المركز الثقافي العربي في دمشق بعنوان"بحر ونهر وصحراء"، وأشرفت عليه وأعدته بجهود ذاتية الفنانة المكية ابتهاج إدريس، وشارك فيه الفنانان أحمد فلمبان، ومؤيد منيف من السعودية، والفنانان عبود سلمان، وأيسل غانم من سورية. وبرر أحمد فلمبان حضور المرأة بشكل مكثف في أعماله، والطريقة التعبيرية التي استطاع من خلالها معالجة الفكرة، وتمازجها مع الألوان، وترك الحرية للمتلقي في تحديد ملامحها، بالظلم الذي تعانيه المرأة في العالم العربي، وفقدانه لوالدته في طفولته. كما حضرت المرأة أيضاً في أعمال عبود سلمان، وبشكل مختلف عن سابقه، منبثقة من ارتباطه بمفهوم البيئة الريفية السورية، وانعكاسها على وجوه النساء القرويات في لوحاته من وشم وحلي وزخارف. وقدم سلمان خطاً مختلفاً عن النمط الجمالي الذي كان يطرحه من قبل، وحاول أن يستفيد من ماء النهر - الفرات - باستخدام الألوان المائية، وظهور شخوص لوحاته بتعابير مختلفة. بينما حازت الصحراء النصيب الأكبر من لوحات مؤيد منيف، الذي عكس البيئة الصحراوية في منطقته"الجوف"، إضافة إلى تطعيمها بشيء من النقوش الثمودية التاريخية، والسدو"البساط"الذي تشتهر به الجوف. ويعتمد منيف على التجريد في لوحاته، مجيداً التقاط مهملات الطبيعة الجوفية. أما المدينة الأثرية"تدمر"، والريف السوري، فيظهران عبر أعمال الفوتوغرافية أيسل غانم، التي يتعايش المتلقي معها، ويشعر بوجوده في أعماق اللوحة، وحاولت الابتعاد عن الوثائقية في الصورة، مهتمة بتقديم الحالة الجمالية الفنية في معظم أعمالها. من جانبه، أوضح عبود سلمان أن المجموعة المشاركة في المعرض زاوجت بين الرسم والتصوير الضوئي كفن يقدم اللقطة بشكل جيد، بين العمل الذي يعتمد على تراكيب فنية. وأشار فلمبان إلى أن فكرة المعرض أتاحت فرصة للتلاقي، والتلاقح بين الحضارات المختلفة، من خلال فنانين سعوديين وسوريين، وقال:"هناك أشياء كثيرة تجمعنا، ومتأصلة من الجذور". فيما دعا مؤيد منيف إلى مشاركة الفنانين العرب في مثل هذه المعارض، وتقديم تجاربهم المتنوعة، حتى تشعل الحراك الثقافي التشكيلي، الذي ينعكس على ذائقة المتلقي. يذكر أن المعرض افتتحته في اليوم النسائي الأميرة مشاعل بنت نواف، وافتتحه في اليوم الرجالي عميد كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن عبدالرحمن، وحضره عدد كبير من محبي الفن التشكيلي.